
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِصــَرفِ اللَيــالي أَن يَصـولَ وَنَخضـَعا
وَحَتــمٌ عَلَينــا أَن يَقــولَ وَنَســمَعا
أَطَعنـاهُ كَرهـاً حيـنَ لَـم نَلـقَ ناصِراً
عَلَيــهِ وَلا فــي كَــفِّ عَـدواهُ مَطمَعـا
فَكَــم فَــلَّ ذا حَــدٍّ وَذَلَّــقَ نابِيــاً
وَآمَــــنَ مُرتاعــــاً وَرَوَّعَ أَروَعـــا
وَأَبطَــلَ أَمــراً كــانَ يُرجـى وُقـوعُهُ
وَجــاءَ بِــأَمرٍ لَــم يَكُــن مُتَوَقَّعــا
وَبَلَّـــغَ غايـــاتِ الأَمــانِيِّ عــاجِزاً
وَخــابَ مُشــيخٌ خَــبَّ فيهــا وَأَوضـَعا
ســَواءٌ عَلَيــهِ مَــن أَقــامَ بِبَيتِــهِ
عَلـى الـذُلِّ صـَبّاراً وَمَـن باشَرَ الوَعا
وَهَــل هُــوَ إِلّا الريـحُ عِنـدَ هُبوبِهـا
تَــبيتُ رُخــاءً ثُــمَّ تُصــبِحُ زَعزَعــا
وَمِــن جَـورِهِ أَن غـادَرَ الـذُلَّ قـاهِراً
عَزيــزاً وَأَبقـى مـازِنَ العِـزِّ أَجـدَعا
أَضـاعَ العُفـاةَ فَقـدُ نَصـرِ بـنِ صـالِحٍ
عَلــى أَنَّ دَهــراً غـالَهُ كـانَ أَضـيَعا
غَـــداةَ دَعــا أَنصــارَهُ فَتَصــامَموا
وَقَــد طالَمــا نـادى نَـداهُ فَأَسـمَعا
وَلَـو دافَعـوا عَـن رَبِّهِـم بَعـدَ رَبِّهِـم
بِأَنفُســِهِم مــا أَبطَــأوا إِذ تَسـَرَّعا
وَلاقــى الأُلــوفَ غَيــرَ مُكتَــرِثٍ بِهـا
هُمــامٌ أَجــابَ المَـوتَ أَوَّلَ مـا دَعـا
فَهَــل ظَنَّـهُ بَعـضَ العُفـاةِ فَلَـم يَجِـد
إِلــى رَدِّهِ نَهجــاً وَلا عَنــهُ مَــدفَعا
وَجـــادَ بِنَفـــسٍ لا يُجــادُ بِمِثلِهــا
وَأَعطـى قِيـاداً لَـم يَكُـن قَبـلُ طَيِّعـا
وَمــا خِلــتُ أَنَّ الشـَمسَ قَبـلَ مُصـابِهِ
تُضـــامُ وَلا زُهــرَ المَجَــرَّةِ تُرتَعــا
لِيَبـــكِ طَــويلاً كُــلُّ مُكــدٍ وَعــائِلٍ
عَلــى مَلِــكٍ أَغنــى وَأَروى وَأَشــبَعا
وَبَحــرِ نَــوالٍ يَنــزَحُ النـاسُ مـائَهُ
إِذا ظُــنَّ أَن قَـد غيـضَ عـاوَدَ مُترَعـا
أَضـاقَ سـَبيلَ المَـأثُراتِ عَلـى الـوَرى
وَعَمَّهُــــمُ بِالمُنفِســــاتِ وَأَوســـَعا
فَقُلنـــا غَمــامٌ طَبَّــقَ الأَرضَ ســَيلُهُ
وَقـالَ العِـدى لَـو كـانَ غَيمـاً تَقَشَّعا
وَمــا زالَ رَبَّ الجــودِ طِفلاً وَيافِعــاً
إِلـى أَن ثَـوى الجـودَ فـي حُفـرَةٍ مَعا
وَأَعجَــزَ رَيــبَ الــدَهرِ أَن يَتَفَرَّقــا
