
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــلْ يَنْفَعَنَّــكَ إِنْ جَرَّبْــتَ تَجْرِيــبُ
أَمْ هَـلْ شـَبَابُكَ بَعْـدَ الشـَّيْبِ مَطْلُوبُ
أَمْ كَلَّمَتْـــكَ بِســـُلْمَانِينَ مَنْزِلَــةٌ
يَـا مَنْـزِلَ الْحَـيِّ جَادَتْـكَ الْأَهَاضـِيبُ
كَلَّفْــتُ مَــنْ حَـلَّ مَلْحُوبـاً فَكَاظِمَـةً
أَيْهَــاتَ كَاظِمَــةٌ مِنْهَــا وَمَلْحُــوبُ
قَــدْ تَيَّـمَ الْقَلْـبَ حَتَّـى زَادَهُ خَبَلاً
مَـــنْ لَا يُكَلَّــمُ إِلَّا وَهْــوَ مَحْجُــوبُ
قَـدْ كَـانَ يَشـْفِيكَ لَوْ لَمْ يَرْضَ خَازِنُهُ
رَاحٌ بِبَــرْدِ قَــرَاحِ الْمَـاءِ مَقْطُـوبُ
كَـأَنَّ فِـي الْخَـدِّ قَـرْنَ الشَّمْسِ طَالِعَةً
لَمَّـا دَنَـا مِـنْ جِمَـارِ النَّاسِ تَحْصِيبُ
تَمَّــتْ إِلَــى حَسـَبٍ مَـا فَـوْقَهُ حَسـَبٌ
مَجْــداً وَزَيَّـنَ ذَاكَ الْحُسـْنُ وَالطِّيـبُ
تَبْــدُو فَتُبْــدِي جَمَـالاً زَانَـهُ خَفَـرٌ
إِذَا تَــزَأْزَأَتِ الســُّودُ الْعَنَــاكِيبُ
هَـلْ أَنْـتَ بَـاكٍ لَنَـا أَوْ تَابِعٌ ظُعُناً
فَـالْقَلْبُ رَهْـنٌ مَـعَ الْأَظْعَـانِ مَجْنُـوبُ
أَمَـا تَرَيْنِـي وَهَـذَا الـدَّهْرُ ذُو غِيَرٍ
فِــي مَنْكِبَــيَّ وَفِـي الْأَصـْلَابِ تَحْنِيـبُ
فَقَــدْ أُمِـدُّ نِجَـادَ السـَّيْفِ مُعْتَـدِلاً
مِثْــلَ الرُّدَيْنِــيُّ هَزَّتْــهُ الْأَنَـابِيبُ
وَقَـدْ أَكُـونُ عَلَـى الْحَاجَـاتِ ذَا لَبَثٍ
وَأَحْوَذِيّــاً إِذَا انْضــَمَّ الــذَّعَالِيبُ
لَمَّـا لَحِقْنَـا بِظُعْـنِ الْحَـيِّ نَحْسـِبُهَا
نَخْلاً تَـرَاءَتْ لَنَـا الْبِيـضُ الرَّعَابِيبُ
لَمَّــا نَبَــذْنَا سـَلَاماً فِـي مُخَالَسـَةٍ
نَخْشـَى الْعُيُـونَ وَبَعْـضُ الْقَوْمِ مَرْهُوبُ
وَفِـي الْحُـدُوجِ الَّتِي قِدْماً كَلِفْتُ بِهَا
شـَخْصٌ إِلَـى النَّفْـسِ مَوْمُـوقٌ وَمَحْبُـوبُ
قَتَلْنَنَـــا بِعُيُــونٍ زَانَهَــا مَــرَضٌ
وَفِــي الْمِـرَاضِ لَنَـا شـَجْوٌ وَتَعْـذِيبُ
حَتَّــى مَتَــى أَنْـتَ مَشـْغُوفٌ بِغَانِيَـةٍ
صــَبٌّ إِلَيْهَـا طَـوَالَ الـدَّهْرِ مَكْـرُوبُ
هَــلْ يَصــْبُوَنَّ حَلِيــمٌ بَعْـدَ كَبْرَتِـهِ
أَمْســَى وَأَخْـدَانُهُ الْأَعْمَـامُ وَالشـِّيبُ
إِنَّ الْإِمَــامَ الَّــذِي تُرْجَـى نَـوَافِلُهُ
بَعْــدَ الْإِمَــامِ وَلِـيُ الْعَهْـدِ أَيُّـوبُ
مُســْتَقْبَلُ الْخَيْــرِ لَا كَـابٍ وَلَا جَحِـدٌ
بَــدْرٌ يَغُــمُّ نُجُـومَ اللَّيْـلِ مَشـْبوُبُ
قَــالَ الْبَرِيَّــةُ إِذْ أَعْطُـوكَ مُلْكَهُـمُ
ذَبِّــبْ وَفِيــكَ عَـنِ الْأَحْسـَابِ تَـذْبِيبُ
