
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبــى اللــه إلا أن تعـز وتحمـدا
ويخمـد مـن عـاداك دومـاً ويكمـدا
فقـد أخلـف الرحمـن مـا قد فقدته
مـن المـال حـتى عـاد حالك أحمدا
وقـد ينـثر العقـد النظيـم تعمدا
لينظـم فـي جيـد المليحـة أجـودا
علــى أنــه لــو زال مالـك كلـه
ودمـت سـليماً كـان ذاك لـك الفدا
ولـو كـانت الـدنيا لـديك باسرها
وزالـت لمـا أوهـت لفضـلك سـؤددا
ولا أوهمـت منـك العـزائم والقـوى
علـى حسـن مـا تبديه للناس مرشدا
عليــك مــن العرفـان تـاج وحلـة
وعنــدك كنـز منـه يكفيـك سـرمدا
ولســت كــذي جهــل وجـاه بمـاله
فليــس لــه مـن مكـرم ان تبـددا
ودمـت بـاكرام العزيـز ولـم يـزل
يــرى مســعفاٍ للفاضـلين ومسـعدا
ومـن يصـنع المعـروف صـنعك يلتقي
لــه خلفـاً اربـى وأوفـى وازبـدا
إذا كـان رب العـرش للمـرء ناصراً
فمـا حيلة العادي وما حيلة العدا
ومـا الضـر فـي بيـت قـديم مخشـب
تحــرق كــي يبنــي بصـخر مشـيدا
وانــا ظننــا ان يكــون معوضــاً
فحقـــق رب العـــرش ذاك واكــدا
ولـو بيـت مـن عـاداك بـات مقوضاً
لـــدام بــاعوادٍ وخشــب مســندا
وبعــض الـورى ورى بـان احـتراقه
عقـاب فامسـى فـي المقـال مفنـدا
وشــد لقــدح زنــده فخــوى كمـا
لرمـــي خفـــي ســـده فتزنـــدا
ولسـنا نبـالي بالنبـال التي رمى
فقـد طـاش مـا يرمـي فشاط فاخردا
وظــن بـان قـد نـال فرصـة محنـق
فـرام انتهـازاً فانتهـاراً له غدا
ولمــا رأى نــار الحريـق تبـدلت
بــبرد ســلام عــاد فحمـا منكـدا
وحــاك ازاراً كــي يســد عــواره
فحــار رداء جافيــاً فيـه ارتـدا
افــارس مضــمار البلاغــة لا عـدا
عليــك بلاء غيـر مـا فـات لا عـدا
ولا زلــت بحــراً بــاللآلئ جـائداً
وبـراً كريمـاً ينبـت الـدهر عسجدا
ولا زلــت فـي كـل المعـارف قـدوة
وغيـــرك بالتقليــد دام مقلــدا
ولا زلـت تملـي فـي جوائبـك الـتي
ملأت بهــا الـدنيا معـالم للهـدى
لك الصوت والصيت الجلي لدى الملا
وان الـذي عـاداك قـد عادل الصدا
يقصــر عــن الحــام بـرد نسـجته
ولـو جـاء فـي نسـج يجـئ بـه سدا
ولـو عقلـت كـل الجـرائد وارتـات
مســاغاً لكــانت للجــوائب سـجدا
فتلـــك لهــا أم واحمــد فــارس
امــام لأهليهــا فكـل بـه اقتـدا
فلا زال فــي أهـل المعـارف سـيداً
كـذلك فـي أهـل العـوارف والنـدا
يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني، الأزهري، من بني الأسير.كاتب، فرضي، فقيه، شاعر. ولد في (صيدا) وانتقل إلى (دمشق) سنة 1247هـ، ثم عاد إلى صيدا، فتعاطى التجارة. وتوجه إلى الأزهر (بمصر) فأقام سبع سنين، ورجع إلى بلده. ثم قصد طرابلس الشام، فأقام ثلاث سنوات، تولى في خلالها رئاسة كتاب محكمتها الشرعية، وأخذ العربية عنه بعض المستشرفين، ومنهم الدكتور فان ديك. ثم تولى منصب الإفتاء في عكا، وعين مدعياً عاماً مدة أربع سنين في جبل لبنان. وسافر إلى الأستانة، فتولى رئاسة تصحيح الكتب، في نظارة المعارف، وتدريس العربية في (دار المعلمين). وعاد إلى بيروت، فكان معاوناً لقاضيها ومدرساً في بعض مدارسها، كمدرسة الحكمة والكلية الأميركية. ونشر أبحاثاً كثيرة في الصحف، وتولى رئاسة التحرير لجريدتي (ثمرات الفنون) و(لسان الحال) مدة. وكانت له منزلة رفيعة في أيامه. والأسير لقب جد له كان الإفرنج قد أسروه بمالطة ولما عاد إلى صيدا عرف بالأسير.من كتبه (رائض الفرائض - ط)، و(شرح أطواق الذهب - ط)، و(إرشاد الورى - ط) في نقد كتاب نار القرى لناصيف اليازجي، و(رد الشهم للسهم - ط) في الرد على السهم الصائب لسعيد الشرتوني، و(سيف النصر - ط) قصة، و(ديوان شعر - ط) يشتمل على بعض منظوماته.توفي ببيروت. وللشيخ قاسم الكستي: (مجموعة رثاء الشيخ يوسف الأسير - ط) رسالة.