
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمّــا وَســَيفُكَ فـي النُفـوسِ مُحَكَّـمُ
فَـــالعِزُّ أَجمَعُـــهُ إِلَيــكَ مُســَلَّمُ
مَــن لا يُطيعُــكَ وَالمَقـاديرُ الَّـتي
تُرضــي وَتُجــدي بَعـضُ مـا يَسـتَخدِمُ
فَلِكُــلِّ قَلــبٍ مِــن ســُطاكَ مُــرَوَّعٌ
وَبِكُــلِّ وَجــهٍ مِــن جَميلِــكَ ميسـَمُ
عُــوِّدتَ فَصــلَ الأَمـرِ أَشـكَلَ ناطِقـاً
أَو ســاكِتاً فَالســَيفُ عَنـكَ مُتَرجِـمُ
وَخُصِصــتَ بِالإِبــداعِ فـي فَعَلاتِـكَ ال
حُســنى لِيَظهَــرَ عَجــزُ مَـن يَتَهَمَّـمُ
وَمَــتى يَجيــءُ بِمِثلِهـا مِـن نَفسـِهِ
مَـــن ظَـــلَّ يُبصــِرُها فَلا يَتَعَلَّــمُ
لَـو لَـم يَعِـزَّ بَنـو أَبيـكَ وَيَكرُموا
طـالوا الـوَرى شـَرَفاً بِأَنَّـكَ مِنهُـمُ
أَبشــِر بِســَبقِكَ مَـن تَقَـدَّمَ موقِنـاً
أَنَّ الفَضـــائِل لا العُصــورَ تُقَــدِّمُ
كُنّـــا نَظُنُّـــكَ تابِعــاً آثــارَهُم
فَـــأَبَنتَ بِالإِعجــازِ أَنَّــكَ مُلهَــمُ
وَلَقَــد ســَمِعتَ كَمـا سـَمِعنا عَنهُـمُ
وَعَلِمـتَ بِالإِحسـانِ مـا لَـم يَعلَمـوا
أَفَهَـل ظَفِـرتَ بِمَن جَرى في ذا المَدى
مُــذ قــامَ بِالإِحســانِ فيهِـم قَيِّـمُ
قَلـبُ الهُـدى بِـكَ لَـن يُـراعَ وَقَهرُهُ
لَـــن يُســـتَطاعَ وَقــدُهُ لا يُفصــَمُ
لِلَّـــهِ بَـــذلُكَ حيــنَ لا مُســتَمنَحٌ
يُرجــى وَمَنعُــكَ حيــنَ لا مُستَعصــَمُ
لَــن يَكشــِفَ الحَـقُّ الجَلِـيُّ لِثـامَهُ
إِلّا وَوَجهُــــكَ بِالعَجـــاجِ مُلَثَّـــمُ
وَإِذا عَزَمــتَ عَلـى اِجتِيـاحِ قَبيلَـةٍ
كَثُـــرَ اليَــتيمُ بِحَيِّهــا وَالأَيِّــمُ
يَخشــى عَوادِيَــكَ الهِزَبــرُ بِغيلِـهِ
وَيَخافُهــا تَحــتَ التُــرابِ الأَرقَـمُ
وَتُصــيبُ شــاكِلَةَ الرَمِــيِّ مُفَوِّقــاً
وَتَطيــشُ عَنــكَ إِذا رُميــتَ الأَسـهُمُ
إِنَّ المُظَفَّــرَ مَــن أَبَــت فَتَكــاتُهُ
أَن تَخـــرُجَ الأَيّــامُ عَمّــا يَرســُمُ
فــي كُــلِّ يَــومٍ نــاطِقٌ بِلِسـانِهِم
مِــن خَــوفِهِم فَلِـذاكَ مـا يَسـتَعجِمُ
وَإِذا اِمتَطــى سـَيفُ الخِلافَـةِ عَزمَـهُ
فَلِدَولَـــةٍ تُبنــى وَأُخــرى تُهــدَمُ
وَإِذا نَظَــرتَ إِلــى عَــواقِبِ رَأيِـهِ
أَيقَنــــتَ أَنَّ ظُنــــونَهُ تَتَنَجَّـــمُ
فَاِســأَلهُ عَمّــا لَـم يَكُـن بِكِنايَـةٍ
فَــالغَيبُ مِــن أَفكــارِهِ يُســتَعلَمُ
