
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مضـى السنة الاولى على الحرب والدما
تُطـلُّ وحـوتُ الحـرب يشـكو مـن الضما
وزادت ســـوافيها هبوبــاً ونارهــا
شــبوباً وغطـى سـيلها الارض اذ طمـا
ولم تنحصر في البر والبحر بل الى ال
هــواءِ ترقــى غولهــا فـاغراً فمـا
وقــد راع ســُباحَ الهــوا بســوابحٍ
تســلقن بيــن الارض والجــوّ ســُلما
وأوغــل تحــت المــاء يبسـط خـوفهُ
علـــى معشــرِ الاســماك ظلاًّ مخيمــا
ففــي الجـوّ طيـاراتهُ تمطـر الـردى
علــى النـاس مجتاحـاً لهـم متخرمـا
وفــي اليـمّ غواصـاته وهـي تـوردُ ال
بـــواخرَ والرُّكــاب حتفــاً مُحتمــا
وكـان علـى النمسـا الى الآن لم يزل
يكــرُّ كمــيُّ الســرب أصــيد مقـدما
ومعــهُ الحليــف الاسـودي الـذي لـهُ
طــرازٌ وشــاهُ البـأس أبيـض معلمـا
فصـــالا عليهــا مــرةً بعــد مــرةٍ
يـذيقانها مـن جفنـة القهـر علقمـا
وقــد وقفــت بلغاريــا ثـمَّ موقفـاً
غريبــاً مشــوباً بــالغموض ومفعمـا
علـى الحلفـاء الخلـص اعتـاص حلُّ ما
تعقــدَ مــن هــذا القبيـل وأبهمـا
بهــا وثقــوا إِذ أعلنتهـم حيادهـا
وكلهــــم الاخلاص منهــــا توهمـــا
ولكـــنَّ فردننــدَ كــان انضــمامها
الـى جـانب الجرمـان أمضـى وأبرمـا
قضــى الســنة الاولـى يـروغ فتـارةً
يُــري الحلفـا لينـاً وطـوراً تبرُّمـا
وكــان علـى الـروس الـذين دمـاءَهم
اراقـوا فـدى البلغـار يحـرق أُرمـا
ولـم يـكُ مـن جـرمٍ لهـم عنـدهُ سـوى
تجنبهـــم إيــاهُ اذ كــان مجرمــا
أبـوا وهـو البـاغي على السرب نصره
ولــم يســتحلوا مــا رأوه محرمــا
فـزاد لهـم بغضـاً ولا غـرو فهـو لـم
يكــن بسـوى نقـض المواثيـق مغرمـا
فمـن قبلـث خـان السرب لم يرعَ عهده
لهــا وعليهــا الحـرب شـبَّ وأضـرما
ولــم يجــنِ منهـا غيـر غلـبٍ لاجلـه
دعـا مسـتغيثاً قيصـر الـروس مرغمـا
فصــاح بجيــش الســرب قـف فأطـاعه
وعـن صـوفيا ارتـدّ المغيـرُ واحجمـا
ولــم يكــف فردننـد هـذا وظـن مـا
بــه الحلفـا فـاهوا حـديثاً مرجمـا
وفـي صـدره للسـرب والـروس ثـائر ال
ضــغائن لــم ينفـك كالنـار مجحمـا
ورام شـفاء الحقـد بالغـدر فـانبرى
علــى غــرةٍ للســرب يطلــب مغنمـا
تغفلهـــا مســتوفزاً مــن ورائهــا
وذي عـادة النـذل الجبـان اذا رمـى
أعــان عليهــا النمســويين واتـراً
ويطلـــب ثـــأراً ظالمــاً متظلمــا
وفوقهمــا الالمـان والـترك أقبلـوا
فكــان مـن المجمـوع جيشـاً عرمرمـا
أحــاطت بهـا هـذي الجيـوش جميعهـا
كــأني بهـا الـدُّملوج يحتـفُّ معصـما
وشـدوا عليهـا وطـأة الضـغط فالتوى
مهنـــدها فـــي كفهـــا متثلمـــا
وخلـــد أهــل الخــافقين لقومهــا
وللجبلييــــن أذّكــــاراً معظمـــا
فمـا غـادروا مـن ارضـهم قيـد اصبعٍ
لاعـــــدائهم الا ورووه بالـــــدما
أجــل خســروا لكــنَّ شــهرة بأسـهم
تعوضـــهم ربحـــاً أعـــزَّ وأكرمــا
ســتذكرهم بالشــكر الســنة الـورى
وان ســكتت عنهــا الجمــاد تكلمـا
فمــن عـاش منهـم كرمـوه ومـن قضـى
قضــى خيــر مأســوفٍ عليــه مرحمـا