
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حاشـاكَ أَن تَسـلُبَ الأَيّـامُ مـا تَهَـبُ
وَأَن تُخَــوِّفَ مَــن أَمَّنتَــهُ النُــوَبُ
قَــد رامَ نَفــيَ كِلابٍ عَـن مَواطِنِهـا
بِالخَتـلِ مَـن مـا لَهُ في أَرضِها نَشَبُ
وَالـرومُ تَسـعى اِغتِيـالاً لا مُصـالَتَةً
أَلا ثَنَوهــا وَكاســاتُ الـرَدى نُخَـبُ
فـي مَوقِـفٍ خَرِسـَت أَيـدي الكُماةِ بِهِ
وَلِلصــــَوارِمِ فيـــهِ أَلســـُنٌ ذُرُبُ
غَـزَوا مِئيـنَ أُلـوفٍ فـي مِئيـنَ فَما
فـاتَ المَنيَّـةَ مَـن لَـم يُنجِهِ الهَرَبُ
فَصــَدرُ مَلكِهِــمُ مِمّــا جَــرى حَـرِجٌ
وَقَلــبُ مَلكِهِــمُ مّمــا يَــرى يَجِـبُ
تَــوَهَّمَ الحَــزمَ مَولـوداً فَصـَحَّ لَـهُ
مُـذ قـارَعَ التُـركَ أَنَّ الحَزمَ مُكتَسَبُ
وَلَيسَ تَرضى العَوالي وَهيَ ما اِنحَطَمَت
أَن يَطـرُدَ الأُسـدَ عَن عِرّيسِها الشَبَبُ
وَهــيَ المَمالِـكُ لا تُحمـى مَسـارِحُها
إِذا أَضــَرَّ بِــذُؤبانِ الفَلا الســَغَبُ
إِنَّ العَواصــِمَ نـادَت مِنـكَ عاصـِمَها
وَقَـد تَـوالى عَلَيهـا الخَوفُ وَالرَهَبُ
إِذ كُــلُّ مـاطِرَةٍ ذا الكَـفُّ مَنشـَأُها
وَكُــلُّ عِــزٍّ بِهَــذا السـَيفِ مُكتَسـَبُ
لا تُهمِـلِ الشِركَ في اِستِئصالِ شَأفَتِها
كَأَنَّمــا الشــامُ جِسـمٌ رَأسـُهُ حَلَـبُ
وَاِنهَـض لِنُصـرَتِها فـي أُسـدِ مَلحَمَـةٍ
كَــأَنَّ جِــدَّ المَنايـا بَينَهُـم لَعِـبُ
بِمُقرَبــاتٍ كَســاها نَقــعُ أَرجُلِهـا
أَضـعافَ مـا بَزَّهـا التَقريبُ وَالخَبَبُ
مُقــوَرَّةٌ طالَمــا أَنــدَيتَها تَعَبـاً
عِلمـاً بِـأَنَّ سـَيَجني الراحَـةَ التَعَبُ
فـي القيـظِ وَالقُـرِّ لا ظِـلٌّ وَلا كَنَـفٌ
لَهـا فَلَيسـَت بِغَيـرِ النَقـعِ تَحتَجِـبُ
فَعِـزُّ مَـن دانَ دانٍ مـا اِستَقامَ بِها
وَقَلـبُ مَـن لَـم يُجِـب مِن خَوفِها يَجِبُ
أَوقِـع بِهـا نـارَ عَزمٍ مِنكَ لَيسَ لَها
إِلّا الكُمــاةُ إِذا مـا أُسـعِرَت حَطَـبُ
نــارٌ مَـتى وَقَعَـت مِـن دونِ خَرشـَنَةٍ
فَكُــلُّ مَــن خَلــفَ أَنطاكيَّــةٍ حَصـَبُ
إِذا اِكتَسـَت بَـارِضَ الرَبعـيِّ أَرضـُهُمُ
فَليَرقُبوهــا فَــإِنَّ المُلتَقـى كَثَـبُ
وَلَــو دَرَوا أَنَّهـا وَالعُشـبَ طالِعَـةٌ
مـا سـَرَّ مُجـدِبَهُم أَن يَطلَـعَ العُشـُبُ
قَـد صـَدَّ عَنهُم غِرارَ النَومِ سَيفُ هُدىً
غِـــرارُهُ بِــدَمِ الأَعــداءِ مُختَضــِبُ
شــَعبُ الخِلافَــةِ مُــذ سـَلَّتهُ مُلتَئِمٌ
لَكِــن عَصـامَن عَصـى مِـن حَـدِّهِ شـُعَبُ
فَالمُسـتَجيرُ بِـذي الرايـاتِ مُعتَصـِمٌ
لا المُسـتَجيرُ بِمَـن رايـاتُهُ الصـُلُبُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.