
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا لِلرِجــالِ لِنَظـرَةٍ سـَفَكَت دَمـا
وَلِحـــادِثٍ لَــم أَلقَــهُ مُســتَلئِما
وَأَرى السـِهامَ تَـؤُمُّ مَـن يُرمـى بِها
فَعَلامَ سـَهمُ اللَحـظِ يُصـمي مَـن رَمـا
يــا آمِــري بِتَجَلُّــدٍ لَــم أُعطَــهُ
مـا نَـمَّ دَمعـي بِـالجَوى حَتّـى نَمـا
وَلَقَــد وَقَفـتُ بِـدارِ زَينَـبَ مَوهِنـاً
وَالوَجــدُ يَـأبى أَن أَقـولَ فَأُفهِمـا
مُســتَخبِراً عَنهــا فَلَـم أَرَ مَعلَمـاً
مِنهــا بِأَخبــارِ الأَحِبَّــةِ مُعلِمــا
أَبكــي وَيَمنَعُنـي تَناسـي مـا مَضـى
مـــا يَمنَـــعُ الأَطلالَ أَن تَتَكَلَّمــا
فَعَــذَلتُ قَلبِــيَ إِذ أَطــاعَ غَرامَـهُ
وَعَصــى التَســَلِّيَ بَعـدَها وَاللُوَّمـا
وَاللَــومُ مِثـلُ الريـحِ يَـذهَبُ ضـَلَّةً
وَيَزيــدُ نيــرانَ المُحِــبِّ تَضــَرُّما
وَخَطيطَـــةٍ ضــَنَّ الغَمــامُ بِرَيِّهــا
خَلَّفتُهـــا خَلفــي وَســِرتُ مُيَمِّمــا
أَرضـاً إِذا مـا التُـربُ أَجدَبَ أَخصَبَت
بِنَـدىً إِذا مـا الغَيـثُ أَنجَمَ أَثجَما
يَلقـى بِهـا الـرُوّادُ رَوضـاً مُزهِـراً
وَيُصــادِفُ الــوُرّادُ حَوضــاً مُفعَمـا
وَتَــرى بِهــا أُمَّ المُدامَـةِ عـاقِراً
أَبَــداً وَأُمَّ الحَمــدِ حُبلـى مُتئِمـا
أَضــحَت بِإِحســانِ المُظَفَّــرِ كَعبَــةً
لِلطـــالِبينَ وَلِلمَكـــارِمِ مَوســِما
مَلِــكٌ إِذا سـُئِلَ الرَغـائِبَ وَاللُهـى
أَعطــى وَإِن لاقـى الكَتـائِبَ أَقـدَما
يُربـي عَلـى القَدَرِ المُتاحِ إِذا سَطا
وَيُجـاوِدُ الجَـودَ السـَحاحَ إِذا هَمـا
أَوفـى مِـنَ الشـَمسِ المُنيـرَةِ بَهجَـةً
وَأَشـــَفُّ مَنزِلَــةً وَأَبعَــدُ مُرتَمــا
مَنَــعَ اللَيـالِيَ أَن تَـبيتَ مَوانِعـاً
مــا رامَ أَو مُســتَبذِلاتٍ مــا حَمـا
يَـأبى الغَـوانِيَ وَالغِنـاءَ وَيَنتَشـي
طَرَبــاً إِذا كــانَ الصـَليلُ تَرَنُّمـا
هِمَــمٌ عَلَـونَ عَلـى السـِماكِ وَإِنَّمـا
بِـالجودِ وَالإِقـدامِ يَسـمو مَـن سـَما
وَمَنــاقِبٌ أَعيــا الأَعــادِيَ كَتمُهـا
وَالشــَمسُ أَظهَــرُ أَن تُسـَرَّ وَتُكتَمـا
وَمَــواهِبٌ راجــي جَـداها لَـم يَخِـب
مِنــهُ وَراضــِعُ دَرِّهــا لَـن يُفطَمـا
غَــدَتِ الجُيــوشُ عَزيــزَةً بِأَميرِهـا
وَالــدَهرُ مَحمــوداً وَكــانَ مُـذَمَّما
