
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعَمَّـدتُ قَتلـي فـي الهَـوى وَتَعَمَّـدا
فَمـا أَثِمَـت عَينـي وَلا لَحظُـهُ اِعتَدى
كِلانــا لَــهُ عُـذرٌ فَعُـذري شـَبيبَتي
وَعُــذرُكَ أَنّــي هِجـتُ سـَيفاً مُجَـرَّدا
هَوينـا فَمـا هُنّـا كَمـا هانَ غَيرُنا
وَلَكِنَّنــا زِدنـا مَـعَ الحُـبِّ سـُؤدُدا
وَمـا حَكَمَـت أَشـواقُنا فـي نُفوسـِنا
بِأَيسـَرَ مِـن حُكـمِ السـَماحَةِ وَالنَدى
نُفــوسٌ لَهـا بَيـنَ الجُنـوبِ مَنـازِلٌ
بَناها التُقى وَاِختارَها الحُبُّ مَعبَدا
وَفَتّانَـةٍ أَوحـى إِلـى القَلـبِ لَحظُها
فَـراحَ عَلـى الإيمانِ بِالوَحيِ وَاِغتَدى
تَيَمَّمتُهــا وَاللَيـلُ فـي غَيـرِ زَيِّـهِ
وَحاسـِدُها فـي الأُفقِ يُغري بِيَ العِدا
سـَرَيتُ وَلَـم أَحـذَر وَكـانوا بِمَرصـَدٍ
وَهَـل حَـذِرَت قَبلـي الكَـواكِبُ رُصـَّدا
فَلَمّـا رَأَونـي أَبصَروا المَوتَ مُقبِلاً
وَمــا أَبصــَروا إِلّا قَضــاءً تَجَسـَّدا
فَقـالَ كَـبيرُ القَـومِ قَد ساءَ فَألُنا
فَإِنّــا نَــرى حَتفـاً بِحَتـفٍ تَقَلَّـدا
فَلَيــسَ لَنــا إِلّا اِتِّقــاءُ ســَبيلِهِ
وَإِلّا أَعَـــلَّ الســَيفَ مِنّــا وَأَورَدا
فَغَطّـوا جَميعـاً في المَنامِ لِيَصرِفوا
شـَبا صـارِمي عَنهُـم وَقَد كانَ مُغمَدا
وَخُضــتُ بِأَحشــاءِ الجَميــعِ كَـأَنَّهُم
نِيـامٌ سـَقاهُم فـاجِئُ الرُعـبِ مُرقِدا
وَرُحـتُ إِلـى حَيثُ المُنى تَبعَثُ المُنى
وَحَيثُ حَدا بي مِن هَوى النَفسِ ما حَدا
وَحَيـثُ فَتـاةُ الخِـدرِ تَرقُـبُ زَورَتـي
وَتَســأَلُ عَنّــي كُــلَّ طَيــرٍ تَغَـرَّدا
وَتَرجـو رَجـاءَ اللِصِّ لَو أَسبَلَ الدُجى
عَلى البَدرِ سِتراً حالِكَ اللَونِ أَسوَدا
وَلَــو أَنَّهُـم قَـدّوا غَـدائِرَ فَرعِهـا
فَحـاكوا لَـهُ مِنهـا نِقاباً إِذا بَدا
فَلَمّـا رَأَتنـي مُشـرِقَ الـوَجهِ مُقبِلاً
وَلَـم تَثنِنـي عَن مَوعِدي خَشيَةُ الرَدى
تَنـادَت وَقَـد أَعجَبتُهـا كَيـفَ فُتَّهُـم
وَلَــم تَتَّخِـذ إِلّا الطَريـقَ المُعَبَّـدا
فَقُلــتُ سـَلي أَحشـاءَهُم كَيـفَ رُوِّعَـت
وَأَسـيافَهُم هَـل صـافَحَت مِنهُـم يَـدا
فَقـالَت أَخافُ القَومَ وَالحِقدُ قَد بَرى
صــُدورُهُمُ أَن يَبلُغـوا مِنـكَ مَقصـِدا
فَلا تَتَّخِــذ عِنــدَ الـرَواحِ طَريقَهُـم
فَقَـد يُقنَـصُ البازي وَإِن كانَ أَصيَدا
فَقُلــتُ دَعــي مـا تَحـذَرينَ فَـإِنَّني
أُصــاحِبُ قَلبــاً بَيـنَ جَنبَـيَّ أَيِّـدا
فَمــالَت لِتُغرينـي وَمالَأَهـا الهَـوى
فَحَــدَّثتُ نَفســي وَالضــَميرُ تَـرَدَّدا
أَهُــمُّ كَمــا هَمَّــت فَــأَذكُرُ أَنَّنـي
فَتـاكَ فَيَـدعوني هُـداكَ إِلـى الهُدى
كَـذَلِكَ لَـم أَذكُـركَ وَالخَطـبُ يَلتَقـي
بِـهِ الخَطـبُ إِلّا كـانَ ذِكـرُكَ مُسـعِدا
أَميــرَ القَـوافي إِن لـي مُسـتَهامَةً
بِمَـدحٍ وَمَـن لي فيكَ أَن أَبلُغَ المَدى
أَعِرنـي لِمَـدحيكَ اليَـراعَ الَّـذي بِهِ
تَخُــطُّ وَأَقرِضـني القَريـضَ المُسـَدَّدا
وَمُــر كُــلَّ مَعنـىً فارِسـِيٍّ بِطـاعَتي
وَكُـــلَّ نُفــورٍ مِنــهُ أَن يَتَــوَدَّدا
وَهَبنِــيَ مِــن أَنـوارِ عِلمِـكَ لَمعَـةً
عَلـى ضـَوئِها أَسري وَأَقفو مَنِ اِهتَدى
وَأَربــو عَلـى ذاكَ الفَخـورِ بِقَـولِهِ
إِذا قُلـتُ شـِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدا
ســـَلَبتَ بِحــارَ الأَرضِ دُرَّ كُنوزِهــا
فَأَمسـَت بِحـارُ الشـِعرِ لِلـدُرِّ مَورِدا
وَصـَيَّرتَ مَنثـورَ الكَـواكِبَ في الدُجى
نَظيمــاً بِأَســلاكِ المَعـاني مُنَضـَّدا
وَجِئتَ بِأَبيــاتٍ مِــنَ الشـِعرِ فُصـِّلَت
إِذا مـا تَلَوهـا أُلقِـيَ الناسُ سُجَّدا
إِذا ذَكَـروا مِنـهُ النَسـيبَ رَأَيتَنـا
وَداعـي الهَـوى مِنّـا أَقـامَ وَأَقعَدا
وَإِن ذَكَـروا مِنـهُ الحَمـاسَ حَسـِبتَنا
نَـرى الصـارِمَ المَخضـوبَ خَدّاً مُوَرَّدا
وَلَــو أَنَّنـي نـافَرتُ دَهـري وَأَهلَـهُ
بِفَخـرِكَ مـا أَبقَيـتُ في الناسِ سَيِّدا
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.