
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الْفَـــرَزْدَقَ أَخْزَتْــهُ مَثَــالِبُهُ
عَبْـدُ النَّهَـارِ وَزَانِـي اللَّيْلِ دَبَّابُ
لَا تَهْـجُ قَيْسـاً وَلَكِـنْ لَـوْ شـَكَرْتَهُمُ
إِنَّ اللَّئِيــمَ لَأَهْــلِ السـَّرْوِ عَيَّـابُ
قَيْـسُ الطِّعَـانِ فَلَا تَهْجُـو فَوَارِسـَهُمْ
لِحَــاجِبٍ وَأَبِــي الْقَعْقَـاعِ أَرْبَـابُ
هُـمُ أَطْلَقُوا بَعْدَ مَا عَضَّ الْحَدِيدُ بِهِ
عَمْـروَ بْـنَ عَمْروٍ وَبِالسَّاقَيْنِ أَنْدَابُ
أَدُّوا أُســَيْدَةَ فِــي جِلْبَـابِ أُمُّكُـمُ
غَصــْباً فَكَــانَ لَهَـا دِرْعٌ وَجِلْبَـابُ
مُجَاشــِعٌ لَا حَيَــاءٌ فِــي شـَبِيبَتِهِمْ
وَلَا يَثُــوبُ لَهُـمْ حِلْـمٌ إِذَا شـَابُوا
شــَرُّ الْقُيُـونِ حَـدِيثاً عِنْـدَ رَبَّتِـهِ
قَيْنَــا قُفَيْــرَةَ مَســْرُوحٌ وَزَعَّــابُ
لَا تَتْرُكُـوا الْحَـدَّ فِـي لَيْلَى فَكُلُّكُمُ
مِـنْ شـَأْنِ لَيْلَى وَشَأْنِ الْقَيْنِ مُرْتَابُ
فَاسـْأَلْ غَمَامَـةَ بِالْخَيْلِ الَّتِي شَهِدَتْ
كَــأَنَّهُمْ يَــوْمَ تَيْــمِ اللَّاتِ غُيَّـابُ
لَكِـنْ غَمَامَـةُ لَـوْ تَـدْعُو فَوَارِسـَنَا
يَـوْمَ الْـوَقِيطُ لَمَا وَلُّوا وَلَا هَابُوا
مُجَاشــِعٌ قَــدْ أَقَـرُّوا كُـلَّ مُخْزِيَـةٍ
لَا مَـنْ يَعِيبُـونَ لَا بَـلْ فِيهُمُ الْعَابُ
قَـالَتْ قُرَيْـشٌ وَقَـدْ أَبْلَيْتُـمُ خَـوَراً
لَيْسـَتْ لَكُـمْ يَـا بَنِي رَغْوَانَ أَلْبَابُ
هَلَّا مَنَعْتُــمْ مِــنَ السـَّعْدِيِّ جَـارَكُمُ
بِـالْعِرْقِ يَـوْمَ الْتَقَـى بَازٍ وَأَخْرَابُ
أَقْصـِرْ فَإِنَّـكَ مَـا لَمْ تُؤْنِسُوا فَزَعاً
عِنْـدَ الْمِـرَاءِ خَسـِيفُ النُّوكِ قَبْقَابُ
فَاسـْأَلْ أَقَوْمُـكَ أَمْ قَوْمِي هُمُ ضَرَبُوا
هَـامَ الْمُلُـوكِ وَأَهْـلُ الشِّرْكِ أَحْزَابُ
الضــَّارِبِينَ زُحُوفـاً يَـوْمَ ذِي نَجَـبٍ
فِيهَا الدُّرُوعُ وَفِيهَا الْبَيْضُ وَالْغَابُ
مِنَّـا عُتَيْبَـةُ فَـانْظُرْ مَـنْ تُعِـدُّ لَهُ
وَالْحَارِثَــانِ وَمِنَّـا الـرَّدْفُ عَتَّـابُ
مِنَّـا فَـوَارِسُ يَـوْمِ الصَّمْدِ كَانَ لَهُمْ
قَتْلَــى وَأَســْرَى وَأَســْلَابٌ وَأَســْلَابُ
فَاسـْأَلْ تَمِيمـاً مَنِ الْحِامُونَ ثَغْرَهُمُ
وَالْوَاجِلُـونَ إِذَا مَـا قُعْقِـعَ الْبَابُ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.