
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَيُّـوا أُمَامَـةَ وَاذْكُـرُوا عَهْـداً مَضَى
قَبْـلَ التَّصـَدُّعِ مِـنْ شـَمَالِيلِ النَّـوَى
قَــالَتْ بَلِيـتَ فَمَـا نَـرَاكَ كَعَهْـدِنَا
لَيْـتَ الْعُهُـودَ تَجَـدَّدَتْ بَعْـدَ الْبِلَـى
أَأُمَـــامُ غَيَّرَنِــي وَأَنْــتِ غَرِيــرَةٌ
حَاجَـــاتُ ذِي أَرَبٍ وَهَـــمٌّ كَــالْجَوَى
قَـالَتْ أُمَامَـةُ مَـا لِجَهْلِـكَ مَـا لَـهُ
كَيْـفَ الصـَّبَابَةُ بَعْـدَ مَا ذَهَبَ الصِّبَا
وَرَأَتْ أُمَامَــةُ فِـي الْعِظَـامِ تَحَنِّيـاً
بَعْـدَ اسـْتِقَامَتِهَا وَقَصـْراً فِي الْخُطَا
وَرَأَتْ بِلِحْيَتِـــهِ خِضـــَاباً رَاعَهَــا
وَالْوَيْـلُ لِلْفَتَيَـاتِ مِـنْ خَضـْبِ اللِّحَى
وَتَقُــولُ إِنِّــي قَــدْ لَقِيــتُ بَلِيَّـةً
مِـنْ مَسـْحِ عَيْنِـكَ مَـا يَزَالُ بِهَا قَذَى
لَـوْلَا ابْـنُ عَائِشـَةَ الْمُبَـارَكُ سـَيْبُهُ
أَبْكَــى بَنِــيَّ وَأُمَّهُـمْ طُـولُ الطَّـوَى
إِنَّ الرُّصـــَافَةَ مَنْـــزِلٌ لِخَلِيفَـــةٍ
جَمَـعَ الْمَكَـارِمَ وَالْعَـزَائِمَ وَالتُّقَـى
مَــا كَـانَ جُـرَّبَ عِنْـدَ مَـدِّ حِبَـالِكُمْ
ضـَعْفُ الْمُتُـونِ وَلَا انْفِصَامٌ فِي الْعُرَى
مَــا إِنْ تَرَكْــتَ مِــنَ الْبِلَادِ مَضـِلَّةً
إِلَّا رَفَعْــتَ بِهَــا مَنَــاراً لِلْهُــدَى
أُعْطِيــتَ عَافِيَــةً وَنَصــْراً عَــاجِلاً
آمِيــنَ ثُــمَّ وُقِيـتَ أَسـْبَابَ الـرَّدَى
أَلْحَمْـــدُ لِلَّـــهِ الَّــذِي أَعْطَــاكُمُ
حُسـْنَ الصـَّنَائِعِ وَالدَّسـَائِعِ وَالْعُلَـى
يَـا ابْـنَ الْخَضـَارِمِ لَا يَعِيـبُ جُبَاكُمُ
صـِغَرُ الْحِيَـاضِ وَلَا غَـوَائِلُ فِي الْجَبَا
لَا تَجْفُـــوَنَّ بَنِـــي تَمِيــمٍ إِنَّهُــمْ
تَـابُوا النَّصُوحَ وَرَاجَعُوا حُسْنَ الْهُدَى
مَــنْ كَـانَ يَمْـرَضُ قَلْبُـهُ مِـنْ رِيبَـةٍ
خَـافُوا عِقَابَـكَ وَانْتَهَـى أَهلُ النُهى
وَاذْكُــرْ قَرَابَــةَ قَـوْمِ بَـرَّةَ مِنْكُـمُ
فَــالرِّحْمُ طَالِبَــةٌ وَتَرْضـَى بِالرِّضـَا
سَوَّســـْتَ مُجْتَمَــعَ الْأَبَاطِــحِ كُلِّهَــا
وَنَزَلْـتَ مِـنْ جَبَلَـيْ قُرَيْـشٍ فِي الذُّرَى
أَخَــذُوا وَثَــائِقَ أَمْرِهِــمْ بِعَـزَائِمٍ
لِلْعَــالَمِينَ وَلَا تَــرَى أَمْــراً سـُدَى
يَـا ابْـنَ الْحُمَـاةِ فَمَا يُرَامُ حِمَاهُمُ
وَالســَّابِقِينَ بِكُــلِّ حَمْــدٍ يُشــْتَرَى
مَــا زِلْــتُ مُعْتَصــِماً بِحَبْـلٍ مِنْكُـمُ
مَــنْ حَــلَّ نُجْــوَتَكُمْ بِأَسـْبَابٍ نَجَـا
وَإِذَا ذَكَرْتُكُـــمُ شـــَدَدْتُمْ قُـــوَّتِي
وَإِذَا نَزَلْــتُ بِغَيْثِكُـمْ كَـانَ الْحَيَـا
فَلَأَشــــْكُرَنَّ بَلَاءَ قَــــوْمٍ ثَبَّتُـــوا
قَصـَبَ الْجَنَـاحِ وَأَنْبَتُـوا رِيشَ الْغِنَا
مَلَكُــوا الْبِلَادَ فَســُخِّرَتْ أَنْهَارُهــا
فِــي غَيْـرِ مَظْلِمَـةٍ وَلَا تَبَـعِ الرَّيَـا
أُوتِيـتَ مِـنْ جَـذْبِ الْفُـرَاتِ جَوَارِيـاً
مِنْهَــا الْهَنِـيُّ وَسـَائِحٌ فِـي قَرْقَـرَى
وَالْمَجْــدُ لِلزَّنْــدِ الَّــذِي أَوْرَيْتُـمُ
بَحْــرٌ يَمُــدُّ عُبَــابُهُ جَـوْفَ الْقِنَـى
سِيرُوا إِلَى الْبَلَدِ الْمُبَارَكِ فَانْزِلُوا
وَخُـذُوا مَنَـازِلَكُمْ مِـنَ الْغَيْثِ الْحَيَا
ســِيرُوا إِلَـى ابْـنِ أُرُومَـةٍ عَادِيَّـةٍ
وَابْـنِ الْفُـرُوعِ يَمُـدُّهَا طِيـبُ الثَّرَى
سـِيرُوا فَقَـدْ جَـرَتِ الْأَيَامِنُ فَانْزِلُوا
بَـابَ الرُّصـَافَةِ تَحْمَـدُوا غَـبَّ السُّرَى
ســِرْنَا إِلَيْــكَ مِــنَ الْمَلَا عِيدِيَّــةً
يَخْبِطْـنَ فِـي سُرُحِ النِّعَالِ عَلَى الْوَجَى
تَـــدْمَى مَنَاســِمُهَا وَهُــنَّ نَوَاصــِلٌ
مِــنْ كُــلِّ نَاجِيَــةٍ وَنِقْــضٍ مُرْتَضـَى
كَلَّفْــتُ لَاحِقَــةَ النَّمِيــلِ خَوَامِســاً
غُبْـرَ الْمَخَـارِمِ وَهْـيَ خَاشـِعَةُ الصُّوَى
نَرْمِــي الْغُـرَابَ إِذَا رَأَى بِرِكَابِنَـا
جُلَــبَ الصــِّفَاحِ وَدَامِيَـاتٍ بِـالْكُلَى
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.