
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رأت دولـة النمسا التقادير سائره
علـى مشـتهاها وهـي بالروس ظافره
تــوهمت النصــر الـذي نيـل أنـه
علـى يـدها مـع أنهـا عنـهُ قاصره
وقـد نسـيت تعضـيد المانيـا التي
علـى روسـيا كـانت لهـا هي ناصره
وظنـت علـى ايطاليـا الكـر ممكناً
فكـرت تمنـى النفـس بالنصر باشره
ولكـن جيـوش الـروس كـانت تـأهبت
وصارت على استئنافها الحرب قادره
فهبـت لهـا مـن كـل حـدب وازمعـت
علـى البطـش بالنمسا اليه مبادره
وكــان برسـيلوف الشـهير يقودهـا
فكـرت سـيوف العـزم والفتك شاهره
وشــنَّت علـى الاعـداءِ أصـدق غـارةٍ
مُضعضــعةً منهــا قواهــا وقـاهره
وكــالت صــفوف النمسـويين ضـربة
بهــا انقطعـت أوصـالها متنـاثره
وردَّت علـى الاعقـاب مـن أرض روسيا
طلائعهــا منكــودة الجــد عـاثره
تفــرُّ وبرســيلوف يُنضــي وراءَهـا
ركــائب جُــردٍ بــالفوارس طـائره
يشــدُّ عليهــا بــالطراد مغـادراً
عزائمهـا مـن وطـأة الضـغط خائره
تحـاول بـالفر النجـاةَ مـن الردى
فلا تجــدُ المنجــى فترتـد حـائره
ولمـــا رأت انَّ النجــاة تعــذرت
وان سـراياها الـى الهلـك صـائرة
وأن اليهــــا كيـــدها لمصـــوبٌ
وأن عليهــا الــدائرات لــدائره
وان كمــاة الـروس تغشـى غليسـيا
عليهـا لـو التدويخ والفتح ناشره
وتحتـل فيهـا أشـهر المدن والقرى
لهـا فـرق الغـازين كالسيل غامرة
لأنهارهـــا مجتـــازةً وحصـــونها
مقوضــةً حــتى المضــايق عــابره
ولبــت نــداء الآمريـن لهـا بـأن
تـدين بتسـليم الـى الـروسِ صاغرة
فســلم منهــا فــي ثلثــة أشـهرٍ
جمــاهير كـانت بالحيـاة مقـامره
ومجموعهــا بالعــد عشـرون فرقـةً
لهـا روسـيا فـي ساحة الحرب آسره
وذلــك نصــرٌ رنَّ فــي الارض ذكـرهُ
وســكان روســيا تهـادوا بشـائره