
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـدْ هَتَـفَ الْيَـوْمَ الْحَمَامُ لِيُطْرِبَا
وَعَنَّـــى طِلَابُ الْغَانِيَــاتِ وَشــَيِّبَا
وَأَجْمَعْـنَ مِنْـكَ النَّفْرَ مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ
كَمَـا ذَعَـرَ الرَّامِـي بِفَيْحَانَ رَبْرَبَا
عَجِبْـتُ لِمَـا يَفْرِي الْهَوَى يَوْمَ مَنْعِجٍ
وَيَوْمـاً بِـأَعْلَى عَاقِـلٍ كَـانَ أَعْجَبَا
وَأَحْبَبْـتُ أَهْلَ الْغَوْرِ مِنْ حُبِّ ذِي فَناً
وَأَحْبَبْـتُ سـُلْمَانَيْنَ مِـنْ حُـبِّ زَيْنَبَا
يُحَيُّـونَ هِنْـداً وَالْحِجَابَـانِ دُونَهَـا
بِنَفْســِيَ أَهْــلٌ أَنْ تُحَيَّـا وَتُحْجَبَـا
تَـذَكَّرْتَ وَالـذِّكْرَى تَهِيجُـكَ وَاعْتَـرَى
خَيَــالٌ بِمَوْمَــاةٍ حَرَاجِيــجَ لُغَّبَـا
لَئِنْ ســَكَنَتْ تَيْــمٌ زَمَانــاً بِغِـرَّةٍ
لَقَــدْ حُـدِيَتْ تَيْـمٌ حُـدَاءً عَصَبْصـَبَا
لَقَـدْ مَـدَّنِي عَمْـروٌ وَزَيْدٌ مِنَ الثَّرَى
بِــأَكْثَرَ مِمَّـا عِنْـدَ تَيْـمٍ وَأَطْيَبَـا
إِذَا اعْتَرَكَ الْأَوْرَادُ يَا تَيْمُ لَمْ تَجِدْ
عِنَاجــاً وَلَا حَبْلاً بِــدَلْوِكَ مُكْرَبَــا
وَأَعْلَقْـتُ أَقْرَانِـي بِتَيْـمٍ لَقَدْ لَقُوا
قَطُوعــاً لِأَعْنَـاقِ الْقَـرَائِنِ مِجْـذَبَا
وَلَـوْ غَضـِبَتْ يَا تَيْمُ أَوْ زُيِّلَ الْحَصَا
عَلَيْـكَ تَمِيـمٌ لَـمْ تَجِـدْ لَـكَ مَغْضَبَا
وَمَـا تَعْرِفُـونَ الشـَّمْسَ إِلَّا لِغَيْرِكُـمْ
وَلَا مِـنْ مُنِيـرَاتِ الْكَـوَاكِبِ كَوْكَبَـا
فَــإِنَّ لَنَـا عَمْـراً وَسـَعْداً عَلَيْكُـمُ
وَقَمْقَـامَ زَيْـدٍ وَالصـَّرِيحَ الْمُهَـذَّبَا
سـَأُثْنِي عَلَـى تَيْـمٍ بِمَـا لَا يَسـُرُّهَا
إِذَا أَرْكُـبٌ وَافَـوْا بِنَعْمَـانَ أَرْكُبَا
فَإِنَّــكَ لَــوْ ضــَمَّتْكَ يَـاتَيْمُ ضـَمَّةً
مَنَـاكِبُ زَيْـدٍ لَـمْ تُـرِدْ أَنْ تَوَثَّبَـا
فَـوَدَّتْ نِسـَاءُ الـدَّارِمِيِّنَ لَـوْ تَـرَى
عُتَيْبَـةَ أَوْ عَـايَنَّ فِي الْخَيْلِ قَعْنَبَا
أَزَيْـدَ بْـنَ عَبْـدِ اللَّـهِ هَلَّا مَنَعْتُـمُ
أُمَامَــةَ يَــوْمَ الْحَـارِثِيِّ وَزَيْنَبَـا
أَخَيْلُـكَ أَمْ خَيْلِـي تَـدَارَكْنَ هَـانِئاً
يُثِـرْنَ عَجَاجـاً بِـالْغَبِيطَيْنِ أَصـْهَبَا
فَهَـلْ جَـدْعُ تَيْـمٍ لَا أَبَـا لَـكَ زَاجِرٌ
كَنَانَــةَ أَوْ نَـاهٍ زُهَيْـراً وَتَوْلَبَـا
فَلَا يَضـــْغَمَنَّ اللَّيْــثُ عُكْلاً بِغِــرَّةٍ
وَعُكْــلٌ يَشـِمُّونَ الْفَرِيـسَ الْمُنَيَّبَـا
وَأُخْبِــرْتُ تَيْمــاً نَـادِمِينَ فَسـَرَّنِي
مَلَامَــةُ تَيْــمٍ أَمْرَهَــا الْمُتَعَقَّبَـا
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.