
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا صـَاحِبَيَّ هَـلِ الصـَّبَاحُ مُنِيـرُ
أَمْ هَــلْ لِلَـوْمِ عَـوَاذِلِي تَفْتِيـرُ
أَنَّــى تُكَلَّــفُ بِــالْغُمَيِّمِ حَاجَـةً
نَهْيَــا حَمَامَــةَ دُونَهَـا وَحَفِيـرُ
عَـادَاتُ قَلْبِـكَ حِينَ خَفَّ بِهِ الْهَوَى
لَـــوْلَا تُســَكِّنُهُ لَكَــادَ يَطِيــرُ
إِنَّ الْعَـوَاذِلَ لَـمْ يَجِـدْنَ كَوَجْدِنَا
فَلَهُـــنَّ مِنْــكَ تَعَبُّــدٌ وَزَفِيــرُ
يَنْهَيْـنَ مَـنْ عَلِـقَ الْهَوَى بِفُؤَادِهِ
حَتَّــى اســْتُبَيْنَ بِسـَمْعِهِ تَـوْقِيرُ
لَيْـتَ الزَّمَـانَ لَنَـا يَعُودُ بِيُسْرِهِ
إِنَّ الْيَسـِيرَ بِـذَا الزَّمَـانِ عَسِيرُ
يَـا قَلْبُ هَلْ لَكَ فِي الْعَزَاءِ فَإِنَّهُ
قَـدْ عِيـلَ صـَبْرُكَ وَالْكَرِيـمُ صَبُورُ
وَلَقَـدْ عَجِبْـتُ مِـنَ الْوُشَاةِ كَأَنَّهُمْ
بِـالْبُغْضِ نَحْـوَكَ وَالْعَـدَاوَةِ عُـورُ
صَانَعْتُ فِيكِ ذَوِي الْعَدَاوَةِ أَنْ يُرَى
مِنِّــي لَمَـا قَـدْ تَكْتُمُـونَ ظُهُـورُ
وَكَتَمْـتُ سـِرَّكَ فِي الْفُؤَادِ مُجَمْجِماً
إِنَّ الْكَتُـــومَ لِســـِرِّهِ لَجَــدِيرُ
فَسـَقَى دِيَـارَكِ حَيْـثُ كُنْـتِ مُجَلْجِلٌ
هَـزِجٌ يُـرِنُّ عَلَـى الـدِّيَارِ مَطِيـرُ
وَلَقَـدْ ذَكَرْتُـكِ بِالْيَمَامَـةِ ذَكْـرَةً
إِنَّ الْمُحِــبَّ لِمَــنْ يُحِــبُّ ذَكُـورُ
وَالْعِيسُ مُنْعَلَةُ السَّرِيحِ مِنَ الْوَجَا
وَكَــأَنَّهُنَّ مِــنَ الْهَــوَاجِرِ عُـورُ
يَـا بِشـْرُ حُـقَّ لِبِشـْرِكَ التَّبْشـِيرُ
هَلَّا غَضــِبْتَ لَنَــا وَأَنْــتَ أَمِيـرُ
يَـا بِشـْرُ إِنَّـكَ لَمْ تَزَلْ فِي نِعْمَةٍ
يَأْتِيــكَ مِـنْ قِبَـلِ الْإِلَـهِ بَشـِيرُ
بِشــْرٌ أَبُـو مَـرْوَانَ إِنْ عَاسـَرْتَهُ
عَســِرٌ وَعِنْــدَ يَســَارِهِ مَيْســُورُ
قَـدْ كَـانَ حَقُّـكَ أَنْ تَقُـولَ لِبَارِقٍ
يَــا آلَ بَـارِقَ فِيـمَ سـُبَّ جَرِيـرُ
إِنَّ الْكَرِيمَـةَ يَنْصُرُ الْكَرَمَ ابْنُهَا
وَابْــنُ اللَّئِيمَــةِ لِلِّئَامِ نَصـُورُ
لَا يَــدْخُلُنَّ عَلَيْــكَ إِنَّ دُخُــولَهُمْ
رِجْـــسٌ وَإِنَّ خُرُوجَهُـــمْ تَطْهِيــرُ
أَمْسـَى سـُرَاقَةَ قَـدْ عَـوَى لِشَقَائِهِ
خَطْــبٌ وَأُمِّــكَ يَـا سـُرَاقَ يَسـِيرُ
أَســُرَاقَ قَـدْ عَلِمَـتْ مَعَـدٌّ أَنَّنِـي
قِـدْماً إِذَا كُـرِهَ الْخِيَـاضُ جَسـُورُ
أَسـُرَاقَ إِنَّـكَ قَـدْ غَشـِيتَ بِبَـارِقٍ
