
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَدَفتُ عَـنِ الأَهـواءِ وَالحُـرُّ يَصـدِفُ
وَأَنصـَفتُ مِـن نَفسـي وَذو اللُبِّ يُنصِفُ
صـَحِبتُ الهُـدى عِشـرينَ يَومـاً وَلَيلَةً
فَقَــرَّ يَقينــي بَعـدَما كـانَ يَرجُـفُ
فَرُحـتُ وَفـي نَفسـي مِـنَ اليَأسِ صارِمٌ
وَعُـدتُ وَفـي صـَدري مِـنَ الحِلمِ مُصحَفُ
وَكُنـتُ كَمـا كـانَ اِبنُ عِمرانَ ناشِئاً
وَكـانَ كَمَـن فـي سـورَةِ الكَهفِ يوصَفُ
كَــأَنَّ فُــؤادي إِبـرَةٌ قَـد تَمَغطَسـَت
بِحُبِّــكَ أَنّــى حُرِّفَــت عَنــكَ تَعطِـفُ
كَــأَنَّ يَراعــي فــي مَـديحِكَ سـاجِدٌ
مَــدامِعُهُ مِــن خَشـيَةِ اللَـهِ تَـذرِفُ
كَأَنَّـــكَ وَالآمـــالُ حَولَـــكَ حُــوَّمٌ
نَميــرٌ عَلــى عِطفَيـهِ طَيـرٌ تُرَفـرِفُ
وَأَزهَـرَ فـي طِرسـي يَراعـي وَأَنمُلـي
وَلَفظـي فَبـاتَ الطِـرسُ يَجنـي وَيَقطِفُ
وَجَمَّــعَ مِــن أَنــوارِ مَـدحِكَ طاقَـةً
يُطالِعُهــا طَــرفُ الرَبيــعِ فَيُطـرَفُ
تَهـادى بِهـا الأَرواحُ فـي كُـلِّ سُحرَةٍ
وَتَمشـي عَلـى وَجـهِ الرِيـاضِ فَتَعـرُفُ
إِمامَ الهُدى إِنّي أَرى القَومَ أَبدَعوا
لَهُـم بِـدَعاً عَنهـا الشـَريعَةُ تَعـزِفُ
رَأَوا فـي قُبـورِ المَيِّـتينَ حَيـاتَهُم
فَقـاموا إِلـى تِلـكَ القُبورِ وَطَوَّفوا
وَبــاتوا عَلَيهــا جـاثِمينَ كَـأَنَّهُم
عَلـــى صـــَنَمٍ لِلجاهِلِيَّـــةِ عُكَّــفُ
فَأَشـرِق عَلـى تِلـكَ النُفـوسِ لَعَلَّهـا
تَــرِقُّ إِذا أَشــرَقتَ فيهــا وَتَلطُـفُ
فَـأَنتَ بِهِـم كَالشـَمسِ بِـالبَحرِ إِنَّها
تَـرُدُّ الأُجـاجَ المِلـحَ عَـذباً فَيُرشـَفُ
كَـثيرُ الأَيـادي حاضـِرُ الصـَفحِ مُنصِفٌ
كَـثيرُ الأَعـادي غـائِبُ الحِقـدِ مُسعِفُ
لَـهُ كُـلَّ يَـومٍ فـي رِضـى اللَهِ مَوقِفٌ
وَفـي سـاحَةِ الإِحسـانِ وَالبِـرِّ مَوقِـفُ
تَجَلّـى جَمـالُ الـدينِ فـي نورِ وَجهِهِ
وَأَشــرَقَ فـي أَثنـاءِ بُردَيـهِ أَحنَـفُ
رَأَيتُـكَ فـي الإِفتـاءِ لا تُغضِبُ الحِجا
كَأَنَّـكَ فـي الإِفتـاءِ وَالعِلـمِ يوسـُفُ
فَـأَنتَ لَهـا إِن قامَ في الشَرقِ مُرجِفٌ
وَأَنـتَ لَهـا إِن قامَ في الغَربِ مُرجِفُ
كَمُلــتَ كَمــالاً لَــو تَنـاوَلَ كُفـرَهُ
لَأَصـــبَحَ إيمانـــاً بِـــهِ يُتَحَنَّــفُ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.