
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـانَ الْخَلِيـطُ فَمَـا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ
وَحَــذَرْتُ ذَلِـكَ مِـنْ أَمِيـرٍ مِشـْغَبِ
نَعَـبَ الْغُـرَابُ فَقُلْـتُ بَيْـنٌ عَاجِلٌ
مَـا شـِئْتَ إِذْ ظَعَنُوا لِبَيْنٍ فَانْعَبِ
إِنَّ الْغَـوَانِي قَـدْ قَطَعْـنَ مَـوَدَّتِي
بَعْـدَ الْهَـوَى وَمَنَعْنَ صَفْوَ الْمَشْرَبِ
وَإِذَا وَعَــدْنَكَ نَــائِلاً أَخْلَفْنَــهُ
وَجَعَلْـنَ ذَلِـكَ مِثْـلَ بَـرْقِ الْخُلَّـبِ
يُبْـدِينَ مِـنْ خَلَلِ الْحِجَالِ سَوَالِفاً
بِيضـاً تُزَيَّـنُ بِالْجَمَـالِ الْمُـذْهَبِ
أَعْنَـاقَ عَاطِيَـةِ الْغُصـُونِ جَـوَازِئٍ
يَبْحَثْــنَ بِـالْأَدَمَى عُـرُوقَ الْحُلَّـبِ
عَبَّــاسُ قَــدْ عَلِمَـتْ مَعَـدٌّ أَنَّكُـمْ
شــَرَفٌ لَهَــا وَقَـدِيمُ عِـزٍّ مُصـْعَبِ
وَإِذَا الْقُـرُومُ تَخَـاطَرَتْ فِي مَوْطِنٍ
عَـرَفَ الْقُـرُومُ لِقَرْمِـكَ الْمُتَنَجَّـبِ
قَـوْمٌ رِبَـاطُ بَنَـاتِ أَعْـوَجَ فِيهِـمُ
مِــنْ كُــلِّ مُقْرَبَـةٍ وَطِـرْفٍ مُقْـرَبِ
يَـا رُبَّمَـا قُـذِفَ الْعَـدُوُّ بِعَـارِضٍ
فَخْـمِ الْكَتَـائِبِ مُسـْتَحِيرِ الْكَوْكَبِ
وَإِذَا الْمُجَـاوِرُ خَـافَ مِنْ أَزَمَاتِهِ
كَرْبــاً وَحَـلَّ إِلَيْكُـمُ لَـمْ يَكْـرَبِ
فَانْفَـحْ لَنَـا بِسـِجَالِ فَضـْلٍ مِنْكُمُ
وَاسـْمَعْ ثَنَـائِي فِـي تَلَاقِي الْأَرْكُبِ
آبَـاؤُكَ الْمُتَخَيَّـرُونَ أُولُو النُّهَى
رَفَعُوا بِنَاءَكَ فِي الْيَفَاعِ الْمَرْقَبِ
تَنْــدَى أَكُفُّهُــمُ بِخَيْــرٍ فَاضــِلٍ
قِــدْماً إِذَا يَبِسـَتْ أَكُـفُّ الْخُيَّـبِ
زَيْـنُ الْمَنَـابِرِ حِينَ تَعْلُو مِنْبَراً
وَإِذَا رَكِبْـتَ فَـأَنْتَ زَيْـنُ الْمَوْكِبِ
وَحَمَيْتَنَــا وَكَفَيْــتَ كُـلَّ حَقِيقَـةٍ
وَالْخَيْـلُ فِـي رَهَجِ الْغُبَارِ الْأَصْهَبِ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.