وَكـــانَ بِتَفريـــقِ الأَحِبَّــةِ مولَعــا
لَقَـــد راضــَهُ حَتّــى لَأَنفَــذَ حُكمَــهُ
وَلَـو لَـم يُـرَض لَم يَرضَ بِالتُربِ مَضجَعا
وَلا اِتَّخَـــذَ الغَـــبراءَ دارَ إِقامَــةٍ
وَقَـد كـانَ مَثـواهُ مِـنَ النَجـمِ أَرفَعا
وَلَـم يَـدرِ مَـن هـالَ التُرابَ عَلَيهِ مَن
يُــواري وَلا نــاعيهِ أُخـرِسَ مَـن نَعـا
أَرى ضــَحوَةَ الإِثنَيــنِ يَــومَ تَقَطَّعَــت
قُــوى عِــزَّةٍ مــا خِلتُهـا أَن تَقَطَّعـا
فَفاضـــَت دُمـــوعٌ لا تَقـــومُ بِحَقِّــهِ
وَلَــو نَزَحَــت أَمــواهَ دِجلَـةَ أَجمَعـا
وَريعَــت قُلــوبٌ عَمَّهـا الخَـوفُ بَعـدَهُ
وَعَهــدي بِهــا فـي ظِلِّـهِ لَـن تُرَوَّعـا
وَتَحـــتَ مُلـــوكِ الخــافِقينَ أَســِرَّةٌ
تُزَعــزَعُ يَومــاً إِن قَنــاهُ تَزَعزَعــا
كَيَــومِ عَـزازٍ إِذ حَمـى الـدينَ سـَيفُهُ
وَقَــد قــارَبَت أَركــانُهُ أَن تَضَعضـَعا
أَقــامَ بِـهِ سـوقَ الطِعـانِ وَلَـم يُقِـم
دَعــائِمَ هَـذا الشـَرعِ كَالسـُمرِ شـُرَّعا
فَـوَلّى عَظيـمُ الـرومِ وَالـرَأيُ ما رَأى
مُصــيخاً إِلــى داعِ الســَلامَةِ مُهطِعـا
وَطائِفَــةٍ خَــرّوا إِلــى غَيــرِ قِبلَـةٍ
ســُجوداً بِحُكــمِ البــاتِراتِ وَرُكَّعــا
فَلِلَّــهِ نَفــسٌ لا تُنــافَسُ غالَهــا ال
حِمـــامُ وَحَـــقٌّ لِلمَكـــارِمِ ضـــُيِّعا
لَئِن مـاتَ مَقصـورَ الحَيـاةِ فَلَـم يَـزَل
أَمَــدَّ الــوَرى طَــولاً وَباعـاً وَتُبَّعـا
شـَبابٌ نَهـاهُ الحِلـمُ أَن يَتبَـعَ الهَوى
وَعَــزمٌ كَفــاهُ الحَــزمُ أَن يُتَتَبَّعــا
وَمَلــكٌ وَأَيــمُ اللَــهِ كَـذَّبَ كُـلَّ مَـن
يُكَبِّـــرُ كِســـرى أَو يُعَظِّـــمُ تُبَّعــا
فَقيــدٌ أَمــاتَ المَحــلَ قَبـلَ فِطـامِهِ
وَرَوَّعَ أَهـــلَ الأَرضِ لَمّـــا تَرَعرَعـــا
إِذا عَنَّـتِ الفَحشـاءُ فـي نَيلِها المُنى
تَـــوَرَّعَ أَو عَـــزَّ الســُؤالُ تَبَرُّعــا
حَيِـيٌّ وَإِن لَـم يَـأتِ مـا يـوجِبُ الحَيا
وَصـَوبُ حَيـاً بـاقٍ إِذا الغَيـثُ أَقلَعـا
وَذو ســـورَةٍ شــَطَّت مَرامــاً وَســَورَةٍ
تُميـــتُ لِتُحيِــي أَو تَضــُرُّ لِتَنفَعــا
خَلائِقُ أَعيـــا فـــي الخَلائِقِ نِـــدُّها
تَشــوقُكَ مَــرأىً أَو تَروقُــكَ مَســمَعا
تَزيــدُ عَلــى مـاءِ الغَـوادي طَهـارَةً
