
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـي بِاِمتِـداحِكَ عَـن ذِكرِ الهَوى شُغُلُ
وَبِاِرتِياحِـكَ عَـن عَيـشِ الصـِبا بَـدَلُ
وَكَيـفَ يَعـدوكَ بِالتَأميـلِ مَـن بَلَغَت
بِـهِ عَطايـاكَ مـا لَـم يَبلُـغِ الأَمَـلُ
أَسـرَفتَ وَاِختَصـَرَ القَومُ الَّذينَ مَضَوا
فَهَـل عَلِمـتَ بِصافي الفِكرِ ما جَهِلوا
وَلا أُقيــمُ لَهُــم عُــذراً بِجَهلِهِــمُ
لَكِـن أَقـولُ مُحِقّـاً جُـدتَ إِذ بَخِلـوا
مـا جُرتَ عَن طُرُقِ العَلياءِ إِذ عَدَلوا
عَنهـا وَجُـرتَ عَلى الأَموالِ إِذ عَدَلوا
وَهَبتَهــا كَرَمـاً قَبـلَ السـُؤالِ بِلا
مَـنٍّ وَمَنَّـوا وَمـا مَنّـوا وَقَد سُئِلوا
يــا مُسـمِعي فِقـراً تَفضـيلُها لَـزَمٌ
وَموســِعي مِنَنــاً تَفصــيلُها جُمَــلُ
قُـسٌّ وَسـَحبانُ وَالقَـومُ الأُلـى فَصُحوا
لَـو يَسـمَعونَ الَّـذي أَسمَعتَني ذَهِلوا
لا يَبلَغــونَ إِذا أَفكــارُهُم تَعِبَــت
مِعشــارَ قَولِـكَ فينـا حيـنَ تَرتَجِـلُ
فُــتَّ الــوَرى بِأَيــادٍ كُلُّهـا هُطُـلٌ
عَلــى المُنــى وَعَـوادٍ كُلُّهـا قُتُـلُ
فَمـا لَنـا فـي حَيـاةٍ عَنـكَ مُنـدَفَعٌ
وَالـرِزقُ طَوعُـكَ فيمـا شـِئتَ وَالأَجَـلُ
فَليَســلُ مَجــدَكَ رَغمــاً لا مُجامَلَـةً
مَــن مــالَهُ ناقَــةٌ فيـهِ وَلا جَمَـلُ
وَلا لَــهُ فــي يَميــنٍ بَــرَّةٍ صـَدَقَت
قَـــولٌ وَلا بِيَميـــنٍ بَـــرَّةٍ عَمَــلُ
وَلَــو رَأَتــكَ مُلــوكٌ أَنـتَ تـاجُهُمُ
لَأَذعَنـــوا وَأَقَــرّوا أَنَّهُــم خَــوَلُ
وَهَــل لَهُـم طَمَـعٌ أَن يَلحَقـوكَ وَقَـد
بَلَغــتَ مـا لَـم يَنَـل آبـاؤُكَ الأُوَلُ
مَـن لَم يَدينوا لِمَن دانَ الزَمانُ لَهُ
وَلَم يَدُوا مِن حُماةِ الرَوعِ مَن قَتَلوا
تُغني عَنِ السُمرِ في الهَيجا عَزائِمُهُم
فَيَطعَنـونَ العِـدى شـَزراً وَهُـم عُـزُلُ
وَلَــو غَــزَوا مَكَّــةً إِذ جاهِلِيَّتُهـا
قُرَيــشُ لَـم تُعبَـدِ العُـزّى وَلا هُبَـلُ
مَضــَوا وَخَلَّــوا أَحاديثــاً مُخَلَّـدَةً
تُحدى بِها في الدَياجي الأَينُقُ الذُلُلُ
وَنُبـتَ عَنهُـم وَقَـد طاحَ الزَمانُ بِهِم
نِيابَــةَ البيــدِ لَمّـا حُطِّـمَ الأَسـَلُ
تَنَقَّــلَ الشـامُ فيكُـم بُرهَـةً وَأَتـى
مِـن صـِدقِ عَزمِـكَ ما زالَت بِهِ النُقَلُ
أَكلاؤُهُ بِشـــِفارِ المُرهَفــاتِ حِمــىً
