
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظُلامَــةَ مَــن أَعَــدَّكَ لِلَّيــالي
وَمَــن أَثنــى بِفَضـلِكَ غَيـرَ آلِ
أَيـا ثِقَـةَ الثِقـاتِ أَصِخ فُواقاً
لِتَسـمَعَ مـا يَشـُقُّ عَلى المَعالي
أَمـا أَنا مُثبِتُ الحُجَجِ القَواضي
لَكُم بِالمَجدِ في الحِجَجِ الخَوالي
وَمُفرِدُكُـــم لِلا ســـَبَبٍ بِشــُكرٍ
تَعــالَمَهُ المُعـادي وَالمُـوالي
ثَنــاءٌ لَــم أَشــُبهُ بِــاِختِلاقِ
وَوَصــفٌ لَــم أَشــِنهُ بِاِنتِحـالِ
إِلَيكُـم دونَ ذا الخَلقِ اِعتِزائي
وَعَنكُــم كـانَ صـَدّي وَاِعتِزالـي
وَقَـد سـَمِعَ الـوَرى فـي كُلِّ أَرضٍ
وَلَيـسَ المَيـنُ مِـن شِيَمي مَقالي
إِذا ذُكِـرَ البُيـوتُ عَـدا قُصـَيّاً
فَــآلُ أَبــي عَقيــلٍ خَيــرُ آلِ
وَأَنــتَ أَعَزُّهُــم جـاراً وَنَفسـاً
وَأَغلَبُهُــم عَلــى شــَرَفِ الخِلالِ
عَلَـوتَهُمُ بَنانـاً فـي العَطايـا
وَفُتَّهُــمُ ثَباتــاً فـي النِضـالِ
أَلَسـتَ اِبـنَ المُنَبّـي عَن سَجايا
بِهِــنَّ تَفــاوَتَت قِيَـمُ الرِجـالِ
يَظَــلُّ جَنــابُهُ مَـأوى الأَمـاني
وَيُمســي بـابُهُ مَلقـى الرِحـالِ
يُحَكِّــمُ فـي الـذَخائِرِ سـائِليهِ
وَيَمنَعُهُــم مِـنَ الأَسـَلِ الطِـوالِ
وَذاكَ الــوَفرُ بـالٍ وَهـوَ بـاقٍ
بِهَـذا الشـُكرِ بـاقٍ وَهـوَ بـالِ
وَإِنَّـكَ فـي اِكتِسـابِ الحَمدِ حَقّاً
لِتَــأتي سـابِقاً وَأَبـوكَ تـالي
تَحَيَّفَنــي الزَمــانُ بِكُــلِّ فَـنٍّ
فَمــا أَنفَــكُّ مِــن داءٍ عُضـالِ
وَأَعــوَزَتِ الأَمانَــةُ فيـهِ حَتّـى
تَخَــوَّفَتِ اليَميـنُ مِـنَ الشـِمالِ
وَأَذهَـبَ كُـلَّ مـا أَحـوي ضـَياعاً
فَهـا أَنـا ذا بِنارِ الفَقرِ صالِ
وَقَـد أَودَعـتُ مـا أَبقـى صَديقاً
فَعَرَّضـــتُ البَقِيَّـــةَ لِلوَبــالِ
وَقَصــَّرَ عَــن أَمــانَتِهِ كَــأَنّي
طَلَبـتُ الوَخـدَ مِـن جَمَـلٍ ثَقـالِ
فَلا تَركُــن إِلــى زَمَــنٍ خَـؤونٍ
لِآمِلِــــهِ ســـَريعِ الإِنتِقـــالِ
فَمـا يَـكُ فيـهِ مِـن خَيـرٍ وَشـَرٍّ
قَليـلُ اللَبـثِ مُنتَظَـرُ الـزَوالِ
لَقَـد ضـَلَّ اِمـرُؤٌ رامَ اِهتِضـامي
وَلَســتُ مُشــايِعاً أَهـلَ الضـَلالِ
وَأَقـدَمَ مَـن بَغـى إِغضـابَ مِثلي
عَلــى أَمـرٍ ثَنـاهُ عَلـى مِثـالِ
وَتِلــكَ حُكومَــةٌ عَــزَّت مَرامـاً
فَمــا خَطَـرَت لِـذي ظُلـمٍ بِبـالِ
سـَقى ذو العَرشِ رُهبانَ النَصارى
وَجـــادَهُمُ بِمُنهَــلِّ العَزالــي
فَمـا مَنَعـوا الوَدائِعَ مودِعيها
