
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــاوِل بِقَــدرِكَ مَـن عَلا مِقـدارُهُ
فَـأَرى العُلا فَلَكـاً عَلَيـكَ مَـدارُهُ
مَـن يَـدفَعُ الشـَرَفَ الَّـذي أوتيتَهُ
مِـن بَعـدِ أَن أَعيا الوَرى إِنكارُهُ
نَطَــقَ الـوَلِيُّ بِـهِ وَأُسـكِتَ حاسـِدٌ
عَــن وَصــفِهِ وَســُكوتُهُ إِقــرارُهُ
فَليَعلَـمِ الساعي لِيُدرِكَ ذا المَدى
أَنَّ الطَريـــقَ كَــثيرَةٌ أَخطــارُهُ
وَهِـيَ الرِياسـَةُ لَـن تَبـوحَ بِسِرِّها
إِلّا لِأَروَعَ لا يُبـــــاحُ ذِمــــارُهُ
يَحمــي حِمــاهُ قَلبُــهُ وَلِســانُهُ
وَتَــذودُ عَنــهُ يَمينُــهُ وَيَسـارُهُ
لا العَـذلُ نـاهيهِ وَلا الحِرصُ الَّذي
أَمَــرَ النُفــوسَ بِشــُحِّها أَمّـارُهُ
لَـكَ فـي الشَجاعَةِ وَالسَماحَةِ رُتبَةٌ
تَرَكَــت عَــدُوَّكَ لا يَقِــرُّ قَــرارُهُ
لَـم يُعطِهـا عَمـرَو القَنا إِقدامُهُ
قِــدماً وَلا كَعـبَ النَـدى إيثـارُهُ
تُفنــي العِـدى قَتلاً بِكُـلِّ كَريهَـةٍ
لَـــكَ فَخـــرُهُ وَعَلَيهِــمُ أَوزارُهُ
فَلَطالَمــا أَضـرَمتَ فـي إِحرازِهـا
لَهَبــاً رُؤوسُ الــدارِعينَ شـَرارُهُ
بِــوَغىً يَضـِلُّ عَـنِ المُثَقَّـفِ قَصـدُهُ
فـي ضـَنكِها وَعَـنِ الكَمِـيِّ شـِعارُهُ
لِيَـدُم لَـكَ العِـزُّ المُؤَثَّـلُ وَليَدُم
لِمُريــدِ كَيــدِكَ ذُلُّــهُ وَصــَغارُهُ
مـا فـازَ عِنـدَكَ مَـن وَتَرتَ بِبُغيَةٍ
بَـل ضـاعَ فـي تَيّـارِ عِـزِّكَ ثـارُهُ
فَفَــداكَ ذو مُلــكٍ يُصـيخُ لِبَربَـطٍ
شــَغَلَتهُ عَــن أَوتــارِهِ أَوتـارُهُ
وَقَضـى المُسـِرُّ لَـكَ العَداوَةَ نَحبَهُ
غَيظـاً عَلَيـكَ وَلا اِنقَضـَت أَوطـارُهُ
يـا اِبـنَ الأُلى لا يُعظِمونَ عَظيمَهُم
حَتّـى يُجـارَ مِـنَ النَـوائِبِ جـارُهُ
قَـومٌ إِذا حَمَلـوا الوَشيجَ تَطاوَلَت
أَطرافُـــهُ وَتَقاصـــَرَت أَعمــارُهُ
وَنَحَــت أَســِنَّتُهُ الصـَريخَ كَأَنَّهـا
طَيــرٌ وَأَفئِدَةُ العِــدى أَوكــارُهُ
كَثَــرَت مُنــى قُصــّادِكُم آلاؤُكُــم
كَرَمـاً كَمـا كَثَـرَ الحَجيـجَ جِمارُهُ
وَأَبَيتُــمُ أَن تَنتَمــوا إِلّا كَمــا
نَسـَبَت لَـدى الرَوعِ الصَفيحِ شِفارُهُ
