
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَكِّــرا صــاحِبَيَّ يَـومَ الإِيـابِ
وَقِفـا بـي بِعَيـنِ شَمسٍ قِفا بي
إِنَّنـي وَالَّـذي يَـرى ما بِنَفسي
لَمَشــوقٌ لِظِــلِّ تِلـكَ الرِحـابِ
يـا أَميناً عَلى الحَقيقَةِ وَالإِف
تـاءِ وَالشَرعِ وَالهُدى وَالكِتابِ
أَنتَ نِعمَ الإِمامُ في مَوطِنِ الرَأ
يِ وَنِعـمَ الإِمـامُ فـي المِحرابِ
خَشـَعَ البَحـرُ إِذ رَكِبـتَ جَواري
هِ خُشـوعَ القُلـوبِ يَومَ الحِسابِ
وَبَــدا مـاؤُهُ كَخـاطِرِكَ المَـص
قـولِ أَو كَالفِرِندِ أَو كَالسَرابِ
يَتَجَلّـــى كَـــأَنَّهُ صــُحُفُ الأَب
رارِ مَنشــورَةً بِيَــومِ المَـآبِ
عَلِمَـت مَـن تُقِـلُّ فَـاِنبَعَثَت لِل
قَصـدِ مِثـلَ اِنبِعـاثِهِ لِلثَـوابِ
فَهِـيَ تَسـري كَأَنَّها دَعوَةُ المُض
طَـرِّ فـي مَسبَحِ الدُعاءِ المُجابِ
وَضــِياءُ الإِمـامِ يوضـِحُ لِلـرُب
بـانِ سُبلَ النَجاةِ فَوقَ العُبابِ
بـاتَ يُغنيـهِ عَن مُكافَحَةِ البَح
رِ وَرُقــبى النُجـومِ وَالأَقطـابِ
وَسـَرى البَـرقُ لِلجَزائِرِ بِالبُش
رى بِقُـــربِ المُطَهَّـــرِ الأَوّابِ
فَسـَعى أَهلُهـا إِلى شاطِئِ البَح
رِ وُفـوداً بِالبِشـرِ وَالتِرحـابِ
أَدرَكـوا قَـدرَ ضَيفِهِم فَأَقاموا
يَرقُبـونَ الإِمـامَ فَـوقَ السَحابِ
لَيـتَ مِصراً كَغَيرِها تَعرِفُ الفَض
لَ لِـذي الفَضلِ مِن ذَوي الأَلبابِ
إِنَّهـا لَو دَرَت مَكانَكَ في المَج
دِ وَمَرمـاكَ فـي صـُدورِ الصِعابِ
وَتَفانيـكَ فـي سـَبيلِ أَبـي حَف
صٍ وَمَسـعاكَ عِنـدَ دَفـعِ المُصابِ
لَأَظَلَّتــكَ بِـالقُلوبِ مِـنَ الشـَم
سِ وَوارَت عِـداكَ تَحـتَ التُـرابِ
أَنتَ عَلَّمتَنا الرُجوعَ إِلى الحَق
قِ وَرَدَّ الأُمــــورِ لِلأَســــبابِ
ثُـمَّ أَشـرَقتَ في المَنارِ عَلَينا
بَيـنَ نورِ الهُدى وَنورِ الصَوابِ
فَقَرَأنــا عَلــى ضـِيائِكَ فيـهِ
كَلِمــاتِ المُهَيمِــنِ الوَهّــابِ
وَسـَكَنّا إِلـى الَّـذي أَنزَلَ اللَ
هُ وَكُنّـا مِـن قَبلِهِ في اِرتِيابِ
أَيُّهَــذا الإِمـامُ أَكثَـرتَ حُسـّا
دي فَبـاتَت نُفوسُهُم في اِلتِهابِ
أَبصـَروا مَـوقِفي فَعَـزَّ عَلَيهِـم
مِنـكَ قُربـي وَمِن عُلاكَ اِنتِسابي
أَجمَعـوا أَمرَهُـم عِشاءً وَباتوا
يُسـمِعونَ الـوَرى طَنينَ الذُبابِ
وَنَسـوا رَبَّهُـم وَقـالوا ضـَمِنّا
بُعـدَهُ عَـن رِحـابِ ذاكَ الجَنابِ
قُـل لِجَمـعِ المُنـافِقينَ وَمِنهُم
خُـصَّ بِـالقَولِ عَبـدَ أُمِّ الحَبابِ
عَبـدَ تِلـكَ الَّـتي يُحَرِّمُها اللَ
هُ إِزاءَ الأَزلامِ وَالأَنصــــــابِ
إِنَّ نَفـسَ الإِمـامِ فَـوقَ مُنـاهُم
مـا تَمَنَّـوا وَإِنَّنـي غَيرُ صابي
شـابَ فيهِـم وَلاؤُهُم حينَ شابوا
وَوَلائي فــي عُنفُـوانِ الشـَبابِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.