
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَجَعـتَ يـا طَيـرُ وَلَـم أَهجَـعِ
مــا أَنــتَ إِلّا عاشـِقٌ مُـدَّعي
لَـو كُنـتَ مِمَّن يَعرِفونَ الجَوى
قَضـَيتَ هَـذا اللَيلَ سُهداً مَعي
يـا مَن تَحامَيتُم سَبيلَ الهَوى
أُعيــذُكُم مِـن قَلَـقِ المَضـجَعِ
وَحَسـرَةٍ فـي النَفـسِ لَو قُسِّمَت
عَلـى ذَواتِ الطَـوقِ لَـم تَسجَعِ
وَيـا بَنـي الشَوقِ وَأَهلَ الأَسى
وَمَـن قَضـَوا فـي هَـذِهِ الأَربُعِ
عَلَيكُــم مِــن واجِــدٍ مُغـرَمٍ
تَحِيَّـــةُ الموجَــعِ لِلموجَــعِ
لِلَّـهِ مـا أَقسـى فُؤادَ الدُجى
عَلـى فُـؤادِ العاشـِقِ المولَعِ
هَـذا غَليـظٌ لَـم يَرُضهُ الهَوى
مـا بَيـنَ جَنبَـي أَسـوَدٍ أَسفَعِ
وَذاكَ فـي جَنبَـي فَـتىً مُـدنَفٍ
عَلـى سـِوى الرِقَّـةِ لَـم يُطبَعِ
وَأَغيَـدٍ أَسـكَنتُهُ فـي الحَشـا
وَقُلـتُ يـا نَفـسُ بِـهِ فَاِقنَعي
نِفــارُهُ أَســرَعُ مِـن خـاطِري
وَصــَدُّهُ أَقــرَبُ مِــن مَـدمَعي
وَخَـــدُّهُ لا تَنطَفـــي نــارُهُ
كَأَنَّمــا يَقبِــسُ مِـن أَضـلُعي
تَسـاءَلَت عَنّـي نُجـومُ الـدُجى
لَمّـا رَأَتنـي دانِـيَ المَصـرَعِ
قـالَت نَرى في الأَرضِ ذا لَوعَةٍ
قَـد باتَ بَينَ اليَأسِ وَالمَطمَعِ
يَئِنُّ كَــالمَفؤودِ أَو كَالَّــذي
أَصــابَهُ ســَهمٌ وَلَــم يُنـزَعِ
إِن كانَ في بَدرِ الدُجى هائِماً
أَمـا لِهَـذا البَـدرِ مِن مَطلَعِ
أَو كانَ في ظَبيِ الحِمى مُغرَماً
أَمـا لِهَـذا الظَـبيِ مِن مَرتَعِ
هَيهـاتَ يـا أَنجُـمُ أَن تَعلَمي
مُــثيرَ أَشــجاني أَو تَطمَعـي
إِنّــي لَضــَنّانٌ بِـذِكرِ اِسـمِهِ
ضـَنّي بِـوُدِّ الكـاتِبِ الأَلمَعـي
الضـارِبِ الجِزيَـةِ مُنذُ اِنتَشى
عَلـى يَـراعِ الشـاعِرِ المُبدِعِ
وَالحامِـــلِ الأَقلامَ مَشــروعَةً
كَأَنَّهـا بَعـضُ القَنـا الشـُرَّعِ
إِذا دَعـا القَـولُ أَتى طائِعاً
وَإِن دَعـاهُ العِـيُّ لَـم يَسـمَعِ
صـــَحِبتُهُ دَهــراً فَــأَلفَيتُهُ
فَـتىً كَريـمَ الأَصـلِ وَالمَنـزِعِ
مَــوَدَّةٌ كَــالخَمرِ إِن عُتِّقَــت
جـادَت وَفَضـلٌ باسـِمُ المَشـرَعِ
وَعَزمَـةٌ لَـو قُسـِّمَت في الوَرى
بـاتوا مِنَ الشِعرى عَلى مَسمَعِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.