
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَوَاصــِلٌ أَنْــتَ أُمَّ الْعَمْــرِو أَمْ تَـدَعُ
أَمْ تَقْطَـعُ الْحَبْـلَ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا قَطَعُوا
تَمَّــتْ جَمَــالاً وَدِينــاً لَيْـسَ يَقْرَبُهَـا
قَــسُّ النَّصـَارَى وَلَا مِـنْ هَمِّهَـا الْبِيَـعُ
مَــنْ زَائِرٌ زَارَ لَــمْ تَرْجِــعْ تَحِيَّتُــهُ
مَـاذَا الَّـذِي ضـَرَّهُمْ لَـوْ أَنَّهُـمْ رَجَعُوا
حَلَّأْتِ ذَا غُلَّـــةٍ هَيْمَـــانَ عَــنْ شــِرَعٍ
لَـوْ شـِئْتِ رَوَّى غَلِيـلَ الْهَـائِمِ الشـَّرَعُ
مَـــا رَدُّكُــمْ ذَا لُبَانَــاتٍ بِحَــاجَتِهِ
قَــدْ فَــاتَ يَــوْمَئِذٍ مِـنْ نَفْسـِهِ قِطَـعُ
بَـلْ حَاجَـةٌ لَـكَ فِـي الْحَيِّ الَّذِينَ غَدَوْا
مَرُّوا عَلَى السِّرْوِ ذِي الْأَغْيَالِ فَاجْتَزَعُوا
حَلُّـوا الْأَجَـارِعَ مِـنْ نَجْـدٍ وَمَـا نَزَلُوا
أَرْضـاً بِهَـا يَنْبُـتُ النَّيْتُـونُ وَالسـَّلَعُ
بَاعَــدْتِ بِالْوَصــْلِ إِلَّا أَنْ يُجَــرَّ لَنَـا
حَبْـــلُ الشــَّمُوسِ فَلَا يَــأْسٌ وَلَا طَمَــعُ
لَا لَــوْمَ إِذْ لَــجَّ فِـي مَنْـعٍ أَقَارِبُهَـا
إِنَّ الْفُـؤَادَ مَـعَ الشـَّيْءِ الَّـذِي مَنَعُوا
مَــاذَا تَــذَكُّرُ وَصـْلٍ لَـمْ يَكُـنْ صـَدَداً
أَمْ مَـا زِيَـارَةُ رَكْـبٍ قَـلَّ مَـا هَجَعُـوا
قَرَّبْــتُ وَجْنَــاءَ لَـمْ يَعْقِـدْ حَوَالِبَهَـا
طَــيُّ الصـِّدَارِ وَلَـمْ يُرْشـَحْ لَهَـا رُبَـعُ
كَأَنَّهَـــا قَـــارِحٌ طَـــارَتْ عَقِيقَتُــهُ
يَرْعَــى الســَّمَاوَةَ أَوْ طَـاوٍ بِـهِ سـَفَعُ
كَــانَ الَّــذِينَ هَجَــوْنِي مِـنْ ضـَلَالَتِهِمْ
مِثْــلَ الْفِـرَاشِ وَحَـرِّ النَّـارِ إِذْ يَقَـعُ
أَصــْبَحْتُ عِنْــدَ وُلَاةِ النَّــاسِ أَثْبَتَهُـمْ
فُلْجــاً وَأَبْعَــدَهُمْ غَلْـواً إِذَا نَزَعُـوا
لَــوْلَا الْخَلِيفَــةُ وَالْقُــرْآنُ نَقْــرَؤُهُ
مَــا قَــامَ لِلنَّــاسِ أَحْكَـامٌ وَلَا جُمَـعُ
أَنْــتَ الْأَمِيــنُ أَمِيــنُ اللَّـهِ لَا سـَرِفٌ
فِيمَــــا وَلِيــــتَ وَلَا هَيَّابَـــةٌ وَرَعُ
مِثْــلُ الْمُهَنَّــدِ لَــمْ تُبْهَـرْ ضـَرِيبَتُهُ
لَــمْ يَغْــشَ غَرْبَيْــهِ تَفْلِيـلٌ وَلَا طَبَـعُ
وَارِي الزِّنَـادِ مِـنَ الْأَعْيَـاصِ فِـي مَهَـلٍ
فَالْعَــالَمُونَ لِمَــا يَقْضــِي بِـهِ تَبَـعُ
مَــا عَــدَّ قَــوْمٌ بِإِحْســَانٍ صــَنِيعَهُمُ
إِلَّا صـــَنِيعُكُمُ فَــوْقَ الَّــذِي صــَنَعُوا
أَنْــتَ الْمُبَـارَكُ يَهْـدِي اللَّـهُ شـِيعَتَهُ
إِذَا تَفَرَّقَــــتِ الْأَهْـــوَاءُ وَالشـــِّيَعُ
فَكُــلُّ أَمْــرٍ عَلَــى يُمْــنٍ أَمَـرْتَ بِـهِ
فِينَــا مُطَــاعٌ وَمَهْمَــا قُلْـتَ مُسـْتَمَعُ
أَدْلَيْـتُ دَلْـوِيَ فِـي الْفُـرَّاطِ فَـاغْتَرَفَتْ
فِـي الْمَـاءِ فَضـْلٌ وَفِـي الْأَعْطَـانِ مُتَّسَعُ
إِنِّـــي ســَيَأْتِيكُمُ وَالــدَّارُ نَازِحَــةٌ
شـُكْرِي وَحُسـْنُ ثَنَـاءِ الْوَفْـدِ إِنْ رَجَعُوا
يَــا آلَ مَــرْوَانَ إِنَّ اللَّــهَ فَضــَّلَكُمْ
فَضـْلاً عَظِيمـاً عَلَـى مَـنْ دِينُـهُ الْبِـدَعُ
الْجَـــامِعِينَ إِذَا مَــا عُــدَّ ســَعْيُهُمُ
جَمْـعَ الْكِـرَامِ وَلَا يُرْعُـونَ مَـا جَمَعُـوا
تَلْقَـى الرِّجَـالَ إِذَا مَـا خِيـفَ صـَوْلَتُهُ
يَمْشــُونَ هَوْنــاً وَفِـي أَعْنَـاقِهِمْ خَضـَعُ
فَــإِنْ عَفَــوْتَ فَضــَلْتَ النَّـاسَ عَافِيَـةً
وَإِنْ وَقَعْــتَ فَمَــا وَقْــعٌ كَمَــا تَقَـعُ
مَـا كَـانَ دُونَـكَ مِـنْ مَقْضـىً لِحَاجَتِنَـا
وَلَا وَرَاءَكَ لِلْحَاجَــــــاتِ مُطَّلَــــــعُ
إِنَّ الْبَرِيَّــةَ تَرْضــَى مَـا رَضـِيتَ لَهَـا
إِنْ سِرْتَ سَارُوا وَإِنْ قُلْتَ ارْبَعُوا رَبَعُوا
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.