
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ابـن الخصاصـة حين تحسب عزة
وابـن الكفـاح علـى المدى قهارا
فـي ظلمـة الكـوخ الحقيـر تشربت
روح لـك النـورا النبيـل مـرارا
فنشأت كالراعي الشفيق على الورى
تســـــتلهم الآلام والأكـــــدارا
وكـدحت طفلا فـي الحقـول وبعـدها
فـي الليـل تكـدح دارسـا صـبارا
فـإذا نبوغـك فـي الطفولـة ساطع
مثــل الضـحى نـورا أغـر ونـارا
وإذا شــبابك فــي فصـاحة مـدره
بهــر الكبــار وملــك الإكبـارا
وبعثــت منــدوبا لنــدوة أمــة
قــدرت نبوغــا فيــك لا يتـوارى
دافعـت فيهـا عـن كرامة من هووا
فـي الرق واعتنقوا الأذى والعارا
نـاديت لـن تبقـى الغـداة حكومة
فخـــرا وزدت جلالـــه أعمـــارا
هيهــات غيــر الحـق يخلـق قـوة
هيهــات مهمــا يخلــب الأنظـارا
لنطلــق الأســرى وهــم أخواننـا
فـي الرق قد وجدوا الحياة يوارا
وبلغــت أعلــى منصـب قـد زدتـه
فخـــرا وزدت جلالـــه أعمـــارا
لـولا التعصـب فـي الجنـوب أثاره
زعمــاؤه فــي حمقهــم إعصــارا
وأبـوا سوى الحرب الأثيمة وحدها
ردّا وغيـــر جمـــوحهم أنصــارا
فجعلــت تحريــر العبيـد سياسـة
وتخـــذت توحيــد البلاد منــارا
حـتى إذا انتصـرت جيوشـك لم تعد
إلا زعيـــــم بلادك الغفـــــارا
وأخــذت تبنـي مـن جديـد حظّهـا
كـالغيث يطلـع في الربى النوارا
ويـدا الرجـاء مـن الرمـاد كأنه
بعـــث أعــاد خلائقــا وديــارا
فـإذا القضـاء مهيـئ لـك مصـرعا
واهــا لـه والنصـر صـار معـارا
كلا وكلا مــــا قتلـــت لميتـــة
بــل للخلــود مكــرّرا وجهــارا
عمّـدت بالـدم أيهـا الفـادي لنا
مثلا علــى الأدهــار سـوف تجـارى
مـــا أن مظلــوم وضــحى ماجــد
إلا وكنـــت لــه لظــى وشــرارا
ورآك فــــي أحلامـــه ويقينـــه
أبـــدا فهــمّ يصــارع الجبّــار
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.