
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا واسـع العطـاء يا ذا الكرمِ
أبــدأ باســمك العظيـم الأعظـمِ
وبصـــــلاتكَ علــــى النــــبيِّ
وســــيلة الوضـــيع والعلـــيّ
لـــك توســـّلت بــه وبــالكرمْ
وباســمك العظيــم ذاك الأعظــمْ
أدعـــوك ربــي رَغَبــاً ورَهَبــا
ولا أرى غيـــرك يعطـــي طلبــا
تنظــر بعيــن رحمــةِ العطــاءِ
والفضـــــلِ والكـــــرمِ والآلاءِ
عبـداً لـه مـن الـذنوب مـا كثُرْ
وليــس مــن عملــه شــيءٌ يسـُرْ
فـي سـجنِ فقـرٍ ومعـاصٍ قـد سـُجنْ
وذاك منـه فـي الـدُّهورِ قـد شجنْ
يـبيت فـي سـتر الليـالي يعصـي
وفــي النهـار عامـلٌ مـا يُقصـي
لكنّــه لـولاه مـا نـال الغفـورْ
كلا ولا الغفـار مـا يبدي الظهورْ
ولا الرّحيـــمُ مـــؤمنٌ ورحمــانْ
عبــداً يكــون لهـم مـن برهـانْ
ومــع ذا لـولا الـذي مـن ضـُعفهِ
يبقــى اللطيــف ذاهبـاً بوصـفهِ
وعجــزه لــولاه يبقــى القـادرُ
وذلّــه يبقــى العزيـزُ القـاهرُ
ورافــعٌ لــولا الـذي مـن خفضـهِ
لــم يظهـرنّ فـي السـما وأرضـهِ
وفقــرُهُ مــع انعــدامه السـببْ
يبقى الغني المغني ومعطٍ قد ذهبْ
إن كان ذا والمثل من وصف العلي
لــولا لــه هــذا عبيـدُ الكسـلِ
يبغــي مــن التجلِّــي فـانظرنَّهْ
بالفضـــل والرحمــةِ وامــدُدَنَّهْ
وارزق لـه الـذي العقـولُ تنحصرْ
عنـه مـن الفضل العظيمِ المشتهِرْ
إنــي دعــوتُ بلســانِ الاضـطرارْ
أمِــدَّني بالفضــل مسـرعاً جهـارْ
ووجِّهَـــنْ علـــيَّ كـــل الخلــقِ
بــالخير والبــذلِ لكـل الـرزقِ
واجعــل لهــا منـي منـك مـددا
يكــون ســارياً إليهــا أبــدا
ومـــن تـــوجّهنَّ علـــيَّ خيــرَهُ
كثِّـــرْ لخيــره وأعــدم ضــيرهُ
ولا تـــــوجِّهنْ علــــيَّ شــــرا
مـــن بشـــرٍ ولا ســـواه طُــرّا
ووالِنــي نصــراً عزيـزاً مسـرعا
بــه أكـونُ فـي الـدهور شـائعا
والحفــظَ دائمــاً مـدى الـدهورِ
ويـــومَ حشــري وفــي القُبُــورِ
قـد صـرتُ فـي حـدِّ انتهاء السفلِ
وأنــت ربــي العظيــمُ والعَلـي
وانقطعــتْ عنــيَ أسـبابُ السـببْ
وأنــت لا تعـانُ فـي كـل الطلـبْ
خــذني إليــك أخــذةً بالفضــلِ
إلـــى علا فضـــلكَ لا بالعـــدلِ
واصــبُبْ علــيَّ صــبّةً مـن فضـلكَ
تُـري العبـادَ أن ذا مـن بـذلكاَ
وأفِـــضْ علـــيَّ بحـــرَ النــورِ
والعلــمِ والتقـى مـدى الـدهورِ
واجعــلْ تقلــبي فــي العرفـانِ
وبـــك باقيـــاً وفيـــك فــانِ
فالشـهر قدر البعد من شمسٍ ينالْ
ضــوءاً وبُعــدِي يُــرى بلا مثـالْ
أظهــرْ علـيَّ الفضـل قـدر بُعـدي
عنـك فـإني فـي افتقـاري وحـدي
وليـــس عنـــدي عمـــلٌ يوصــلُ
ومـــن تُوَصـــِّلْهُ فـــذاك يصــلُ
والعبـدُ إن مـن سـيدٍ قـد بعُـدا
يظــنُّ عتقَــهُ الــذي قـد وجـدا
وإننـــي عبــدك فــأعتقني فلا
غيــرُكَ قــد يعتقنـي مـن البَلا
يـا ذا العلا ويـا سميعُ يا مجيبْ
انظـرْ لمـن معْ بعدهِ أنتَ القريبْ
منـه ويا عظيمُ فانظر ذا الحقيرْ
ويـا غنـيُّ يـا كريـمُ ذا الفقيرْ
وعـــافني ووالـــديَّ والبنيــنْ
وإخــوتي مــن كـل مـوذٍ ومُهيـنْ
واحفــظْ وعــافِ كـل مـن تعلَّقـا
بنــا وكــلَّ المســلمين مطلقـا
وصـــلِّ بانتهـــاءِ ذا الــدعاءِ
علــى محمــدٍ يــا ذا العطــاءِ
مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد مأمين الشنقيطي القلقمي، أبو الأنوار، الملقب بماء العينين.من قبيلة القلاقمة، من عرب شنقيط. مولده ببلدة الحوض، ووفاته في (تزنيت) من مدن السوس الأقصى. وفد على ملوك المغرب في رحلته إلى الحج وحظي عندهم. وكان مع اشتغاله بالحديث واللغة والسير، له معرفة بما يسمى (علم خواص الأسماء والجداول والدوائر والأوفاق وسر الحرف) وقصده الناس لهذا. قال صاحب معجم الشيوخ: وأخباره في العلم والطريق والسياسة واسعة تحتاج إلى مؤلف خاص.له كتب كثيرة، منها (شرح راموز الحديث - ط)، و(نعت البدايات وتوصيف النهايات -ط)، و(تبيين الغموض على النظم المسمى بنعت العروض -ط)، و(مغرى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع - ط)، و(مبصر المتشوف - ط) في التصوف، و(دليل الرفاق على شمس الاتفاق -ط) ثلاثة أجزاء، و(مذهب المخوف على دعوات الحروف-ط)، و(المرافق على الموافق-ط)، و(مفيد الحاضرة والبادية - ط)، و(مجموع -ط) مشتمل على الرسائل منها (قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين) و(الإيضاح لبعض الاصطلاح) و(ما يتعلق بمسائل التيمم) و(سهل المرتقى في الحث على التقى).