
الأبيات16
الجلاء الجلاء رددت الأصـــــــداء
بشــرى ويــا لهــا اليـوم بشـرى
لـم يقلهـا فـرد ولا الجيش والشعب
ولكـــن كــل الــذي عــد مصــرا
مــن ثراهــا ومــن ســماها ومـن
كــل الــذي أنبتتـه فنـا وفكـرا
فـــي نشـــيد مثـــل المزاميــر
حلـو رنـح الأنبيـاء مـن قبل دهرا
ســمعته الآثــار فاهتــاج فيهــا
عـــزة والنخيــل فــاهتز فخــرا
وتهـــادى النيــل الــذي كــان
مـن قبل أسيرا إذ أصبح اليوم حرا
والحماة الأبطال من طردوا الهكسوس
أضـــحى لهـــم فتوحـــا ونصــرا
وجيــوش الكمـاة مـن عهـد رمسـيس
أطلـــــوا مهلليــــن وســــكرى
مــا رأتهــم عيــن ولكـن رأتهـم
مهـــج بالوفـــاء للأمـــس حــرى
ورأتهــــم أحلام جيــــل وجــــي
رقصـــت كالضــياء لحنــا وشــرا
والخزامــى الحييــة الـتي مثلـت
مصــر جمــالا وعــبرت عنـه عطـرا
أنــت بعـض منهـا نزيلـة بسـتاني
فهيـــا نعيـــد اليـــوم جهــرا
ذاك دمعــي مــن فرحــتي نــثرته
مهجــتي فارشــفيه حبــا وشــكرا
إن نكــن نحــن كــالغربيين لـم
نــبرح بإيمانهــا المخلــد أدرى
غمرتنـــا منهــا الحيــاة علــى
البعـد كـأن الأثيـر قـد حال غمرا
فانتشـــــينا وكـــــل عيـــــد
سينسـى غيـر عيـد لفك أشرى واسرى
أحمد زكي أبو شادي
العصر الحديثأحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.
قصائد أخرىلأحمد زكي أبو شادي
قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما
لم يُحصر الفن فن ذهن وانان
من دمعة الشعب ومن كدّه
ماذا أصابك أيها البستاني
حلمت ولم أعلم أحلمىَ يقظةٌ
وسائلةٍ هل تقرض الشعر فطرةً
إلى ابن حبيب من ثنائي أَجَّله
عمرٌ ينقضي برشد وغىَّ
يعزّ علي أن ألفىَ المعزى
رَف الربيعُ على الشتاءِ الماحل
الأربعونَ صَدىَ فؤادي الدامي
قالوا تصبر قد يتوب الغادرُ
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان
أخي حبيباً أيادٍ منك أحمدُها
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى
اضحكي يا شمسُ وابكى يا سماء
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025