
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنّـي وَإِن كُنـتُ فـي الأَقوالِ مُحتَكِما
لا أَدَّعـي شـَرحَ مـا يَسـتَغرِقُ الكَلِما
لَكِــن أَقـولُ عَلـى مِقـدارِ مَقـدِرَتي
فَلَسـتُ أُظهِـرُ إِلّا بَعـدَ مـا اِكتَتَمـا
أَبعَـدتَ مَسـراكَ مِـن مَغـداكَ مُرتَقِياً
إِلـى المَعـالي فَضـَلَّ الفِكرُ بَينَهُما
وَلَســتُ أُعطــي مُلـوكَ الأَرضِ سـُؤلَهُمُ
بِــأَن أَقــولَ هُـمُ أَرضٌ وَأَنـتَ سـَما
لَقَـد غَـدا بِـكَ هَـذا الدَهرُ مُحتَلِياً
فَعــادَ بَعــدَ عُلُـوِّ السـِنِّ مُحتَلِمـا
وَلَـم نَخَـل أَنَّنـا فيمـا نَعيـشُ نَرى
قَبـلَ الحِمـامِ دَواءً يُـذهِبُ الهَرَمـا
رَأيٌ وَعَــزمٌ مَضــى حَــدّاهُما فَنَبـا
حَـدُّ الخُطـوبِ الَّـتي قارَعتَهـا بِهِما
أَنـتَ الحُسـامُ الَّذي ما سُلَّ يَومَ وَغىً
إِلّا أَتــاحَ حِمامــاً أَو أَبـاحَ حِمـا
وَمــا تَمَيَّــزَ مُـذ أَصـبَحتَ تَكلَؤُنـا
مَـن يَسـكُنُ الشامَ مِمَّن يَسكُنُ الحَرَما
وَهَــل تَــرى غَيِــرَ الأَيّـامِ عادِيَـةً
وَقَـد رَأَتـكَ مِـنَ العـادينَ مُنتَقِمـا
أَم هَـل يُـرَوَّعُ بِالإِرجـافِ مَـن جَمَعَـت
جُيوشـُهُ العَـرَبَ العَربـاءَ وَالعَجَمـا
وَكَيـــفَ تَطمَــحُ أَبصــارٌ مُــذَلِّلُها
وافٍ إِذا قــالَ مَنصــورٌ إِذا عَزَمـا
أَم كَيـفَ يَخشـى جُموعَ المُفسِدينَ وَقَد
فَـلَّ الصـَوارِمَ سـَيفٌ قَـطُّ مـا كَهِمـا
رَأَوا لَيــالِيَهُم لَمّــا عَفـا زُهُـراً
وَلَــو سـَطا لَـرَأَوا أَيّـامَهُم سـُحُما
كَــذَّبتَ آمــالَهُم عِـزّاً أَوانَ عَتَـوا
فَمُــذ عَنَـوا طاعَـةً صـَدَّقتَها كَرَمـا
مَـواهِبٌ صـَوبُها يُحيـي العُفـاةَ وَفي
أَثنائِهــا ســَطَواتٌ تَقتُـلُ البُهَمـا
وَمُقرَبــاتٌ إِذا أَمَّــت دِيــارَ عِـدىً
جَعَلــنَ كُــلَّ بَعيــدٍ نــازِحٍ أَمَمـا
تُخــافُ وَهــيَ عَلــى الآرِيِّ صــافِنَةٌ
فَمـا يَظُنّـونَ إِن أَعضَضـتَها اللُجُمـا
يَجنــي قَنـاكَ وَلَـم يَـبرَح مَراكِـزَهُ
عَلـى الطُغاةِ كَما يَجني إِذا اِنحَطَما
وَكَــم أَصــَبتَ بِســَهمٍ فـي كِنـانَتِهِ
قَلـبَ العَـدُوِّ الَّـذي أَخطاكَ حينَ رَما
وَمُـذ فَشا خَبَرُ التَبريزِ ما اِجتَمَعوا
فَهَـل ضـَرَبتَ طُلـىً بِالقـاعِ أَو خِيَما
وَلَو رُموا بِكَ في الهَيجاءَ لَم يَجِدوا
