
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمَحـتُ مِـن مِصرَ ذاكَ التاجَ وَالقَمَرا
فَقُلـتُ لِلشـِعرِ هَـذا يَـومُ مَـن شَعَرا
يــا دَولَــةً فَـوقَ أَعلامٍ لَهـا أَسـَدٌ
تَخشــى بَـوادِرَهُ الـدُنيا إِذا زَأَرا
بِـالأَمسِ كـانَت عَلَيـكِ الشـَمسُ ضاحِيَةً
وَاليَـومَ فَـوقَ ذُراكِ البَدرُ قَد سَفَرا
يَــؤولُ عَرشـُكِ مِـن شـَمسٍ إِلـى قَمَـرٍ
إِن غابَتِ الشَمسُ أَولَت تاجَها القَمَرا
مَــن ذا يُناويـكِ وَالأَقـدارُ جارِيَـةٌ
بِمـا تَشـائينَ وَالـدُنيا لِمَـن قَهَرا
إِذا اِبتَسـَمتِ لَنـا فَالـدَهرُ مُبتَسـِمٌ
وَإِن كَشــَرتِ لَنـا عَـن نـابِهِ كَشـَرا
لا تَعجَبَـــنَّ لِمُلـــكٍ عَــزَّ جــانِبُهُ
لَـولا التَعـاوُنُ لَـم تَنظُـر لَهُ أَثَرا
مــا ثَـلَّ رَبُّـكَ عَرشـاً بـاتَ يَحرُسـُهُ
عَـدلٌ وَلا مَـدَّ فـي سـُلطانِ مَـن غَدَرا
خَبَرتُهُـم فَرَأَيـتُ القَـومَ قَـد سَهِروا
عَلـى مَرافِقِهِـم وَالمُلـكُ قَـد سـَهِرا
تَشـاوَروا فـي أُمـورِ المُلكِ مِن مَلِكٍ
إِلـى وَزيـرٍ إِلـى مَـن يَغرِسُ الشَجَرا
وَكـانَ فارِسـُهُم فـي الحَـربِ صـاعِقَةً
وَذو السِياسـَةِ مِنهُـم طـائِراً حَـذِرا
بِــالبَرِّ صــافِنَةٌ داســَت سـَنابِكُها
مَنـاجِمَ التِـبرِ لَمّـا عـافَتِ المَدَرا
وَفــي البِحـارِ أَسـاطيلٌ إِذا غَضـِبَت
تَـرى البَراكيـنَ فيها تَقذِفُ الشَرَرا
وَهُــنَّ فـي السـِلمِ وَالأَيّـامُ باسـِمَةٌ
عَــرائِسٌ يَكتَســينَ الـدَلَّ وَالخَفَـرا
حَتّــى إِذا نَشـِبَت حَـربٌ رَأَيـتَ بِهـا
أَغـوالَ قَفـرٍ وَلَكِـن تَنهَـشُ الحَجَـرا
اليَــومَ يُشــرِقُ إِدوارٌ عَلــى أُمَـمٍ
كَأَنَّهــا البَحـرُ بِـالآذِيِّ قَـد زَخَـرا
لَـو أَمطَـرَ الغَيـثُ أَرضاً تَستَظِلُّ بِهِم
عَـدَت رُؤوسـَهُمُ عَـن وَجهِهـا المَطَـرا
اليَـومَ يَلثِـمُ تـاجُ العِـزِّ مُحتَشـِماً
رَأســاً يُــدَبِّرُ مُلكـاً يَكلَأُ البَشـَرا
يُصــَرِّفُ الأَمـرَ مِـن مِصـرٍ إِلـى عَـدَنٍ
فَالهِنـدِ فَالكـابِ حَتّى يَعبُرَ الجُزُرا
قَـد سـالَمَتهُ اللَيـالي حينَ أَعجَزَها
عَقـدٌ لِمـا حَـلَّ أَو تَقـويمُ ما أَطَرا
إِدوارُ دُمـتَ وَدامَ المُلـكُ فـي رَغَـدٍ
وَدامَ جُنــدُكَ فــي الآفـاقِ مُنتَصـِرا
حَقَنـتَ بِالصـُلحِ وَالرَأيِ السَديدِ دَماً
رَوّى الشـِعابَ وَرَوّى الصـارِمَ الذَكَرا
هُــم يَــذكُرونَكَ إِن عَـدّوا عُـدولَهُمُ
وَنَحـنُ نَـذكُرُ إِن عَـدّوا لَنـا عُمَـرا
كَأَنَّمــا أَنــتَ تَجـري فـي طَريقَتِـهِ
عَـدلاً وَحِلمـاً وَإيقاعـاً بِمَـن أَشـِرا
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.