
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَما بِــكَ دَهــرُكَ فَليَفتَخِــر
عَلــى كُـلِّ دَهـرٍ مَضـى أَو غَبَـر
فَلَــــو أَنَّ أَيّـــامَهُ أَوجُـــهٌ
لَكــانَت مَســاعيكَ فيهـا غُـرَر
وَكَــم جَــدَّ مُجتَهِــدٌ فــي طِلابِ
عُلاكَ فَلَـــم يَكتَحِـــل بِــالأَثَر
وَأَيـنَ الثَمـادُ مِـنَ الرافِـدَينِ
وَأَيــنَ مِـنَ الفَرقَـدَينِ السـَمَر
كَأَنَّــكَ أَحكَمــتَ رَيـبَ الزَمـانِ
وَسـُقتَ إِلـى مـا تَشـاءُ القَـدَر
بِصـَرفِ اِعتِزامِـكَ صـَرفُ الخُطـوبِ
وَكَــفِّ اِنتِقامِــكَ كَــفُّ الغِيَـر
وَطاوَعَــكَ الـدَهرُ فيمَـن تُريـدُ
فَمَـن شـِئتَ سـاءَ وَمَـن شـِئتَ سَرّ
هَنــاكَ اِنفِــرادُكَ بِـالمُعجِزاتِ
وَيَومُــكَ ذا فَهــوَ يَــومٌ أَغَـرّ
وَهَـذا السـِدِلّى الَّـذي مـا سَما
لَــهُ مَلِــكٌ فـي قَـديمِ العُصـُر
رَفَعـــتَ لَـــهُ قُبَّــةً أَصــبَحَت
تَطــولُ عَلــى مـا عَلا وَاِشـمَخَرّ
إِذا مـا بَـدَت في الدُجى خِلتَها
مُرَصـــَّعَةً بِـــالنُجومِ الزُهُــر
وَفــي الـدَجنِ تَحسـِبُها كاعِبـاً
عَلَيهــا الســَحائِبُ مِثـلُ الأُزُر
تُـراعُ لَهـا الشَمسُ عِندَ الطُلوعِ
فَلَــو مَكَلَـت نَفسـَها لَـم تُنِـر
وَلَـو راءَهـا البَـدرُ فـي تَمِّـهِ
وَكــانَت لَــهُ قُــدرَةٌ لِاِســتَتَر
فَصـارَ لَهـا عَلَمـاً فـي البِناءِ
كَســيرَةِ صــاحِبِها فـي السـِيَر
فَــإيوانُ كِسـرى وَإِن أَعجَـزَ ال
بَرِيَّـــةَ فــي جَنبِــهِ مُحتَقَــر
وَكُــلُّ بِنــاءٍ بَنَتــهُ المُلـوكُ
حَــــديثٌ عَلا وَقَـــديمٌ دَثَـــر
وَقَــلَّ مَقَـرّاً عَلـى ذي الصـِفاتِ
لِمَـن نَصـَرَ الـدينَ لَمّـا اِنتَصَر
فَأَضــحَت عُـرى الحَـقِّ فـي ظِلِّـهِ
بِرَغـمِ العِـدى مُحكَمـاتِ المِـرَر
لِمُنتَجَـبِ الدَولَـةِ المُصـطَفى ال
مُظَفَّــرِ ســَيفِ إِمــامِ البَشــَر
مَـــآثِرُ تُخبِـــرُ عَــن أَصــلِهِ
وَمـا نَسـَبَ السـَيفَ مِثـلُ الأَثَـر
وَكَـم قَـد بَغاهـا المُلوكُ الأُلى
فَــأَعيَت عَلـى بَـدوِهِم وَالحَضـَر
وَلَــو يَظفَــرونَ لَعَمــري بِهـا
لَكــانَت لِتيجــانِهِم كَالــدُرَر
شــَآهُم إِلــى المَجـدِ ذو هِمَّـةٍ
بِبــاعِ المَجَــرَّةِ عَنهــا قِصـَر
تَضـــِلُّ مَنـــاقِبُهُم فـــي عُلاهُ
كَمـا ضَلَّ في الريحِ سافي العَفَر
وَيَغــرَقُ جــودُهُمُ فــي نَــداهُ
كَمـا غَرِقَـت فـي الأَتِـيِّ الغُـدُر
وَأَنّــى يُســامي سـَحابَ السـَما
ءِ في الأَرضِ مِنهُ الحَيا المُنهَمِر
وَيُزجـي الظَعـائِنَ صـَوبُ البُروقِ
وَبِشـــرُكَ ذا بـــارِقٌ لا يَغُــرّ
أَمَــرَّ اِرتِياحُــكَ حَبـلَ الرَجـا
إِلــى أَن حَلا لِلمُنـى مـا أَمَـرّ