إِلّا إِلــى ظِلِّــكَ المَمـدودِ مُنهَزَمـا
إِذا أَذَمّــوا لِمَــن تُخشـى بَـوائِقُهُ
حَكَمـتَ مُقتَـدِراً أَن يَخفِـروا الذِمَما
وَمَــن نَبَــذتَ إِلَيــهِ ذِكـرَ مَوجِـدَةٍ
فَقَــد جَعَلــتَ إِلَيـهِ لِلـرَدى لَقَمـا
وَمَــن بَســَطتَ عَلَيـهِ لِلوَعيـدِ يَـداً
كَمَــن ســَلَلتَ عَلَيـهِ صـارِماً خَـذِما
هَــذا هُـوَ العِـزُّ مَرئِيّـاً وَمُختَبَـراً
لا مـا يُخَبِّـرُ عَنـهُ زَعـمُ مَـن زَعَمـا
وَقَـد غَمَـرتَ اِبـنَ حَسـّانٍ بِفَيـضِ نَدىً
مـا شـَكَّ فـي الفَوزِ راجيهِ وَلا وَهِما
أَجـابَ مِـن قَبـلِ أَن يُـدعى بِتَلبِيَـةٍ
وَلَــو سـِواكَ دَعـاهُ أَظهَـرَ الصـَمَما
وَلا اِعتِــدادَ بِهَــذا طالَمـا خَطَمَـت
لَـكَ المَهابَـةُ أَنفـاً قَـطُّ مـا خُطِما
وَكَـم خَلَفـتَ الحَيـا أَوقـاتَ غَيبَتِـهِ
عَـن ذي البِلادِ وَلَـم يَخلُفكَ حينَ هَما
أَمَّنــتَ قُطّانَهــا لا زِلــتَ مُـؤمِنَهُم
مِـن أَن يُعـاوِدَهُم داءٌ بِـكَ اِنحَسـَما
وَأَمحَلـوا فَأَمـاتَ المَحـلَ صـَوبُ يَـدٍ
أَنشـَأتَ فـي الأَرضِ مِـن آلائِهـا دِيَما
فَكُــلُّ ســَيفٍ تُزيـلُ الخَـوفَ شـَفرَتُهُ
فِـداءُ سـَيفٍ يُزيـلُ الخَـوفَ وَالعَدَما
إِذا رَأى مَــذهَباً لِلَّــهِ فيـهِ رِضـىً
وَدونَـهُ النارُ أَو حَدُّ الظُبى اِقتَحَما
وَكَــم تَعَــرَّضَ فــي أَبهــى مَلابِسـِهِ
لِعَينِــهِ الإِثـمُ مُختـالاً فَمـا أَثِمـا
لَـو كُنـتَ تُجـزى بِأَدنى ما مَنَنتَ بِهِ
لَأَوطَــأوا خَيلَـكَ الأَبصـارَ وَالقِمَمـا
وَقَبَّلــوا كُــلَّ نَهــجٍ ظَلـتَ تَسـلُكُهُ
حَتّـى يَصـيرَ ثَـراهُ فـي الشِفاهِ لَما
يـا اِبـنَ الخَضارِمِ أَمّا سَيلُهُم فَطَفا
عَلـى الكِـرامِ وَأَمّـا بَحرُهُـم فَطَمـا
طـالوا وَصـالوا بِأَيـدٍ تَسـتَهِلُّ نَدىً
عَلــى الـوَرى وَسـُيوفٍ تَسـتَهِلُّ دَمـا
فَتــاهُمُ بِــالتُقى وَالحِلــمِ مُـدَّرِعٌ
وَشـَيخُهُم مِـن لِبـانِ الحَربِ ما فُطِما
أَبَـوا فَمـا نَزَلـوا عَن مَنزِلٍ نَزَلوا
خَوفـاً وَلا طَعَنـوا في الرَوعِ مُنهَزِما
وَإِن كَفَتــكَ صـِفاتُ الـذاهِبينَ عُلـىً
أَغنـاكَ حادِثُهـا عَـن ذِكـرِ ما قَدُما
لَسـتَ المُحيـلَ إِذا مـا طُلتَ مُفتَخِراً
عَلــى فَضـائِلِ قَـومٍ أَصـبَحوا رَمِمـا
بَـل أَنـتَ أَوفَرُ مَن تَمشي الجِيادُ بِهِ