وَلِــذاكَ حُقِّــقَ ظَنُّــهُ فيمــا أَتـى
وَظُنــونُ أَهــلِ الخــافِقينَ تَــوَهُّمُ
رَقّــاكَ عَزمُــكَ مُخطِــراً لا يُرتَقــى
فَعَلِمـتَ مِـن ذا المَجـدِ مـا لا يُعلَمُ
وَإِذا عَلا بـــاغي الغَنيمَــةِ هِمَّــةً
وَأَطــاعَهُ المِقــدارُ جَــلَّ المَغنَـمُ
شـَرَفَ المَعـالي فُـزتَ بِالشـَرَفِ الَّذي
قَـد بـاتَ يَحسـُدُهُ السـُهى وَالمِـزرَمُ
وَقَتَلــتَ مَـن لَـو غَيـرُكَ المُجتـاحُهُ
لَأَبَـــت نِـــزارٌ أَن يُطَــلَّ لَــهُ دَمُ
وَجَنَيــتَ أَثمـارَ العَـوالي وَاِجتَنـى
وَمِــنَ الجَنــا أَريٌ وَمِنــهُ عَلقَــمُ
وَإِذا الـوَغى عَبَسـَت وَطـالَ عُبوسـُها
عِنــدَ النِـزالِ فَعَـن فُتوحِـكَ تَبسـِمُ
ظَفَــرٌ جَميـعُ الطيـبِ أَضـحى كاسـِداً
مُـــذ أَصـــبَحَت أَخبــارُهُ تُتَنَســَّمُ
وَلَقَــد تَحَقَّقَــتِ العَواصــِمُ أَنَّهــا
بِسـِواكَ يـا سـَيفَ الهُـدى مـا تُعصَمُ
غَـرَضَ النَـوائِبِ لَـم تَـزَل فَمَنَعتَهـا
قَسـراً كَمـا مَنَـعَ العَريـنَ الضـَيغَمُ
مـــا زُرتَهــا إِلّا لِيَــأمَنَ خــائِفٌ
وَيُغـــاثَ مَلهــوفٌ وَيُــثرِيَ مُعــدِمُ
فَلتَعتَصـِم بِـكَ ذي الثُغـورُ وَأَهلُهـا
مِمّــا تَخــافُ فَطَــودُ عِــزِّكَ أَيهَـمُ
وَلَقَــد عَمَمــتَ المُـذنِبينَ صـَنائِعاً
حَتّــى لَظَنّــوا أَنَّهُـم لَـن يُحرَمـوا
فَــدَعِ الأُلـى مَرَقـوا فَـإِنَّ بِعـادَهُم
عَـن ذا الجَنـابِ لَهُـم عِقـابٌ مُـؤلِمُ
أَولادُ مِــــرداسٍ لِســـَيفِكَ طُعمَـــةٌ
فــي كُـلِّ أَرضٍ أَنجَـدوا أَو أَتهَمـوا
وَلَـوَ اِنَّهُـم عَقَلـوا لَـدَيكَ ظُنـونَهُم
لَـرَأَوا بِـكَ الرَشـَدَ الَّذي عَنهُ عَموا
وَمِــنَ الســَفاهَةِ أَن تَضـِلَّ حُلـومُهُم
مِـن بَعـدِ مـا وَضـَحَ الطَريـقُ الأَقوَمُ
قَـد عـايَنوا عَيـنَ الرَدى لَمّا رَأَوا
فــي تَــلِّ خالِــدٍ القَنــا يَتَحَطَّـمُ
لَمّــا أَبــانَ خَليفَــةٌ عَــن رُشـدِهِ
فِعــلَ اِمــرِئٍ تَزكـو لَـدَيهِ الأَنعُـمُ
فــي فِتيَــةٍ جَعَلـوا رِضـاكَ سـِلاحَهُم
فَلِـذاكَ أَحجَـمَ مَـن لَقـوهُ وَأَقـدَموا
نُصِرَ القَليلُ عَلى الكَثيرِ فَما اِنجَلَت
عَنهُــم وَفــي أَرمـاحِ حِزبِـكَ لَهـذَمُ
غـارَت هُنالِـكَ فـي النَواظِرِ وَالطُلى
عِنــدَ الطِعـانِ كَمـا تَغـورُ الأَنجُـمُ
فَــإِذا بَعَثـتَ إِلـى العَـدُوِّ طَليعَـةً