وَالأَمــنُ جَمّــاً وَالرَجــاءُ مُصــَدَّقاً
وَالحَــقُّ أَبلَــجَ وَالهُـدى مُستَعصـِما
لِلَّـــهِ دَرُّكَ فـــي طُغــاةِ قَبــائِلٍ
أَنصـَفتَ مِنهـا الـدينَ حيـنَ تَظَلَّمـا
فَلَكَــم جَنَيــتَ أَذىً حَسـَمتَ بِـهِ أَذىً
وَلَكَـم سـَفَكتَ دَمـاً حَقَنـتَ بِـهِ دَمـا
لَمّــا أَزَرتَهُــمُ الظُــبى مَصــقولَةً
وَالخَيــلَ قُبّــاً وَالوَشــيجَ مُقَوَّمـا
ظَنّــوكَ مَــن لاقَـوا فَحيـنَ قَرَعتَهُـم
صـاروا وَقَـد كـانوا حَديـداً حَنتَما
قَهَـروا الـوَرى زَمَنـاً فَمُذ حارَبتَهُم
طَــمَّ الأَتِــيُّ عَلَيهِــمُ لَمّــا طَمــا
وَهُـــمُ حُمــاةُ الــرَوعِ إِلّا أَنَّهُــم
فَـرّوا لَعَمـرُكَ حيـنَ فَـرّوا الأَرقَمـا
ثُــمَّ اِنثَنَيــتَ إِلــى سـَرايا طَيِّـئٍ
تَقتــادُ أَرعَــنَ كَالخِضــَمِّ عَرَمرَمـا
مُتَنـــائِيَ الأَقطـــارِ زادَ قَتــامُهُ
فَغَــدا بِــهِ وَجـهُ النَهـارِ مُلَثَّمـا
تَبــدو بَــوارِقُهُ فَتَحســَبُ ضــَوءَها
بَرقــاً تَــأَلَّقَ فــي سـَحابٍ أَظلَمـا
وَتَخـــالُ نَقــعَ الأَعوَجِيَّــةِ دونَــهُ
ســِتراً بِلَمــعِ القَعضــَبِيَّةِ مُعلَمـا
حَتّــــى إِذا أَنشـــَيتَهُم بِســـُلافَةٍ
وَالحيــنُ يَعجَــبُ مِنهُــمُ مُتَبَســِّما
ظَنّــوا الطَلائِعَ كُــلَّ مَــن يَـأتيهِمُ
فَتَثَبَّتــوا لِلــداءِ حَتّـى اِسـتَحكَما
لَمّــا أَتَيــتَ فَكُنـتَ ريحـاً عاصـِفاً
تُلــوي بِمـا لاقَـت وَكـانوا خَشـرَما
لَــم تَلــقَ إِلّا عارِيــاً سـَبَقَت بِـهِ
رَوعـــاءُ أَو مُســتَلئِماً مُستَســلِما
وَالعِـزُّ حَيـثُ تَـرى الـدِماءَ مُراقَـةً
تَــروي الثَــرى وَالسـَمهَرِيَّ مُحَطَّمـا
وَالوَهــدُ أَدوَنُ أَن يَنــالَ مُتالِعـاً
وَالـذِئبُ أَهـوَنُ أَن يَـروعَ الضـَيغَما
مَلَكوا فَجاروا في القَضايا وَاِعتَدَوا
وَعَــدَلتَ فيهِــم إِذ غَــدَوتَ مُحَكَّمـا
فَمَنَحتَهُــم جَبَلــي أَبيهِــم إِرثَهُـم
عَنـــهُ وَســـاءا مَنــزِلاً وَمُخَيَّمــا
فَهُــمُ بِبيــدٍ يَصـطَلونَ بِمـا جَنَـوا
فيهــا إِذا حَمِــيَ الهَجيـرُ جَهَنَّمـا
مِـن سـائِرِ الطُـرَداءِ أَبعَـدُ مَشـرَباً
وَأَرَثُّ أَطمـــاراً وَأَخبَـــثُ مَطعَمــا
وَحَرَمتَهُــم طيـبَ الكَـرى حَتّـى لَقَـد
ظَنّـوا الرُقـادَ عَلـى الجُفونِ مُحَرَّما
عَمـري لَقَـد وَجَـدوا اِصطِناعَكَ سالِفاً