قِسـماً إِذا ظَـلَّ حُسـنُ الذِكرِ مُنقَسِما
وَهـيَ المَحامِـدُ أَبقَـت خـامِلاً أَبَـداً
مَـن لَـم تَسـِم وَسـَما مَلكٌ بِها وُسِما
لَقَــد حَمَلـتَ مِـنَ الأَعبـاءِ مُضـطَلِعاً
مــا لَـو أَلَـمَّ بِطَـودٍ شـامِخٍ أَلِمـا
حَتّــى عَلَــوتَ بِأَفعـالٍ أَمِنـتَ بِهـا
مِـن أَن يَقـولَ حَسـودٌ حـافَ مَن قَسَما
يـا ناصـِرَ الدَولَـةِ المُنسي بِسيرَتِهِ
مَـن عَزَّ في الزَمَنِ الخالي وَمَن كَرُما
أَودَعـتَ غـابِرَ هَـذا الدَهرِ فَاِبقَ لَهُ
مِـنَ المَحاسـِنِ مـا لَم يودِعِ القُدَما
مَنـاقِبٌ لَـم يَفُـز غَيـرُ الحُسَينِ بِها
حَتّـى لَخِلنـاكَ قَـد سـاهَمتَهُ الشِيَما
تَشــابَهَت فَهَــلِ الروحــانِ واحِـدَةٌ
فـي حَوزِ ذا الفَضلِ أَم أَعدَيتَهُ هِمَما
إِنَّ الإِمــامَ الَّــذي أَقـوالُهُ جَمَعَـت
فَصـلَ الخِطـابِ وَعَنهـا تَأخُذُ الحُكَما
أَبــدَت عِبــارَتُهُ مَعنــى إِرادَتِــهِ
وَفــي إِشــارَتِهِ مَعنـىً لِمَـن فَهِمـا
لَـو لَـم يَطُـل شـَرَفاً أَبنـاءَ دَولَتِهِ
لَمـا دَعـاهُ لَهـا مِـن دونِهِـم عَلَما
غَيـرانُ مـا جـارُهُ الأَقصـى بِمُهتَضـَمٍ
يَومـاً وَلَـو أَنَّ جارَ الفَرقَدِ اِهتُضِما
يُعطـي الأُلـوفَ وَيَلقـى مِثـلَ عِـدَّتِها
مِـنَ الفَـوارِسِ فـي الهَيجاءِ مُبتَسِما
كَـم قـالَ رائيـهِ في حَربٍ وَبَذلِ لُهىً
لَـن تُنبِـتَ الـذُلَّ أَرضٌ تُنبِتُ الكَرَما
إِن حَـلَّ بِالوَهـدِ كـانَ الأُفعُوانَ وَإِن
طَـلَّ الـرَبيئَةَ كـانَ الأَجـدَلَ القَطِما
وَلِلثَنـــا نَغَمــاتٌ فــي مَســامِعِهِ
لِأَجلِهــا هَجَــرَ الأَوتــارَ وَالنَغَمـا
كَفــاكَ كُــلَّ مُلِــمٍّ فيــكَ نَحــذَرُهُ
رَبٌّ جَلا بِـكَ عَـن ذا العـالَمِ الغُمَما
وَاللَــهُ يَحـرُسُ نَجمَـي سـُؤدُدٍ طَلَعـا
فينـا فَطَبَّـقَ أُفـقَ المَجـدِ نورُهُمـا
أَمّــا مَـداكَ فَمـا حـازا وَلا عَـدَلا
وَأَشــبَهاكَ فَمــا جــارا وَلا ظَلَمـا
وَكُـــلُّ عَصـــرِكَ أَعيـــادٌ مُجَــدَّدَةٌ
فَمـا نُبالي مَضى ذا العيدُ أَم قَدِما
فَلا خَبــا ضـَوءُ نـارٍ يَستَضـيءُ بِهـا
مَـنِ اِسـتَجارَ وَيَصـلاها مَـنِ اِجتَرَمـا
وَلا أُديلَـت صـُروفُ الـدَهرِ مِـن مَلِـكٍ
نَظُــنُّ يَقظَتَنــا فــي ظِلِّــهِ حُلُمـا
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.