وَمــاؤُهُ بَيـنَ مَركـوزِ القَنـا غَلَـلُ
وَدونَ قَــدرِكَ مــا أَصــبَحتَ مـالِكَهُ
فَـاِحكُم فَـأَمرُكَ فـي الآفـاقِ مُمتَثَـلُ
مـا بَعـدَ قَـولِ مَليكِ الأَرضِ كَيفَ أَخي
مِــن مَطلَــبٍ دونَــهُ مَطـلٌ وَلا عِلَـلُ
أَثنــى عَلَيـكَ لَـدُن شـافَهتَ حَضـرَتَهُ
وَنـابَتِ الكُتـبُ لَمّـا بـانَ وَالرُسـُلُ
مُجَــدِّداً فيــكَ أَمــراً لا يَخُـصُّ بِـهِ
ســِواكَ كُــلُّ جَديــدٍ عِنــدَهُ ســَمَلُ
لَقَـــد أَحَلَّــكَ إِذ آخــاكَ مَنزِلَــةً
لا المُشــتَري طـامِعٌ فيهـا وَلا زُحَـلُ
وَقَــد أَظَلَّــكَ مِــن تَشــريفِهِ مِنَـحٌ
عَلـى صـُنوفِ العُلـى وَالعِـزِّ تَشـتَمِلُ
وَمِــن مَلابِســِهِ مــا فَخــرُهُ أَبَـداً
بــاقٍ عَلَيـكَ إِذا مـا رَثَّـتِ الحُلَـلُ
وَمِـن نَفـائِسِ مـا قَـد كـانَ مُمتَطِياً
جُـردٌ يَعِـزُّ عَلَيهـا الغَـزوُ وَالقَفَـلُ
زادَت حُلاهــا وَلَــو جاءَتـكَ عاطِلَـةً
مِن خالِصِ التِبرِ ما أَزرى بِها العَطَلُ
وَراءَهـا عَلَمـا النَصـرِ اللَذا كَفَلا
لِمَـــن أَظَلّا بِعِـــزٍّ لَيــسَ يُنتَحَــلُ
مِـن عَقـدِ مَن عُذِقَ النَصرُ العَزيزُ بِهِ
فَمــا لَــهُ أَبَــداً عَـن ظِلِّـهُ حِـوَلُ
عَنَّــت لَــهُ فُـرَصٌ شـَتّى دَعـاكَ لَهـا
يـا مَـن بِـهِ فُـرَصُ العَليـاءِ تُهتَبَلُ
وَقَلَّــدَ الأَمــرَ مَيمونــاً نَقيبَتُــهُ
لِلهَــولِ مُقتَحِــمٌ بِالنَصــرِ مُشـتَمِلُ
إِذا عَـرا الخَطـبُ لَـم يَحضُر مَشورَتَهُ
مَــن فيــهِ حِـرصٌ وَلا جُبـنٌ وَلا بَخَـلُ
وَكَيـفَ يَـأمَنُ أَبنـاءُ الزَمـانِ سـُطىً
أَبــوهُمُ خــائِفٌ مِــن بَطشـِها وَجِـلُ
رَوَّعتَــهُ فــي مَقامـاتٍ قَهَـرتَ بِهـا
حَتّــى اِعتَـراهُ عَلـى إِقـدامِهِ فَشـَلُ
لا فَـلَّ عَزمَـكَ صـَرفُ النائِبـاتِ فَكَـم
عَــزَّت وَذَلَّــت بِــكَ الأَملاكُ وَالـدُوَلُ
وَالــرومُ مَـن عَلِمـوا حَقّـاً بِـأَنَّهُمُ
إِن سالَموا سَلِموا أَو قاتَلوا قُتِلوا
وَلا ســـَلامَةَ إِلّا أَن يَجـــودَ لَهُـــم
بِهـا أَبوهـا فَيَنـأى الخَوفُ وَالوَجَلُ
يَرجــونَ أَمنـاً بِـهِ تَحيـا نُفوسـُهُمُ
وَالأَمـــنُ يَنــزِلُ وَالأَرواحُ تَرتَحِــلُ
قَتَلـــتَ شــَطرَهُمُ خَوفــاً وَشــَطرُهُمُ
يُميتُهُــم فَرَحـاً إِدراكُ مـا سـَأَلوا
فَـاِفخَر فَقَبلَـكَ مـا أَبصَرتُ سَيفَ وَغىً
