
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ودخـول الـترك ف يالحرب صادر
عــن غـرور فيـهِ أنـور غـائر
فهــو ف يالدولـة نـاهٍ وآمـر
وبهــا خــاطر غيــر محــاذر
وتناسـى القـول ليـس المخاطر
زجهـا فـي الحـرب جوراً وظلما
وعليهــا الشــرّ جــرَّ فطمــا
والــى الاهليــن ثكلاً ويتمــا
ســاق والجيــشَ أجـاع وأظمـى
وبـــه طــوح تطويــح جــائر
وهـو فيهـا مثـل كـل اتحـادي
نــاعم البـال طـروب الفـؤادِ
لا يبــالون بمــا فــي البلادِ
مــن دمــارٍ آخـذٍ فـي ازديـادِ
وشــقاءٍ لفــمِ الفتــك فـاغر
أقفـروا مـن ساكنيها المرابع
ومنــوهم بالرزايـا الفواجـع
غــادروهم بيــن عـارٍ وجـائع
وأخـــي داءٍ عيـــاءٍ ونــازع
ومســـجًّى لا يـــواريهِ قــابر
وعليهـــم لقنـــاة الســويسِ
غزوهـــم عــاد بشــؤمِ طــويس
مــن نجـا منهـم بهـون قعيـسِ
آب ملتفـــاً بأطمـــار أيــسِ
وقنـــوطٍ للعـــزائم نـــاحر
مــع هــذا كلـه لـم يحيـدوا
عــن ضــلال مــا عليـه مزيـدُ
بل على مصر ارتأوا أن يعيدوا
كــرةً أخــرى عســاها تفيــدُ
ظفــراً عنــهُ تـذاع البشـائر
يــوم رمانــةَ كــان خطيــرا
مســـتطيراً شـــرهُ قمطريــرا
أُصــليَ الاتــراك فيـهِ سـعيرا
وســُقوا مهلاً حميمــاً حــرورا
ولقــوا ضـرباً يشـقُّ المـرائر
فيــهِ يـا مصـرُ حماتـكِ صـدوا
هجمــات الــترك عنــكِ وردُّوا
كيـدهم فـي نحرهـم واسـتردوا
لــكِ ســينا كلهـا واسـتعدوا
لتخطيهــا الــى مــا يجـاور
يــوم رمانــةَ غـازوكِ خـارُوا
قــوة فيــهِ فزاغـوا وحـاروا
وبهــم كــاد يحيــق البـوارُ
ولهــم لــم يبــق الا الفـرار
وبــه لاذوا فجـازوا المخـاطر
بعــدها قطيـةَ أَخلـوا وبئر ال
عبــد جـازوا والعريـش تنقَّـل
ظلهــم مــن أرضــها وتحمَّــل
والــى مقضــبةَ الســير حـوَّل
وبهــا حلُّـوا حلـول المسـافر
لـم يطـل للـترك فيها المقامُ
وعليهــم ثــم جــدَّ الزحــامُ
فجــأةً ريعــوا بـه والضـرامُ
شــبّ مــن حــولهم والحمــامُ
فــوقهم أضــحى يحـوم كطـائر
جــاءهم جيــش مـري فـابتلاهم
بهجـــوم هــدّ ركــن قــواهم
حيـن ولـوا مـدبرين اقتفـاهم
ودهـــاهم معُملاً فــي قفــاهم
تحـت داجي النقع بيض البواتر
ســـامهم هونــاً وذلاً وخســرا
وانكسـاراً منـه ذاقـوا الامرا
غـادروا قتلـى وجرحـى وأسـرى
ضــعف مــن نكـص منهـم وفـرا
بعـد مـا عـانوا صروف النكالِ
وغـــدت حــالتهم شــرّ حــالِ
رفــح اختـاروا محـط الرحـالِ
واليهــا عجلـوا فـي ارتحـالِ
يســـبق الاول منهـــم آخـــر
ولهــم فــي رفـحَ الظافرونـا
فاجــأوا لا يرهبـون المنونـا
وعليهـــم هجمــوا صــائلينا
صــولة الاســد بهـم فاتكينـا
فتــك بـازٍ بـالطيور الاصـاغر
هكــذا كــان مصــير الـذينا
حــاولوا تدويـخ مصـر جنونـا
وقضـوا عـامين فـي تيـه سينا
وبغـوا ثـم انجلـوا مكرهينـا
وعلـى البـاغي تـدور الدوائر