وَغــادَرتَ فــي كُـلِّ أَرضٍ مَـرَرتَ
بِهـا أَثَـراً يـا لَـهُ مِـن أَثَـر
أَبـــانِيَ بِالســَيفِ أَعلَيتَهــا
وَلَــولاكَ مـا قـامَ مِنهـا حَجَـر
مَحَــوتَ بِهــا أَثَـرَ المُفسـِدينَ
وَمــا لَيــسَ تَجبُــرُ لا يَنجَبِـر
كَــذا يَبلُـغُ العِـزَّ مَـن رامَـهُ
وَيَعمُــرُ أَوطــانَهُ مَــن عَمَــر
لَئِن حَمَـلَ الـوِزرَ فيهـا العِدى
فَإِنَّــكَ مِمّــا جَنَــوهُ الــوَزَر
أَحَلّــوا مَحــارِمَ مِــن دونِهـا
تَكــادُ الســَمَواتُ أَن تَنفَطِــر
وَقَــد وارَدوكَ بِحــارَ الــرَدى
وَكَــم وارِدٍ مِنهُــمُ مــا صـَدَر
رَضـوا بِـالفَرارِ حِـذارَ البَوارِ
وَلَـو شـِئتَ لَم يُنجِ مِنها المَفَرّ
فَــأَذهَلتَهُم عَــن طِلابِ التِـراثِ
فَكَــم مِـن دَمٍ مَـرَّ مِنهُـم هَـدَر
وَمــا يَقتَضـونَكَ تِلـكَ الـدُيونَ
وَلَـو أَنَّهُـم فـي عِـدادِ الشـَجَر
مَنِيَّتُهُـــم بِجِـــوارِ الصــَليبِ
وَمَـن لَـم تُجِـر مِنهُـمُ لَـم يُجَر
وَقَــد ذَلَّ مَــن حـاوَلوا نَصـرَهُ
فَكَيــفَ يَعِــزُّ بِــهِ المُنتَصــِر
وَعَـزَّ عَلـى الـرومِ مـا كُلِّفـوا
حَمـى ثُغَـرَ الـدينِ طَعـنُ الثُغَر
وَفيمـا جَـرى مِـن طَريـدَي ظُباكَ
عَلــى مَلكِهِــم لَهُــمُ مُعتَبَـر
وَبَعــضُ كِلابٍ وَهُــم بَعــضُ مَــن
قَهَــرتَ رَمـاهُم بِإِحـدى الكُبَـر
وَقَـد يَمَّمـوا الشـامَ فـي قُـوَّةٍ
يَخِــرُّ لَهــا الجَبَـلُ المُشـمَخِرّ
مِئيـنَ أُلـوفٍ غَـزَوا فـي مِئيـنَ
فَلَـم يَلبَثـوا غَيـرَ لَمحِ البَصَر
وَوَلّــوا هَزيمـاً حِـذارَ الـرَدى
وَهَــل حَــذَرٌ عاصــِمٌ مِـن قَـدَر
بِيَــــومٍ تَكَنَّــــت كِلابٌ بِـــهِ
عَلــى كُـلِّ ذي نَخـوَةٍ مِـن مُضـَر
فَــأَلّا ثَنَوهــا حِيـالَ القُصـَيرِ
وَعَزمُــكَ يَقــدُمُ تِلــكَ الزُمَـر
وَقَــد كَــلَّ بَأســُهُمُ وَالحَــدي
دُ خَوفــاً مِـنَ الأَسـَدِ المُهتَصـِر
وَوَقـعُ الظُـبى دونَ قَـرعِ العَصا
وَوَخـزُ القَنـا دونَ نَخـسِ الإِبَـر
وَمــا يَـدفَعُ الكَـرُّ عَـن أَهلِـهِ
إِذا ضــاقَ بِالـدارِعينَ المَكَـرّ
ذَعَــرتَ حُمــاةَ الــوَغى مِنهُـمُ
كَمـا اِنـذَعَرَت لِلهِزَبـرِ الحُمُـر
وَفــي أَيِّ يَــومٍ شـَهِدتَ الـوَغى
وَمـا عُـدتَ تَسـحَبُ ذَيـلَ الظَفَـر
تَجَنَّـبَ ذو الخُـبرِ هَـذا النِزالَ
وَرَوَّعَ غَيــرَ الخَــبيرِ الخَبَــر
وَلَــو شــاجَروكَ القَنــا ضـَلَّةً
لَطَــمَّ عَلــى الخَبَـرِ المُختَبَـر
يُقِــرُّ بِبَأســِكَ أُســدُ الثَــرى
إِذا المَـوتُ عَـن ناجِـذَيهِ فَغَـر
فَقَـد أَحجَـمَ النـاسُ عَنكَ الغَدا
ةَ أَهـلُ الفَيـافي وَأَهـلُ المَدَر