أَغنَــت غَنـاءَ الجَيـشِ وَهـوَ عَرَمـرَمُ
بِظُــبىً إِذا خَــرِسَ الكُمـاةُ بِمَوقِـفٍ
فَلَهــا كَلامٌ فــي الجَمــاجِمِ يُفهَـمُ
وَبِهــا نَحَـت جِسـرَ الحَديـدِ عَصـائِبٌ
كــانَت عَلــى بـابِ الحَديـدِ تُخَيِّـمُ
وَالــرومُ بَيـنَ مُـؤَرَّقٍ سـُلِبَ الكَـرى
أَو نــائِمٍ بِهُجــومِ جَيشــِكَ يَحلُــمُ
يَتَجَلَّـــدونَ ضــَرورَةً مَــعَ عــامِهِم
لَمّــا دَنَــوتَ بِــأَيِّ داهِيَـةٍ رُمـوا
مُتَمَســـِّكينَ بِهُدنَــةٍ مــا تَنقَضــي
إِلّا وَأَنــتَ عَلــى الخَليــجِ مُخَيِّــمُ
وَمَـتى رَكَـزتَ بِـدارِ مَسـلَمَةَ القَنـا
زُرقَ الأَســِنَّةِ ســَلَّموا أَو أَســلَموا
فَليَســـتَكِن مَلِـــكٌ تَفُــلُّ جَميعَــهُ
بِعِصـــابَةٍ مِمّـــا فَلَلــتَ وَتَهــزِمُ
هَيهــاتَ تَجحَــدُكَ المُلــوكُ سـَفاهَةً
مــا قَـد تَعـالَمَهُ السـَوادُ الأَعظَـمُ
رِدءُ الخِلافَــةِ مِــن مَضــائِكَ عاصـِمٌ
وَرِداؤُهــا بِجَميــلِ صــُنعِكَ مُعلَــمُ
مَجـــدٌ تَخَرَّمَــتِ العَمــالِقُ دونَــهُ
وَتَمَزَّقَـــت عـــادٌ وَبــادَت جُرهُــمُ
فــي كُــلِّ يَـومٍ بَلـدَةٌ تُحتـازُ مِـن
أَرضِ العَــــدُوِّ وَقَلعَـــةٌ تُتَســـَلَّمُ
وَكَـذا إِلـى أَن تَملِـكَ الـدُنيا بِما
جَمَعَـــت وَيُســعِدَكَ البَقــاءُ الأَدوَمُ
فَاِنــدُب لِمَملَكَـةِ العِـراقِ ضـَراغِماً
عَلَّمتَهُــم فَــرسَ العِــدى فَتَعَلَّمـوا
مِــن كُــلِّ مَـن لِسـُراهُ ظَهـرُ مَطِيَّـةٍ
وَلِطَعنِـــهِ ثُغَــرَ العُــداةِ مُطَهَّــمُ
جَنّــابُ مــا وَلَــدَ الـوَجيهُ وَلاحِـقٌ
رَكّــابُ مــا وَلَـدَ الجَـديلُ وَشـَدقَمُ
كَيمـــا تُـــرى عَضـــُدِيَّةً تُركِيَّــةً
قَـد طالَمـا اِسـتَولَت عَلَيها الدَيلَمُ
قَــد آنَ أَن تَــروى بِقُربِــكَ أَنفُـسٌ
ظَمِئَت وَأَن تَحيـــا بِعَــدلِكَ أَعظُــمُ
لَــن يَــدفَعَ الإِصـباحَ عَـن إِشـراقِهِ
مِـن بَعـدِ مَطلَعِـهِ الهَزيـعُ المُظلِـمُ
رُم أَيَّ مَملَكَـــــةٍ أَرَدتَ فَإِنَّمــــا
حَلَــبٌ إِلــى كُــلِّ المَمالِــكِ سـُلَّمُ
وَبِصــَدرِكَ القَلـبُ الَّـذي لَمّـا يُـرَع
وَبِكَفِّــكَ العَضــبُ الَّــذي لا يَكهَــمُ
وَاِرجِــع رُجـوعَ اللَيـثِ وَهـوَ مُظَفَّـرٌ
وَالسـَيفُ يَقطُـرُ مِـن غِرارَيـهِ الـدَمُ
مُتَجَلبِــبَ النَصــرِ الَّــذي عُــوِّدتَهُ
إِذ كــانَ خَلفَــكَ حَيثُمــا تَتَيَمَّــمُ