وَأَعَــدتُمُ عـودَ المَكـارِمِ أَخضـَراً
لِلَّـــهِ عـــودٌ أَنتُــمُ أَثمــارُهُ
شــِيَمٌ حَـوَت مِـن كُـلِّ فَخـرٍ صـَفوَهُ
وَتَعَقَّبَــت مِــن بَعــدِها أَكـدارُهُ
فَلِـذا تَعُـمُّ ذَوي النَباهَـةِ عـونُهُ
إِن ســـامَحَت وَتَخُصــُّكُم أَبكــارُهُ
إِنَّ الإِمــامَ ســَطا بِسـَيفِ وَقـائِعٍ
مُـذ سـُلَّ مـا عَـرَفَ النُبُـوَّ غِرارُهُ
شــَيَّدتَ حيــنَ نَصـَرتَ دَولَتَـهُ لَـهُ
عِـــزّاً بَنَتــهُ لِجَــدِّهِ أَنصــارُهُ
وَنَصـَحتَ مُلـكَ بَنـي عَلِـيٍّ نُصـحَ مَن
أَربــى عَلــى إِعلانِــهِ إِســرارُهُ
أَثنـــى بِــهِ مَنصــورُهُ وَعَلِيُّــهُ
وَمَعَــدُّهُ وَأَبــانَ عَنــهُ نِــزارُهُ
شَهِدَ المُشاهِدُ ذا الفَعالَ بِما رَأى
فيـــهِ وَصــَحَّ لِمُخبِــرٍ إِخبــارُهُ
مَهَّـدتَ هَـذا الشـامَ حَتّـى لَاِسـتَوَت
فــي أَمنِهــا بُلــدانُهُ وَقِفـارُهُ
لا أَنـتَ مُتبِـعُ مـا صـَنَعتَ بِـأَهلِهِ
مَــنَّ المُنيــلِ وَلا هُــمُ كُفّــارُهُ
نُـوَبٌ تَطيـشُ سـِهامُها وَمُنـىً يَعـي
شُ يَقينُهــا وَنَـدىً تَجيـشُ بِحـارُهُ
مـا كـانَتِ الغَـبراءُ تَحمِلُ باخِلاً
لَــو فُــضَّ فـي سـُكّانِها مِعشـارُهُ
فــي ظِــلِّ أَروَعَ أَعجَـزَت أَفعـالُهُ
هَــذا الأَنــامَ وَأَعـوَزَت أَنظـارُهُ
وَمُؤَيَّـــدِ العَزَمــاتِ لا إيــرادُهُ
يُـــدنيهِ مِــن ذامٍ وَلا إِصــدارُهُ
يُغنــي غَنــاءَ ســُيوفِهِ إيعـادُهُ
وَتَنــوبُ عَــن نَظَراتِــهِ أَفكـارُهُ
مَلِــكٌ مُقيــمٌ فـي دِمَشـقَ وَذِكـرُهُ
فــي الخـافِقينِ بَعيـدَةٌ أَسـفارُهُ
لَــم يَحتَجِـب عَـن رَبِّ مَسـأَلَةٍ وَلا
سـُدِلَت عَلـى غَيـرِ التُقـى أَستارُهُ
جَعـــدٌ عَـــنِ الآثــامِ إِلّا أَنَّــهُ
مُتَتــابِعٌ مَـعَ فَقـدِها اِسـتِغفارُهُ
أَخبـارُ مَجـدٍ كـادَ يَحفَظُها الدُجى
مِمّـــا يُكَــرِّرُ ذِكرَهــا ســُمّارُهُ
لَــو عاصـَرَت كِسـرى لَكـانَ بِـوِدِّهِ
لَــو صـيغَ مِنهـا تـاجُهُ وَسـِوارُهُ
فَليَيــأَسِ المُتَمَحِّلــونَ مَحَـلَّ مَـن
هَـــذي مَنـــاقِبُهُ وَذاكَ نِجــارُهُ
خَيـرُ البُيـوتِ إِذا عَـدَونا هاشِماً
بَيــتٌ حَلَلــتَ بِـهِ وَأَنـتَ خِيـارُهُ
