
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تبجـــح الاتحـــاديون وافتخــروا
بـأنهم غلبـوا فـي كـوتَ وانتصروا
بثـوا البشائر ما بين العشائر وال
أنبـاءَ بـالبرق في المانيا نشروا
وانهـم جنـدلوا عشـرين الـف فـتى
قتلـى وعشـرين الفـاً غيرها أسروا
وانهـم قـذفوا البـاقين منـهُ الى
لـج البحـار ولم يبقوا ولم يذروا
وانهــم طهـروا أرض العـراق فمـا
بـاقٍ لعيـن الألـى عـاثوا بها أثرُ
يمثـل هـذي الاكـاذيب افتروا ولكم
مـن قبـلُ حيـك علـى منوالهـا خبرُ
فأسـرُ تنزنـد فـي كـوت الامارة لم
يكـن ليجـديهم نفعـاً لـو افتكروا
نسـوا بـهِ أو تناسـوا مـا أصابهمُ
مـن نحـو تسعين يوماً ليتهم ذكروا
والربـح في كوت لن يلقوا به عوضاً
لبعـض مـا فـي ربى أرمينيا خسروا
هنـاك كـرت جيـوش الـروس توسـعهم
ضــرباً تطـاير منهـث فـوقهم شـررُ
فـي معمعان الشتا في اول السنة ال
جديــدةِ افتجئوا وانتــابهم ذعـرُ
كـان الهجـوم عليهـم بالحقيقة من
أشـدّ مـا عرفـوا من قبل واختبروا
ان الطبيعــة كـانت فـي مظاهرهـا
نصـيرة الـروس حـتى أنهـم ظهـروا
تبعقـت هـي بالسـيل الغزيـر وهـم
تـدفقوا بالكمـاة الصيد وانهمروا
وبرقهــا بهــر الابصــار وامضــهُ
والـروس اذ ألهبوا بارودهم بهروا
ورعـــدها طبــق الآفــاق قاصــفهُ
والروس كالأسد رجوا الارض اذ زأروا
وقرهـا هـرأ الـترك الألـى سـلموا
مــن قاذفـات سـعيراً بردهـا سـقرُ
وانصـبّ مـع ثلجهـا لمـا همـي بردٌ
عليهــم كرصــاص الــروس منحــدرُ
كلاهمــا عــارضٌ طــامٍ فكــان اذا
لــم يردهـم مطـرٌ أودى بهـم مطـرُ
لـم يجـدِ من شائك الاسلاك ما غرزوا
حـول الحصـون فلـم يـدفع بـه خطرُ
لانهــا بركــام الثلـج قـد غمـرت
وشــوكها بــات لا يخشـى لـه ضـررُ
والروس ساروا الى تلك الحصون على
كسـف الثلـوج وبالاسـلاك مـا شعروا
وكــالبزاة تنــزوا حولهـا وسـعى
حمُاتهــا أن يصـدُّوهم فمـا قـدروا
يـا طالمـا حذروا هذا الهجوم واذ
جــرى علـى غـرةٍ لـم ينفـع الحـذرُ
ضـاعت ارضـروم منهـم وهي واسطة ال
عقد الذي الروس في ارمينيا نثروا
وعنـد مـا حفظهـا أعياهمُ اعتزموا
على الفرارِ بما كانوا بها ادَّخروا
ولـم يكـن ذاك فـي امكـانهم وعلى
إِنقـاذ أنفسـهم ان امكـن اقتصروا
ففـرَّ مَـن فـرَّ منهـم والأُلـى عجزوا
عنـه ولـم يُصمهم سهمُ الردى أُسروا
وربمــا استسـهل الاتـراك نكبتهـم
لـو كـان فـي ارضروم الخطب ينحصرُ
لكنــهُ قــد تعــدى ارضـروم الـى
طرابـزون الـتي عـن صـونها قصروا
وحــالوا حفــظ بتليـسٍ وَوَانَ فمـا
فـازوا وكـروا بارزنجان فانكسروا
لكنهـم حسـبوا اسـترداد كوتَ من ال
غُــزاة اعظــم نصـرٍ سـاقه القـدرُ
ربــحٌ يســيرٌ حقيــرٌ عظَّمـوه ومـا
مـن قبلـه خسروا في جنبهِ احتقروا
أنســاهم فقــدَهم ارمينيــا وبـهِ
تبجـــح الاتحـــاديونَ وافتخــروا