
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمَحـتُ جَلالَ العيـدِ وَالقَـومُ هُيَّـبُ
فَعَلَّمَنــي آيَ العُلا كَيــفَ تُكتَــبُ
وَمَثَّـلَ لـي عَـرشَ الخِلافَـةِ خـاطِري
فَــأَرهَبَ قَلــبي وَالجَلالَـةُ تُرهِـبُ
سـَلوا الفَلَكَ الدَوّارَ هَل لاحَ كَوكَبٌ
عَلى مِثلِ هَذا العَرشِ أَو راحَ كَوكَبُ
وَهَـل أَشـرَقَت شـَمسٌ عَلى مِثلِ ساحَةٍ
إِلـى ذَلِـكَ البَيـتِ الحَميدِيِّ تُنسَبُ
وَهَـل قَـرَّ فـي بُـرجِ السُعودِ مُتَوَّجٌ
كَمـا قَـرَّ فـي يَلديزَ ذاكَ المُعَصَّبُ
تَجَلّــى عَلـى عَـرشِ الجَلالِ وَتـاجُهُ
يَهِــشُّ وَأَعــوادُ الســَريرِ تُرَحِّـبُ
سـَما فَـوقَهُ وَالشـَرقُ جَـذلانُ شـَيِّقٌ
لِطَلعَتِــهِ وَالغَــربُ خَـذلانُ يَرقُـبُ
فَقـامَ بِـأَمرِ اللَـهِ حَتّـى تَرَعرَعَت
بِـهِ دَوحَـةُ الإِسـلامِ وَالشـِركُ مُجدِبُ
وَقَــرَّبَ بَيــنَ المَسـجِدَينِ تَقَرُّبـاً
إِلـى المَلِـكِ الأَعلى فَنِعمَ المُقَرَّبُ
وَكَم حاوَلوا في الأَرضِ إِطفاءَ نورِهِ
وَإِطفـاءُ نورِ الشَمسِ مِن ذاكَ أَقرَبُ
فَراعَهُـــمُ مِنــهُ بِجَيــشٍ مُدَجَّــجٍ
لَـهُ فـي سـَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ مَذهَبُ
يُـداني شـُخوصَ المَـوتِ حَتّى كَأَنَّما
لَـهُ بَيـنَ أَظفـارِ المَنِيَّـةِ مَطلَـبُ
إِذا ثارَ في يَومِ الوَغى مالَ مَنكِبٌ
مِـنَ الأَرضِ وَالأَطـوادِ وَاِنهالَ مَنكِبُ
لَـهُ مِن رُؤوسِ الشُمِّ في البَرِّ مَركَبٌ
وَمِن ثائِرِ الأَمواجِ في البَحرِ مَركَبُ
فِـدىً لَـكَ يـا عَبدَ الحَميدِ عِصابَةٌ
عَصـَت أَمـرَ باريهـا وَحِـزبٌ مُذَبذَبُ
مَلَكــتَ عَلَيهِــم كُــلَّ فَـجٍّ وَلُجَّـةٍ
فَلَيـسَ لَهُم في البَرِّ وَالبَحرِ مَهرَبُ
تَقـاذَفُهُم أَيـدي اللَيـالي كَأَنَّهُم
بِهـا مَثَـلٌ لِلناسِ في القَومِ يُضرَبُ
وَكَـم سـَأَلوها لَثـمَ أَذيالِكَ الَّتي
لَهـا فَـوقَ أَجـرامِ السَمَواتِ مَسحَبُ
فَمـا بَلَغـوا سـُؤلاً وَلا بَلَغوا مُنىً
كَــذَلِكَ يَشـقى الخـائِنُ المُتَقَلِّـبُ
فَيـا صاحِبَ العيدَينِ لا زِلتَ سالِماً
يُهَنّيــكَ بِالعيـدَينِ شـَرقٌ وَمَغـرِبُ
فَفـي كُـلِّ رَوضٍ مِنـكَ طيـبٌ وَنَضـرَةٌ
وَفـي كُـلِّ أَرضٍ مِنـكَ عيـدٌ وَمَـوكِبُ
أَرى مِصـرَ وَالأَنـوارُ مِنهـا مُـوَرَّدٌ
وَمِنهــا لُجَينِــيٌّ وَمِنهــا مُـذَهَّبُ
وَأَشــكالُها شــَتّى فَهَــذا مُنَظَّـمٌ
وَذَلِـــكَ مَنثـــورٌ وَذاكَ مُقَبَّـــبُ
وَبَعـضٌ تَجَلّـى فـي مَصـابيحَ زَيتُها
يُضــيءُ وَلا نــارٌ وَبَعــضٌ مُكَهـرَبُ
وَأَنظُـرُ في بُستانِها النَجمَ مُشرِقاً
فَهَـل أَنـتَ يـا بُستانُ أُفقٌ مُكَوكَبُ
وَأَسـمَعُ فـي الـدُنيا دُعاءً بِنَصرِهِ
يُــرَدِّدُهُ البَيـتُ العَـتيقُ وَيَـثرِبُ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.