وَيُنســيكَ رَيّاهـا الرَحيـقَ المُشَعشـَعا
كَسـاهُ الحِجـى وَالحِلـمُ وَالعَـدلُ حُلَّـةً
تَــرَدّى بِهــا فــي مَهــدِهِ وَتَلَفَّعــا
فَكُــلُّ جَميــلٍ كــانَ أَو هُــوَ كــائِنٌ
تَأَصـــَّلَ مِـــن أَفعـــالِهِ وَتَفَرَّعـــا
مَسـاعٍ إِلـى غَيـرِ المَحامِـدِ لَـم تَمِـل
وَنَفـسٌ إِلـى غَيـرِ العُلـى لَـن تَطَلَّعـا
أَخَــلَّ بِمَغنــاهُ الَّـذي لَـم يَـزَل بِـهِ
حِمـىً وَخَلا الغـابُ الَّـذي كـانَ مُسـبِعا
مَحَــلٌّ عَهِـدنا العُـرفَ لِلعُـرفِ شـافِعاً
بِـــهِ وَشـــَفيعَ الســائِلينَ مُشــَفَّعا
إِذا خيفَــتِ الأَوطــانُ أومِــنَ ســِربُهُ
وَإِن غَمَــرَ المَحــلُ البَسـيطَةَ أَمرَعـا
لَحــى اللَــهُ دَهـراً بَزَّنـاهُ بِرَغمِنـا
فَعَــثرَتُهُ مــا لا يُقــالُ لَهــا لَعـا
وَمِـــن عَــدلِهِ أَنَّ اللَــذَينِ تَغَلَّبــا
عَلــى مُلكِــهِ مِـن بَعـدِهِ مـا تَمَتَّعـا
فَخَصــمٌ بِســَيفِ اللَـهِ عـاجَلَهُ الـرَدى
وَأَغــرَبَ فــي قَتــلِ الأَخيـرِ وَأَبـدَعا
خَليفَــةُ لَــم يَصــلُح لِنَصــرٍ خَليفَـةً
وَهَــل أُلبِــسَ العَليــاءَ إِلّا لِيَنزَعـا
أَبــا كامِـلٍ إِن غالَبَتـكَ يَـدُ الـرَدى
وَلَـم يُغنِـكَ البَـأسُ الَّـذي لَيـسَ يُدَّعا
فَإِنَّــكَ مِــن قَــومٍ تَكــونُ قُبــورُهُم
إِذا مـا خَشـوا ضـَيماً نُسـوراً وَأَضبُعا
إِذا فــاخَروا طــابوا أَخيـراً وَأَوَّلاً
وَإِن طـاعَنوا طـالوا رِماحـاً وَأَذرُعـا
وَإِن طَلَبـوا جـابوا مَهامَـةِ لَـم تُجَـب
وَإِن حارَبوا اِجتابوا مِنَ الصَبرِ أَدرُعا
مَضـَيتَ وَلَـم تَـترُك مِـنَ المَجـدِ غايَـةً
وَلَـم تُبـقِ فـي قَـوسِ المُـروءَةِ مَنزِعا
كَــذاكَ البُــدورُ النَيِّــراتُ خُسـوفُها
يُخــافُ إِذا أَتمَمــنَ عَشــراً وَأَربَعـا
وَمِـن بَخَلـي أَن جـاءَ ذا القَـولُ آخِراً
وَلَــم أَعتَمِـد نَظـمَ القَـوافي تَطَوُّعـا
وَحَســَّنَ لــي شــَرخُ الشــَبابِ وَجَهلُـهُ
إِضــاعَةَ فَــرضٍ مِثلُــهُ لَــن يُضــَيِّعا
وَإِن قُلــتُ مَــأموراً وَأَبــدَعَ خـاطِري
فَيَقبُــحُ بــي إِذ لَــم أَقُـل مُتَبَرِّعـا
عَــدِمتُ لِســاناً حــالَفَ العَجـزَ ضـِلَّةً
وَخـــالَفَ قَلبــاً كَــالقُلوبِ مُفَجَّعــا
يُــؤَبِّنُ مَــن يُــدلي بِــأَدنى فَضـيلَةٍ