يَنـوبُ عَـن مَضـرِبَيهِ الخَـوفُ وَالجَذَلُ
أَتَيـــتَ ظــاهِرَ أَنطاكِيَّــةٍ عَبَثــاً
أَمامَــكَ القـاتِلانِ الرُعـبُ وَالوَهَـلُ
وَكُــلُّ أَســمَرَ مـا فـي عـودِهِ طَمَـعٌ
بَعــدَ اللِقـاءِ وَلا فـي عـودِهِ خَطَـلُ
وَكُـــلُّ أَبيَـــضَ مَضــروبٍ بِشــَفرَتِهِ
رَأسُ المُدَجَّــجِ مَضــروبٍ بِـهِ المَثَـلُ
وَكُــلُّ ســَلهَبَةٍ أَنـتَ الكَفيـلُ لَهـا
أَلّا يُصــابَ لَهــا فــي غـارَةٍ كَفَـلُ
دَهمـاءَ كَاللَيـلِ أَو شـَقراءَ صـافِيَةٍ
تُريـكَ فـي اللَيـلِ ثَوباً حاكَهُ الأُصُلُ
مُـــذَكِّراً بِأَبيـــكَ المُســـتَبيحِهِمُ
بِالســَيفِ إِذ كُــلُّ أَلـفٍ فَلَّـهُ رَجُـلُ
عَـزَوا مِئيـنَ أُلـوفٍ فـي مِئيـنَ فَلَم
يَثبُــت لِضـِرغامِ كَعـبٍ ذَلِـكَ الوَعِـلُ
فَخَلَّفـوا المُلـكَ إِذ جَدَّ العِراكُ بِهِم
نَهبـاً مُشـاعاً وَلَـولا ذاكَ ما وَأَلوا
وَأُعطِـيَ النَصـرَ نَصـرٌ يَـومَ قـارَعَهُم
بِعَزمَــةٍ مـا لِمَـن أَمَّـت بِهـا قِبَـلُ
وَقَــد تَخَلَّصـتَ نَصـراً مِـن حِبـائِلِهِم
وَالحَـولُ يَفعَـلُ مـا لا تَفعَـلُ الحِيَلُ
وَمِــن بَــدائِعِكَ اِســتَخرَجتَ جَـوهَرَةً
غَوّاصــُها الــبيضُ وَالخَطِيَّـةُ الأَسـَلُ
وَقَــد قَرَنــتَ بِهـا بِـالأَمسِ لُؤلُـؤَةً
بِحارُهــا مُقفِـراتُ البيـدِ وَالحِلَـلُ
كَريمَــةَ البَعــلِ وَالآبــاءِ زَيَّنَهـا
أَصــلٌ كَريــمٌ بِعَبــدِ اللَـهِ يَتَّصـِلُ
تَشـكو الحِجالُ الَّتي تاهَت بِها زَمَناً
فِراقَهـا بَعـدَ أَن تـاهَت بِها الكِلَلُ
بَلَغــتَ مــا أَنــتَ راجيـهِ وَآمِلُـهُ
فيـهِ وَلا بَلَـغَ الحُسـّادُ مـا أَمَلـوا
لَـكَ العَطايـا الَّـتي ما شابَها كَدَرٌ
مَـعَ الخِلالِ الَّـتي مـا شـانَها خَلَـلُ
عَلـى جَميـعِ الَّـذي تَحـويهِ مِـن نَشَبٍ
مِــنَ المَكــارِمِ والٍ لَيــسَ يَنعَـزِلُ
مَــواهِبٌ تَخلُــفُ الأَنــواءَ غائِبَــةً
وَيَعجِـزُ الغَيـثُ عَنهـا وَهـوَ مُحتَفِـلُ
أَمّــا عُفاتُـكَ لا أَكـدَوا فَمـا لَهُـمُ
إِذا المَطــامِعُ طـاحَت عَنـكَ مُرتَحَـلُ
جــاءَت وَســائِقُها وَخــدٌ وَسـابِقُها
إِلـى حِياضـِكَ يـا بَحـرَ النَـدى عَجِلُ
فَـأَقلَعَ المَحـلُ عَنهُـم حيـنَ مُدَّ لَهُم
لِيَرتَعــوا فـي كَلا إِنعامِـكَ الطِـوَلُ
يُقَبِّلـــونَ ثَـــرىً دامَــت تُظَلِّلُــهُ
