
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَسـْتُ بِمُعْطِـي الْحُكْـمَ عَنْ شَفِّ مَنْصِبٍ
وَلَا عَـنْ بَنَـاتِ الْحَنْظَلِيِّيـنَ رَاغِـبُ
أَرَاهُنَّ مَاءَ الْمُزْنِ يُشْفَى بِهِ الصَّدَى
وَكَــانَتْ مِلَاحـاً غَيْرَهُـنَّ الْمَشـَارِبُ
لَقَـدْ كُنْـتَ أَهْلاً إِذْ تَسـُوقُ دِيَاتِكُمْ
إِلَــى آلِ زِيـقٍ أَنْ يَعِيبَـكَ عَـائِبُ
وَمَـا عَـدَلَتْ ذَاتُ الصـَّلِيبِ ظَعِينَـةً
عُتَيْبَـةُ وَالرِّدْفَـانِ مِنْهَـا وَحَـاجِبُ
أَلَا رُبَّمَـا لَـمْ نُعْـطِ زِيقـاً بِحُكْمِهِ
وَأَدَّى إِلَيْنَـا الْحُكْـمَ وَالْغُـلُّ لَازِبُ
حَوَيْنَـا أَبَـا زِيـقٍ وَزِيقـاً وَعَمَّـهُ
وَجَـدَّةُ زِيـقٍ قَـدْ حَوَتْهَـا الْمَقَانِبُ
أَلَـمْ تَعْرِفُـوا يَا آلَ زِيقٍ فَوَارِسِي
إِذَا اغْبَرَّ مِنْ كَرِّ الطَّرَادِ الْحَوَاجِبُ
حَـوَتْ هَانِئاً يَوْمَ الْغَبِيطَيْنِ خَيْلُنَا
وَأَدْرَكْــنَ بِســْطَاماً وَهُـنَّ شـَوَازِبُ
صــَبَحْنَاهُمُ جُــرْداً كَـأَنَّ غُبَارَهَـا
شــَآبِيبُ صــَيْفٍ يَزْدَهِيهِــنَّ حَاصـِبُ
بِكُـــلِّ رُدَيْنِــيٍّ تَطَــارَدَ مَتْنُــهُ
كَمَـا اخْتَـبَّ سـِيدٌ بِالْمَرَاضَيْنِ لَاغِبُ
جَـزَى اللَّـهُ زِيقاً وَابْنَ زِيقٍ مَلَامَةً
عَلَـى أَنَّنِـي فِـي وُدِّ شـَيْبَانَ رَاغِبُ
أَأَهْـدَيْتَ يَـا زِيـقَ بْنَ زِيقٍ غَرِيبَةً
إِلَـى شـَرِّ مَا تُهْدَى إِلَيْهِ الْغَرَائِبُ
فَأَمْثَـلُ مَـا فِـي صِهْرِكُمْ أَنَّ صِهْرَكُمْ
مُجِيـدٌ لَكُـمْ لَـيَّ الْكَتِيـفِ وَشـَاعِبُ
عَرَفْنَـاكَ مِـنْ حُـوقِ الْحِمَارِ لِزِنْيَةٍ
وَكَـانَ لِضـَمَّاتٍ مِـنَ الْقَيْـنِ غَـالِبُ
بَنِـي مَالِـكٍ أَدُّوا إِلَى الْقَيْنِ حَقَّهُ
وَلِلْقَيْـنِ حَـقٌّ فِـي الْفَـرَزْدَقِ وَاجِبُ
أَثَـائِرَةٌ حَـدْرَاءُ مَـنْ جُـرَّ بِالنَّقَّا
وَهَـلْ فِـي بَنِي حَدْرَاءَ لِلْوِتْرِ طَالِبُ
ذَكَرْتَ بَنَاتِ الشَّمْسِ وَالشَّمْسُ لَمْ تَلِدْ
وَأَيْهَـاتَ مِنْ حُوقِ الْحِمَارِ الْكَوَاكِبُ
وَلَـوْ كُنْـتَ حُـرّاً كَـانَ عَشْرٌ سِيَاقَةً
إِلَـى آلِ زِيـقٍ وَالْوَصـِيفُ الْمُقَارِبُ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.