فَكَيــفَ بِمَــن حـازَ الفَضـائِلَ أَجمَعـا
بِنَفســـي وَحيـــدٌ أَســلَمَتهُ جُيوشــُهُ
وَمُرتَحِـــلٌ لَــم يَنتَظِــر أَن يُوَدَّعــا
وَحَــلَّ ضــَريحاً أودِعَ البَـأسَ وَالنَـدى
وَلَـولا اِبنُـهُ مـا رَدَّ مـا كـانَ أودِعا
فَنـابَ مَنـابَ الشـَمسِ عَـن قَمَـرِ الدُجى
وَهَــل غــابَ بَـدرُ التَـمِّ إِلّا لِيَطلَعـا
إِذا جــارَ فـي كَسـبِ الثَنـاءِ طَريقُـهُ
أَجَــدَّ طَريقــاً لَـم يَكُـن قَـطُّ مَهيعـا
بَعيـدُ المَرامـي فـي مَسـاعيهِ ما جَرى
يَــرومُ مَــداهُ الفِكــرُ إِلّا تَتَعتَعــا
حَــوى حَســَباً مَحضــاً وَرَأيـاً مُؤَيَّـداً
وَمَنّـــاً بِلا مَـــنٍّ وَعِـــزّاً مُمَنَّعـــا
أَصـــالَةُ وَثّـــابٍ وَصـــَولَةُ صـــالِحٍ
وَهِـــزَّةُ نَصـــرٍ لِلعَطايـــا تَبَرُّعــا
حَمِـــدنا بِمَحمــودٍ ذَميــمَ زَمانِنــا
وَعــاوَدَ مَشــتانا بِنُعمــاهُ مَربَعــا
بِــأَنطَقِ مَــن شـاهَدتُ بِـالحِكَمِ الَّـتي
تَفَنَّـــنَ فـــي إِظهارِهـــا وَتَنَوَّعــا
فَأَوضــَحَ مَعناهـا الَّـذي كـانَ غامِضـاً
وَآنَــسَ مَغناهــا الَّـذي كـانَ بَلقَعـا
وَمــا زالَ مَخــدوعاً لِراجيـهِ عاصـِياً
عَلىغَيــــرِهِ أَن يُســـتَزَلَّ فَيُخـــدَعا
وَثَبــتُ الجَنــانِ عِنــدَ كُــلِّ مُلِمَّــةٍ
تَضَعضــَعَ مَــن مَــرَّت بِــهِ وَتَصَعصــَعا
مُبيــدُ الأَعــادي وَالفَــوارِسُ تَــدَّعي
صــَحيحُ الــدَعاوي وَالمَــآثِرُ تُــدَّعا
وَمُخفــي الهِبـاتِ سـُؤدُداً غَيـرَ أَنَّهـا
تَنُــمُّ نَميــمَ المِســكِ لَمّــا تَضـَوَّعا
تَــوَلَّيتَ يــا تـاجَ المُلـوكِ رِعـايَتي
فَلَـم أَخـشَ مِـن جَـورِ الخُطـوبِ مُرَوِّعـا
أَمِنــتُ أَذاهــا مُــذ لَقيتُـكَ خائِفـاً
وَعُــدتُ غَنِيّــاً يَــومَ زُرتُــكَ مُـدقِعا
وَبَيَّضــتَ لــي وَجـهَ الرَجـاءِ وَطالَمـا
بَـدا لـي بِـوَجهٍ أَربَـدِ اللَـونِ أَسفَعا
بِقَلعَتِـــكَ الشـــَمّاءِ شــِمتُ ســَحابَةً
كَفَتنــي فَلا زالَــت لِوَجهِــكَ مَطلَعــا
إِذا ما اِنبَرى مَدحيكَ في الناسِ شائِعاً
رَأَوا مــا أَفـادَتني عَطايـاكَ أَشـيَعا
وَأَكثَـرَ مـا أَدعـو إِلـى اللَهِ أَن أُرى
لِشــُكرِكَ مــا اِمتَـدَّت حَيـاتِيَ موزَعـا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.