سـُحبُ النَـدى فَهـوَ في أَفيائِها خَضِلُ
لَـم يَظفَـروا بِطَريـقٍ نَحـوَ مُلكِكَ ما
تُزاحِـمُ النـاسَ فيـهِ الخَيـلُ وَالإِبِلُ
فَـالعيسُ تَدرُسُ أَيدي الخَيلِ ما وَطَسَت
وَالمُقرَبــاتُ تُعَفّـي وَطأَهـا القُبَـلُ
فَاِشـرَع لَهُـم طُرُقـاً مـا ذُلِّلَت فَلَقَد
ضـاقَت بِمَـن جـاءَ يَبغي جودَكَ السُبُلُ
وَاِســلَم وَلا زالَـتِ الأَعيـادُ عـائِدَةً
وَالعِــزُّ مُقتَبَــلٌ وَالظِــلُّ مُنســَدِلُ
ظَهَـرتَ فينـا فَـأَقرَرتَ العُيـونَ وَما
يَعــدو بَقـاءَكَ مَـن يَـدعو وَيَبتَهِـلُ
وَزانَ جَيشــَكَ لَمّــا ســارَ أَربَعَــةٌ
إِن ناضَلوا نَضَلوا أَو فاضَلوا فَضَلوا
عَلَـوا جُـدوداً وَأَجـداداً فَفَخرُهُمُ ال
مُـــذاعُ مُتَّصـــِلٌ طَــوراً وَمُنفَصــِلُ
تَفصــيلُهُ اِبـنُ بُـوَيهٍ وَاِبـنُ زائِدَةٍ
وَعِنــدَ نَصــرٍ حَليـفِ الجـودِ يَتَّصـِلُ
وَأَنــتَ يـا أَكـرَمَ الآبـاءِ والِـدُهُم
فَمَجـدُهُم فـي الـوَرى مـاضٍ وَمُقتَبَـلُ
بَقــوا وَلا خَيَّمــوا إِلّا عَلــى شـَرَفٍ
مَـدى الزَمـانِ وَلا خـاموا وَلا خَمَلوا
يـا ناصِرَ الدينِ بِالجِدِّ اِرتَقَيتَ إِلى
هَـذا المَحَـلِّ عَلـى أَنَّ العُلـى نَحِـلُ
وَبِـالحُروبِ الَّـتي سَعَّرتَها اِعتَزَلَ ال
بِلادَ مَـن لَـم يَكُـن مِـن قَبـلُ يَعتَزِلُ
وَلَيــسَ يَجتَمِــعُ التَـدبيرُ وَالخَلَـلُ
إِذا تَفـــارَقَتِ الأَســيافُ وَالخِلَــلُ
لَقَـد مَلَأتَ القَـوافي فَـوقَ مـا وَسِعَت
فَمــا لَهــا عَنـكَ تَعريـدِ وَلا مَيَـلُ
فَضـــائِلٌ مَلَأَت شـــِعري بِكَثرَتِهـــا
مِـن أَن يَفـوزَ بِـهِ التَشبيبُ وَالغَزَلُ
فَاِســمَع لِمُحكَمَـةٍ فـي الأَرضِ حاكِمَـةٍ
كَالشـَمسِ مَكَّنَهـا مِـن بُرجِـهِ الحَمَـلُ
ســَريعَةِ الســَيرِ إِلّا أَنَّهــا أَبَـداً
تُقيــمُ فــي كُـلِّ أَرضٍ وَهـيَ تَرتَحِـلُ
وَلا تُكَــرَّرُ فــي ســَمعٍ فَيَحـدُثَ مِـن
تَكرارِهــا ضــَجَرٌ مِنهــا وَلا مَلَــلُ
جَلَّـت صـِفاتُكَ عَـن قَـولٍ يُحيـطُ بِهـا
حَتّـى اِسـتَوى شـاعِرٌ فيهـا وَمُنتَحِـلُ
مَنـاقِبٌ فـي أَقاصـي الأَرضِ قَـد شُهِرَت
فَمـا اِعتَـرى مُطنِبـاً في وَصفِها خَجَلُ
أُعيـذُ مَجـدَكَ مِـن عَيـنِ الكَمالِ فَكَم
أَصـابَتِ العَيـنُ أَملاكـاً وَمـا كَمَلوا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.