بَيـتٌ يَحِـنُّ إِلى الفَضائِلِ طِفلُهُ ال
حــابي فَتَحســَبُ أَنَّهــا أَظــآرُهُ
مـا زالَ بِالحَسـَناتِ مُرتَقِيـاً فَهَل
فَــوقَ المَجَــرَّةِ مَنــزِلٌ يَختـارُهُ
وَأَبــو عَلِــيٍّ مُعـرِبٌ عَـن مِثلِهـا
فــي كُــلِّ فَضــلٍ تُقتَفـى آثـارُهُ
مـا حـادَ عَن شَرَفِ عَلَوتَ بِهِ الوَرى
فَيَقــولَ مــادِحُهُ إِلَيــكَ مَحـارُهُ
أَعطــى فَبَخَّــلَ كُـلَّ جَـودٍ أَثجَمَـت
أَنـــواؤُهُ وَتَتـــابَعَت أَمطــارُهُ
وَســَطا فَمـا جَـرَّ اِغتِـرارُ وَلِيِّـهِ
ضــَرَراً وَلا نَفَــعَ العَـدُوَّ حِـذارُهُ
عَلَــمٌ يَــدُلُّ عَلَيـهِ سـاطِعُ نـورِهِ
مِـن قَبـلِ أَن تَلِـيَ الهِدايَةَ نارُهُ
مُتَـأَلِّقُ البِشـرِ المُبَشـِّرِ بِـالغِنى
وَالــدَوحُ قَبــلَ ثِمــارِهِ نُـوّارُهُ
يُرضـيكَ إِن رَكِـبَ الجِيـادَ عُرامُـهُ
عِــزّاً وَإِن حَضــَرَ النَـدِيَّ وَقـارُهُ
تَــأبى لَـهُ النَشـَواتِ نَفـسٌ مُـرَّةٌ
حَتّـى يَكـونَ مِـنَ الثَنـاءِ عُقـارُهُ
فَرَأَيــتَ إِخــوَتَهُ بِمَــرآهُ الَّـذي
أَقــذَت عُيــونَ عَــدُوِّكُم أَنـوارُهُ
أُفُــقُ المُعـالي مُشـرِقٌ بِهِـمُ فَلا
أَفَلَـــت أَهِلَّتُـــهُ وَلا أَقمـــارُهُ
وَأَسـيرُ أَنعُمِـكَ الثَنـاءُ فَلا قَضـى
رَبُّ الخَلائِقِ أَن يُفَــــكَّ إِســـارُهُ
لَـم تُلـفَ فيـهِ وَهـوَ مُلكُكَ شامِخاً
وَســِواكَ يَســتَعلي أَوانَ يُعــارُهُ
وَإِذا أَرَدتُــكَ بِالمَديــحِ تَفَتَّحَـت
أَغلاقُــــهُ وَتَســـَهَّلَت أَوعـــارُهُ
وَإِذا زَفَفــتُ إِلـى نَـدِيِّكَ كاعِبـاً
أَثنــى عَلَــيَّ بِحُســنِها حُضــّارُهُ
وَالمِســكُ أَوَّلُ مَـن يَفـوزُ بِعَرفِـهِ
فــي وَقــتِ فَــضِّ خِتـامِهِ عَطّـارُهُ
لَـولاكَ كـانَ الشـِعرُ شـَيئاً ذاهِباً
أَو مَـــذهَباً مُتَجَنَّبــاً إِظهــارُهُ
أَكرَمــتَ مَثــواهُ عَليمــاً أَنَّــهُ
ضــَيفٌ يَشـُقُّ عَلـى اللِئامِ مَـزارُهُ
فَسـَلِمتَ لِلزَمَـنِ الفَقيـرِ إِلَيكَ ما
كَـــرَّت عَلــى آصــالِهِ أَســحارُهُ
وَبَقيـتَ مـا شـِئتَ البَقـاءَ لِمُنكِرٍ
تَمتــازُ عَنــهُ وَســُؤدُدٍ تَمتـازُهُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.