أَمْــراً مَطَــالِعُهُ عَلَيْــكَ وُعُـورُ
يَـا آلَ بَـارِقَ لَـوْ تَقَـدَّمَ نَاصـِحٌ
لِلْبَــــارِقيِّ فَـــإِنَّهُ مَغْـــرُورُ
كَالســَّامِرِيِّ غَــدَاةَ ضـَلَّ بِقَـوْمِهِ
وَالْعِجْــلُ يُعْكَــفُ حَـوْلَهُ وَيَخُـورُ
إِنِّـي بَنَـى لِـي مَـنْ يَزِيدُ بِنَاؤُهُ
طُــولاً وَبَاعُـكَ يَـا سـُرَاقَ قَصـِيرُ
لَـوْ كُنْـتَ تَعْلَمُ مَا جَهِلْتَ فَوَارِسِي
أَيَّــامَ طِخْفَــةَ وَالـدِّمَاءُ تَمُـورُ
هَلَّا بِــذِي نَجَــبٍ عَلِمْــتَ بَلَاءَنَـا
أَوْ يَـوْمَ أَصـْعَدَ بِالنِّسـَارِ بَحِيـرُ
أَنَصـَرْتَ قَيْـنَ بَنِـي قُفَيْرَةَ مُحْلِباً
أَســُرَاقَ لَيْـسَ لِبَـارِقَ التَّخْيِيـرُ
إِنَّ الْفَـرَزْدَقَ قَـدْ أُصـِيبَ بِسـَهْمِهِ
فَضــَغَا وَأَسـْلَمَ تَغْلِـبَ الْخِنْزِيـرُ
قَـدْ كَـانَ فِـي كَلْـبٍ يُخَافُ شَذَاتُهُ
مِنِّـي وَمَـا لَقِـيَ الْغُـوَاةَ نَـذِيرُ
أَسـُرَاقَ إِنَّـكَ قَـدْ تُرِكْـتَ مُخَلَّفـاً
وَغُبَــارُ عِثْيَرِهَــا عَلَيْـكَ يَثُـورُ
وَعَلِقْــتَ فِـي مَـرَسٍ يَمُـدُّ قَرِينَـهُ
حَتَّـى الْتَـوَى بِـكَ مُحْصـَدٌ مَشـْزُورُ
لَحَصـَادُ بَـارِقَ كَـانَ أَهْـوَنَ ضَيْعَةً
وَالْمِخْلَبَــانِ وَدُونَــكَ الْمَنْحُـورُ
مِـنْ مُخْـدِرٍ قَطَـعَ الطَّرِيـقَ بِلَعْلَعٍ
تَهْــوِي مَخَــالِبُهُ مَعــاً فَيَسـُورُ
تُـؤْتَى الْكِـرَامُ مُهُـورَهُنَّ سـِيَاقَةً
وَنِســَاءُ بَـارِقَ مَـا لَهُـنَّ مُهُـورُ
إِنَّ الْمَلَامَـةَ وَالْمَذَلَّـةَ فَـاعْلَمُوا
قَــــدَرٌ لِأَوَّلِ بَـــارِقٍ مَقْـــدُورُ
أَكَسـَحْتَ بِاسـْتِكَ لِلْفَخَـارِ وَبَـارِقٌ
شــَيْخَانِ أَعْمَــى مُقْعَــدٌ وَفَقِيـرُ
وَإِذَا انْتَسـَبْتَ إِلَـى شَنُوءَةَ تَدَّعِي
قَـالُوا ادِّعَـاءُ أَبِـي سُرَاقَةَ زُورُ
إِنِّـي بَنَـى لِـي زَاخِـرٌ مِـنْ خِنْدِفٍ
لِلْمُلْــكِ فِيــهِ مَنَــابِرٌ وَسـَرِيرُ
أَسـُرَاقَ إِنَّـكَ لَـوْ تُفَاضـِلُ خِنْدِفاً
بَثَقَـتْ عَلَيْـكَ مِـنَ الْفُـرَاتِ بُحُورُ
أَســُرَاقَ إِنَّــكَ لَا نِـزَاراً نِلْتُـمُ
وَالْحَــيُّ مِـنْ يَمَـنٍ عَلَيْـكَ نَصـِيرُ
أَسـُرَاقَ إِنَّ لَنَـا الْعِـرَاقَ وَنَجْدَهُ
وَالْغَـوْرَ وَيْـلَ أَبِيـكَ حِيـنَ نَغُورُ
أَرَْجَـا سـُرَاقَةُ أَنْ يُفَاضـِلَ خِنْدِفاً
وَأَبُـو سـُرَاقَةَ فِـي الْحَصَى مَكْثُورُ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.