لِضـــَربٍ مِـــن ضــُروبِ الإِعتِلالِ
وَلا شـــَدّوا أَكُفَّهُـــمُ عَلَيهــا
لِتُؤخَــذَ بِالخُصــومَةِ وَالجِـدالِ
كَتَبــتُ إِلَيــهِ أَعطِفُــهُ بِــذُلٍّ
فَأَضــرَبَ عَــن مَقـالٍ أَو فِعـالِ
وَمـا قَـرَأَ الكِتـابَ وَلا كِتابـاً
بِــهِ عُـرِفَ الحَـرامُ مِـنَ الحَلالِ
وَمــا أُســميهِ إِبقــاءً لِــوُدٍّ
سـَلا عَنـهُ وَمـا أَنـا عَنـهُ سالِ
وَإِن كانَ الوِدادُ اليَومَ بَينَ ال
رِجــالِ كَــوُدِّ رَبّــاتِ الحِجـالِ
وَلَمّــا سـيلَ فِـيَّ وَفـاضَ جـوداً
أَحـالَ عَلـى التَعَلُّـلِ وَالمِطـالِ
فَشــَدَّ بِـذا قُـوىً ضـَعُفَت حَيـاءً
وَســَدَّ طَريـقَ صـَبري وَاِحتِمـالي
وَأَنـتَ إِذا عَـدا بـاغٍ سِلاحي ال
حَصــينُ وَإِن عَـرا خَطـبٌ ثِمـالي
وَأَمــرُكَ نافِــذٌ فينـا فَـأَطلِق
بِمَحـضِ العَـدلِ حَقّـي مِـن عِقـالِ
فَإِنَّـكَ لا تَمَـلُّ العَـدلَ بَيـنَ ال
خُصــومِ وَلا تَميــلُ وَلا تُمــالي
لَقَـد آلَـت بِـيَ الـدُنيا فَقُبحاً
لِمـا صـَنَعَت إِلـى هَـذا المَـآلِ
وَغـالَ الـدَهرُ مَنزِلَـتي وَوَفـري
فَــأَرخَصَ مِـن مَـديحي كُـلَّ غـالِ
مَضـى الكُرَماءُ صانوا ماءَ وَجهي
بِمــا بَـذَلوهُ عَـن ذُلِّ السـُؤالِ
وَها أَنا بَعدَهُم في الناسِ أَبغي
كَريمــاً يَشـتَري شـُكري بِمـالي
أَرى الأَكــدارَ يَشـرَقُ شـارِبوها
فَواشــَرَقي مِـنَ المـاءِ الـزُلالِ
لَعَلَّـكَ يـا اِبنَ عَبدِ اللَهِ تَرعى
قَـديمَ الـوُدِّ أَو تَرثـي لِحـالي
وَلا تَحبِــس جَميلَــكَ عَـن مُـوالٍ
لَكُــم وَلِنَشــرِ فَضـلِكُمُ مُـوالي
وَفـي الأَمرَيـنِ مِـن مَنـعٍ وَبَـذلٍ
فَــإِنّي شــاكِرٌ فــي كُـلِّ حـالِ
وَمـاذا القَـولُ تَمهيـداً لِظُلمي
وَمِثلُـكَ لا يَميـلُ إِلـى المِحـالِ
وَلَيــسَ بِغــامِضٍ وَأَبيـكَ أَمـري
فَأَنســُبَهُ إِلـى جَـورِ اللَيـالي
وَلَــولا فاقَــةٌ فــاقَت فَعـاقَت
لَصــُنتُ عُلاكَ عَـن هَـذا المَقـالِ
ســَأَترُكُ ذي البِلادِ بِلا اِختِيـارٍ
وَأَهجُــرُ أَهلَهــا لا عَـن تَقـالِ
بِحــالٍ لَــو تَأَمَّلَهــا عَــدُوّي
لَسـاهَمَني الرَزِيَّـةَ أَو رَثـى لي
فَزَوِّدنــي بِمــا تَـأتي حَـديثاً
سـَيُروى في العِراقِ وَفي الشَمالِ
فَــإِنّي فُقــتُ غَيلانــاً مَقـالاً
يَســيرُ وَأَنــتَ أَكـرَمُ مِـن بِلالِ
أَدامَ لَـكَ العُلـى وَالنَصرَ مَولىً
إِلَيــهِ فـي حِراسـَتِكَ اِبتِهـالي
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.