
الأبيات6
لَقَـدْ كَانَ ظَنِّي يَا ابْنَ سَعْدٍ سَعَادَةً
وَمَــا الظَّــنُّ إِلَّا مُخْطِــئٌ وَمُصـِيبُ
تَرَكْــتُ عِيَـالِي لَا فَـوَاكِهَ عِنْـدَهُمْ
وَعِنْــدَ ابْــنِ سـَعْدٍ سـُكَّرٌ وَزَبِيـبُ
تُحَنَّى الْعِظَامُ الرَّاجِفَاتُ مِنَ الْبِلَى
وَلَيْــسَ لِــدَاءِ الرُّكْبَتَيْـنِ طَبِيـبُ
كَــأَنَّ النِّسـَاءَ الْآسـِرَاتِ حَنَيْنَنِـي
عَرِيشـاً فَمَشـْيِيْ فِـي الرِّجَالِ دَبِيبُ
مَنَعْـتَ عَطَـائِي يَا ابْنَ سَعْدٍ وَإِنَّمَا
ســَبَقْتَ إِلَـيَّ الْمَـوْتَ وَهُـوَ قَرِيـبُ
فَـإِنْ تَرْجِعُـوا رِزْقِـي إِلَـيَّ فَـإِنَّهُ
مَتَــاعُ لَيَــالٍ وَالْحَيَــاةُ كَـذُوبُ
جَرِيرٌ
العصر الأمويجريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.
قصائد أخرىلجَرِيرٌ
حَيُّوا أُمَامَةَ وَاذْكُرُوا عَهْداً مَضَى
عَفَا نَهْيَا حَمَامَةَ فَالْجَوَاءُ
بَكَرَ الْأَمِيرُ لِغُرْبَةٍ وَتَنَائِي
لَقَدْ هَتَفَ الْيَوْمَ الْحَمَامُ لِيُطْرِبَا
سَئِمْتُ مِنَ الْمُوَاصَلَةِ الْعِتَابَا
بَانَ الْخَلِيطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ
عَجِبْتُ لِهَذَا الزَّائِرِ الْمُتَرَقِّبِ
أَهَاجَ الْبَرْقُ لَيْلَةَ أَذْرِعَاتٍ
أَلَا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالْجِنَابِ
هَلْ يَنْفَعَنَّكَ إِنْ جَرَّبْتَ تَجْرِيبُ
أَتَطْرَبُ حِينَ لَاحَ بِكَ الْمَشِيبُ
أَقَادَكَ بِالْمَقَادِ هَوىً عَجِيبُ
لَسْتُ بِمُعْطِي الْحُكْمَ عَنْ شَفِّ مَنْصِبٍ
إِنَّ الْفَرَزْدَقَ أَخْزَتْهُ مَثَالِبُهُ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025