وَقـــائِعُ جَلّـــى دَياجيرَهـــا
إِبــاؤُكَ ثُــمَّ الحُسـامُ الـذَكَر
بِهــا بــانَ فَضـلُكَ لِلعـالَمينَ
وَبِاللَيــلِ يُعـرَفُ فَضـلُ القَمَـر
صــَفَت فــي جَنابِــكَ أَيّامُنــا
فَحاشــى لَهـا أَبَـداً مِـن كَـدَر
وَحَســـَّنتَ بِالعَــدلِ أَوطانَنــا
وَلَــولاكَ مــا حَســُنَت مُســتَقَرّ
فَشــَيَّدَ رَبُّ العُلــى مـا بَنَيـتَ
وَلا أَعـدَمَ الشـامَ هَـذا النَظَـر
وَكَـم حَـرَمٍ لَـو نَـأَيتَ اِسـتُبيحَ
وَكَــم ثَغَـرٍ لَـو بَعُـدتَ اِنثَغَـر
وَلَـــولا قِراعُــكَ وَالمَكرُمــاتُ
لَمـاتَ بِـهِ النـاسُ خَوفـاً وَضـُرّ
جَزَيــتَ المُنيــبينَ وَالمـارِقي
نَ بِـالخَيرِ خَيـراً وَبِالشـَرِّ شـَرّ
فَلَســـنا نُفَكِّــرُ بِالحادِثــاتِ
طَــوى جَورَهـا عَـدلُكَ المُنتَشـِر
وَإِنَّــــكَ أَكـــرَمُ ذي قُـــدرَةٍ
عَفـــا وَتَجــاوَزَ لَمّــا قَــدَر
وَلِلعُـــذرِ عِنـــدَكَ إيســـاعُهُ
قَبـــولاً وَلِلــذَنبِ أَن يُغتَفَــر
فَفَخــراً بِنَيلِــكِ هَــذي الخِلالَ
فَفــي عُشــرِ مِعشـارِها مُفتَخَـر
فَضـائِلُ لَـم تَجتَمِـع فـي الوَرى
فَســُبحانَ جامِعِهــا فــي بَشـَر
وَلَـو خُلِقَـت قَبـلَ أَن يَنـزِلَ ال
كِتـابُ أَتـى ذِكرُهـا فـي السُوَر
فَلا يَـــرجُ ذو شـــَرَفٍ نَيلَهــا
فَــإِنَّ الطَريــقَ إِلَيهــا خَطِـر
وَمـا يَركَـبُ الخَطَـرَ المُسـتَهالَ
مِـنَ القَـومِ إِلّا العَظيـمُ الخَطَر
وَمـا يَكمُـلُ المَـرءُ حَتّـى يَكونَ
لَدى السِلمِ حُلواً وَفي الحَربِ مُرّ
وَعَـذراءَ لَمّـا تَلِـدها النِسـاءُ
وَلَكِنَّهــا مِــن بَنــاتِ الفِكَـر
إِذا رَفَــعَ الخَفَــرُ الغانِيـاتِ
ســـَمَت بِــالتَبَرُّجِ لا بِــالخَفَر
تَحَلَّـــت بَـــدائِعَ حُــرِّ الكَلامِ
كَمــا يَتَحَلّـى القَضـيبُ الزَهَـر
وَجاءَتـكَ تُثنـي بِمـا قَـد أَنَلتَ
وَلِلغارِســينَ اِجتِنــاءُ الثَمَـر
وَلَـم آلُ جُهـداً كَمـا قَـد تَـرى
وَإِنّــي بِتَقصــيرِ جَريــي مُقِـرّ
وَمـا أَنـا مُثـنٍ عَلـى مَن عَداكَ
رَجـاءً لَـهُ مـا تَمـادى العُمُـر
نَهـاني عَـنِ الضَيحِ قُربُ الصَريحِ
وَأَنسـانِيَ الغَمـرُ شـُربَ الغُمَـر
وَجــادَت أَمــانِيَّ مِـن راحَتَيـكَ
فَلَـم يَبـقَ لـي عِنـدَ خَلـقٍ وَطَر
أَيـــادِيَ يَغمِرُنـــي جودُهـــا
كَمــا غَمَـرَ الأَرضَ جَـودُ المَطَـر
بِهـا أَقلَـعَ الـدَهرُ عَـن جُرمِـهِ
وَلَـو لَـم أَصـِر فـي حِماها أَصَرّ
فَلــي بِالجَميــلِ الَّـذي خَـوَّلَت
لِســـانٌ يُقِـــرُّ وَعَيــنٌ تَقَــرّ
لَقَـد سـارَ فِعلُـكَ بي في الأَنامِ
وَلا عُــذرَ لِلحَمـدِ إِن لَـم يَسـِر
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.