يَـــأْوِي إِلَيْــكَ فَلَا مَــنٌّ وَلَا جَحَــدٌ
مَـنْ سـَاقَهُ السـُّنَّةُ الْحَصـَّاءُ وَالذِّيبُ
مَـا كَـانَ يُلْقَـى قَدِيماً فِي مَنَازِلِكُمْ
ضـِيقٌ وَلَا فِـي عُبَـابِ الْبَحْـرِ تَنْضـِيبُ
اللَّــهُ أَعْطَــاكُمُ مِــنْ عِلْمِـهِ بِكُـمُ
حُكْمـاً وَمَـا بَعْـدَ حُكْـمِ اللَّهِ تَعْقِيبُ
أَنْــتَ الْخَلِيفَــةُ لِلرَّحْمَــنِ يَعْرِفُـهُ
أَهْـلُ الزَّبُـورِ وَفِـي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبُ
كُونُــوا كَيُوسـُفَ لَمَّـا جَـاءَ إِخْـوَتُهُ
وَاسْتَعْرَفُوا قَالَ مَا فِي الْيَوْمِ تَثْرِيبُ
اللَّـــهُ فَضـــَّلَهُ وَاللَّـــهُ وَفَّقَــهُ
تَوْفِيــقَ يُوســُفَ إِذْ وَصــَّاهُ يَعْقُـوبُ
لَمَّــا رَأَيْـتَ قُـرُومَ الْمُلْـكِ سـَامِيَةً
طَـاحَ الْخُبَيْبَـانِ وَالْمَكْـذُوبُ مَكْـذُوبُ
كَـانَتْ لَهُـمْ شـِيَعٌ طَـارَتْ بِهَـا فِتَـنٌ
كَمَـا تَطَيَّـرُ فِـي الرِّيـحِ الْيَعَاسـِيبُ
مُـدَّتْ لَهُـمْ غَايَـةٌ لَـمْ يَجْرِهَـا حَطِـمٌ
إِلَّا اســـْتَدَارَ وَعَضـــَّتْهُ الْكَلَالِيــبُ
سَوَّسـْتُمُ الْمُلْـكَ فِي الدُّنْيَا وَمَنْزِلُكُمْ
مَنَــازِلُ الْخُلْـدِ زَانَتْهَـا الْأَكَـاوِيبُ
لَمَّــا كَفَيْــتَ قُرَيْشــاً كُـلَّ مُعْضـِلَةٍ
قَـالَتْ قُرَيْـشٌ فَـدَتْكَ الْمُـرْدُ وَالشِّيبُ
إِنَّــا أَتَيْنَـاكَ نَرْجُـو مِنْـكَ نَافِلَـةً
مِـنْ رَمْـلِ يَبْرِيـنَ إِنَّ الْخَيْـرَ مَطْلُوبُ
تَخْــدِي بِنَـا نُجُـبٌ أَفْنَـى عَرَائِكَهَـا
خِمْـــسٌ وَخِمْــسٌ وَتَــأْوِيبٌ وَتَــأْوِيبُ
حَتَّـى اكْتَسـَتْ عَرَقـاً جَوْنـاً عَلَى عَرَقٍ
يُضــْحِي بِأَعْطَافِهَــا مِنْــهُ جَلَابِيــبُ
عِيدِيَّـــةٌ كَـــانَ جَــوَّابٌ تَنَجَّبَهَــا
وَابْنَــا نَعَامَــةَ وَالْمَهْـرِيُّ مَعْكُـوبُ
يَنْهَضـْنَ فِـي كُـلِّ مَخْشـِيِّ الـرَّدَى قَذَفٍ
كَمَـا تَقَـاذَفَ فِـي الْيَـمِّ الْمَرَازِيـبُ
مِــنْ كُــلِّ نَضـَّاخَةِ الـذِّفْرَى عَـذَوَّرَةٍ
فِـي مِرْفَقَيْهَـا عَـنِ الـدَّفَّيْنِ تَحْنِيـبُ
إِنْ قِيـلَ لِلرَّكْـبِ سِيرُوا وَالْمَهَا حَرِجٌ
هَــزَّت عَلَابِيَهَــا الْهُـوجُ الْهَرَاجِيـبُ
قَـالُوا الـرَّوَاحَ وَظِـلُّ الْقَوْمِ أَرْدِيَةٌ
هَــذَا عَلَــى عَجَــلٍ ســَمْكٌ وَتَطْنِيـبُ
كَيْـفَ الْمَقَـامُ بِهَـا هَيْمَـاءَ صـَادِيَةً
فِـي الْخِمْـسِ جَهْدٌ وَوِرْدِ السُّدْسِ تَنْحِيبُ
قَفْـراً تَشـَابَهُ آجَـالُ النَّعَـامِ بِهَـا
عِيــداً تَلَاقَــتْ بِـهِ قُـرَّانُ وَالنُّـوبُ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.