أَريـاً وَقَـد وَجَـدوا اِجتِياحَكَ عَلقَما
فَــرَأَوكَ عِنـدَ السـِلمِ بَحـرَ مَـواهِبٍ
يُغنـي وَفـي الهَيجـاءِ عَضـباً مِخذَما
وَرَجَعـتَ تَنظُـرُ فـي البِلادِ بِـرَأيِ ذي
عَـــزمٍ يَـــرُدُّ المَشــرَفِيَّ مُثَلَّمــا
حَصــَّنتَ شاســِعَها بِــرَأيٍ لَـو حَمـى
بَـدرَ السـَماءِ عَـنِ النَـواظِرِ لَاِحتَما
وَعَمَــرتَ غامِرَهــا بِجِــدٍّ لَـم يَـزَل
يَــأبى لِمــا تَبنيــهِ أَن يَتَهَـدَّما
أَنّــى يُشــارِكُكَ الـوَرى فـي رُتبَـةٍ
أَدلَجــتَ تَطلُبُهــا وَبــاتوا نُوَّمـا
حَمَّلــتَ نَفســَكَ غَيــرَ مُكتَــرِثٍ بِـهِ
أَمــراً يَــؤودُ يَرَمرَمــاً وَيَلَملَمـا
فَبَغَــت مَطالِعَــكَ المُلــوكُ فَقَصـَّرَت
وَرَأى وَقائِعَــكَ الزَمــانُ فَأَحجَمــا
مَهلاً فَمــا أَبقــى نِزالُــكَ خائِفـاً
خَطبــاً وَلا أَبقــى نَوالُــكَ مُعـدِما
لا تَكـــذَبَنَّ فَمــا أَمامَــكَ غايَــةٌ
فَــاِنظُر مَلِيّــاً هَـل تَـرى مُتَقَـدَّما
ناهيـكَ مِـن كَـرَمٍ يَفـوقُ بِـهِ الحَيا
ســَبقاً وَمِــن بَـأسٍ يَفـوتُ الأَنجُمـا
وَعَـــزائِمٍ حَشــَتِ القُلــوبَ أَســِنَّةً
مِثــلَ الخَنـاجِرَ وَالحَنـاجِرَ أَسـهُما
فَقَضــَت لِــذِكرِكَ أَن يَســيرَ مُفَـوِّزاً
وَقَضــَت لِــذُكرِكَ أَن يَجِــلَّ وَيَعظُمـا
يَهنــي الخِلافَــةَ أَنَّ عُــدَّتَها شـَجى
حَلــقِ العَـدُوِّ وَسـَيفَها لَـن يَكهَمـا
وَلِيَهنِــكَ العيـدُ السـَعيدُ مُضـاعِفاً
لَـكَ أَجـرَ مَـن صـَلّى وَصـامَ وَأَحرَمـا
إِنّــي لَأَشــعَرُ مَــن رَأَيــتَ وَإِنَّنـي
أَصــبَحتُ عَــن إِدراكِ وَصـفِكَ مُفحَمـا
وَلَقَــد أَرَحـتُ الخَيـلَ نَحـوَكَ ضـُمَّراً
وَالعيـسُ يَحمِلـنَ القَريـضَ المُحكَمـا
يَحمِلـــنَ مِنـــهُ مُفَصــَّلاً وَمُنَظَّمــاً
وَمُحَبَّــــراً وَمُوَشــــَّحاً وَمُســـَهَّما
مَـــدحٌ كَزَهـــرِ الــرَوضِ إِلّا أَنَّــهُ
يَبقــى إِذا زَهــرُ الرِيـاضِ تَصـَرَّما
إِنّـي كَتَمـتُ الشـِعرَ فـي طَـيِّ المُنى
فِعـلَ اِمرِىـءٍ لَم يَرضَ ما دونَ السَما
لا أَســأَلُ الرَحمَــنَ حَظّـاً فَـوقَ مـا
أَعطـى فَقَـد أَولـى الجَميـلَ وَأَنعَما
حَســبي اِمتِــداحُكَ رُتبَــةً وَنَباهَـةً
وَذَراكَ مُعتَصـــَماً وَقُربُــكَ مَغنَمــا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.