فَدِمَشـــقُ مِثـــلُ الغــابِ هِزبَــرُهُ
وَالجَفــنُ فـارَقَهُ الحُسـامُ المِخـذَمُ
وَبِأَهلِهـــا عَطَــشٌ إِلَيــكَ وَكُلُّهُــم
كَــالنَبتِ نَكَّبَــهُ السـَحابُ المُـرزِمُ
وَســـَيَقدَمُ العِــزُّ الأَشــَمُّ عَلَيهِــمُ
وَالعــارِضُ الســَحّاحُ ســاعَةَ تَقـدَمُ
شــَعبانُ شــَعَّبَ يَــومَهُم فَليَرقَبـوا
إِنَّ المُحَــــرَّمَ لِلســـُهادِ مُحَـــرِّمُ
عـــامٌ حُلولُـــكَ فيهِــمُ بِحُلــولِهِ
عـــامٌ يُبَجَّـــلُ عِنـــدَهُم وَيُعَظَّــمُ
يــا غــامِرَ المُتَظَلِّميــنَ بِعَــدلِهِ
حَتّــامَ مالُــكَ فـي اللُهـى يَتَظَلَّـمُ
أَنـتَ الَّـذي لَـو لَم تُطِع حُكمَ النَدى
مــا كــانَ مَخلــوقٌ عَلَيــهِ يَحكُـمُ
يَغنــى الَّــذي تَحبــوهُ أَوَّلَ مَــرَّةٍ
وَســـِواكَ يَنقُـــصُ نَيلَــهُ فَيُتَمَّــمُ
فَـــالجودُ إِلّا مِــن يَــدَيكَ مُصــَرَّدٌ
وَالظَـــنُّ إِلّا فـــي نَــداكَ مُرَجَّــمُ
قُـل لِلعُفـاةِ مَضـى عَنِ البَحرِ القَذى
فَـــرِدوا مَشـــارِعَهُ وَلا تَتَلَوَّمــوا
إِنَّ المَكــارِمَ أَفرَقَــت مِـن دائِهـا
مُــذ أَفــرَقَ المَلِـكُ الأَجَـلُّ الأَعظَـمُ
فَلتَـــبرُدِ الآنَ القُلـــوبُ فَإِنَّهــا
كـــانَت بِنيــرانِ الأَســى تَتَضــَرَّمُ
لا عــادَكَ الأَلَـمُ المُلِـمُّ فَلَـم يَـزَل
قَلــــبُ العَلاءِ لِأَجلِــــهِ يَتَـــأَلَّمُ
وَالعيــدُ يَقصـُرُ عَـن سـَلامَتِكَ الَّـتي
هِـيَ فـي النُفـوسِ أَجَـلُّ مِنـهُ وَأَعظَمُ
فَاِســعَد بِهــا وَبِـهِ وَدُمـتَ مُسـَلَّما
مــا طـافَ بِـالبَيتِ المُحَـرَّمِ مُحـرِمُ
فَلِكَــثرَةِ الــدَعَواتِ فــي أَرجـائِهِ
قَـد كـادَ يَفهَمُهـا الحَطيـمُ وَزَمـزَمُ
كُــلُّ الــوَرى داعٍ وَجُــلُّ دُعــائِهِم
أَلّا يُزيـــلَ اللَـــهُ ظِلَّــكَ عَنهُــمُ
أَغنــى نَوالُـكَ بَعضـَهُم عَـن بَعضـِهِم
كَـي لا يُـرى فـي الأَرضِ غَيـرَكَ مُنعِـمُ
فَلِـــذاكَ أَلســُنُهُم لِســانٌ واحِــدٌ
يُثنــي بِمــا خَـوَّلتَ وَالـدُنيا فَـمُ
زادَ الثَنـــاءُ بِمَأثُراتِــكَ بَهجَــةً
وَلَرَبَّمـــا زانَ الســِوارَ المِعصــَمُ
وَأَطــاعَني فيــكَ الكَلامُ وَهَــل دَرَت
هَـــذي العُقــودُ لِأَيِّ شــَيءٍ تُنظَــمُ
وَلَقَــد تَعَمَّــدتُ الإِطالَــةَ عالِمــاً
أَنَّ اِســتِماعَ ثَنــاكَ مــالا يُســأَمُ
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.