
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا شـعر مـن ترجـو تحسـب أنـه
أولــى بحبــك أو بعيــد بـاهر
ولــدت أزاهيـر الربيـع بعيـده
فتضـــمّخت منــه بنفــح عــاطر
ومشـى الجمـال مواكبـا بحقـوله
علويّــة مثــل المسـيح الطـاهر
جــاءت عقــود سـنينه بتراثهـا
للعــارفين بــه عقــود جـواهر
أنسـيته يـا شـعر حاشـا أن ترى
فــي الجاحـدين لماهـد ولمـاهر
ضــحى وضــحى باسـما أو صـابرا
حــتى مشـى للصـلب أكـرم صـابر
هيهـات تنسـى كيـف تنسـى مبدعا
نجــواه كالإيمــان ملـء خـواطر
من ساح في دنيا الفنون ولم يزل
الســائح القهــار غيـر مفـاخر
مـن أبـدع القصص العجيبة مثلما
خلقــت بإبــداع الإلـه القـادر
مــن سلســل الأنشــاء سـمفونية
أخــــاذة وملاحمـــا للســـاحر
مـن أرجـع التاريـخ بيـن دروسه
عــبرا وأوقفــه مكـان الحاضـر
مـــن علـــم الآداب إنســـانية
شــعت بإشــراق الصـباح لثـائر
مـن لقّـن الإيثـار دينـا للـورى
كـأخيه واسـتبقا استباق الغافر
مـن فلسـف الشـعر الـذي غنى به
فشــدت جــداوله كبحــر زاخــر
مــن ظــل يحســب جـده ومزاحـه
كـــالآيتين لمـــؤمن ولكـــافر
عبــد المسـيح العبقـريّ وحسـبه
فـي العبقريـة خلـق شـهم نـادر
أنـا التففنـا حـول أمجـاد له
مثـل التفـاف السـفن حول منائر
أو كالتفـاف النحـل لمـا أولعت
بالشــهد حــول معاســل لأزاهـر
جئنــا نعيّــد شـاكرين وربمـا
يـدري جلال العيـد غيـر الشـاكر
والشـمس قـد يشـكو نفوذ شعاعها
عــان ويصــغرها حليــف صـغائر
الأربعـــون ونيــف مــن عمــره
مثلـت بهـذا العيـد مثـل بشائر
تـوحي الجديـد لنـا وقبلا طالما
أوحــت ولــم تـبرح كفلـك دائر
مــن فـاته إبـداعها قـد فـاته
إشــعاعها النفـاذ خلـف سـتائر
أرثـي لـه أضـعاف مـا يرثي لنا
ولئن تمــادى فـي رقاعـة سـاخر
فــالحق لا تخفيــه ضــلة سـاخر
كــالله لا تنفيــه غضـبة فـاجر
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.