
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعجَمِــيٌّ كــادَ يَعلــو نَجمُـهُ
فـي سـَماءِ الشِعرِ نَجمَ العَرَبي
صـافَحَ العَليـاءَ فيها وَاِلتَقى
بِــالمَعَرّي فَـوقَ هـامِ الشـُهُبِ
مـا ثُغـورُ الزَهرِ في أَكمامِها
ضــاحِكاتٍ مِــن بُكـاءِ السـُحُبِ
نَظَــمَ الوَسـمِيُّ فيهـا لُؤلُـؤاً
كَثَنايــا الغيـدِ أَو كَـالحَبَبِ
عِنـدَ مَـن يَقضـي بِأَبهى مَنظَراً
مِـن مَعـانيهِ الَّـتي تَلعَـبُ بي
بَسـَمَت لِلـذِهنِ فَاِسـتَهوَت نُهـى
مُغـــرَمِ الفَضــلِ وَصــَبِّ الأَدَبِ
وَجَلَتهـــا حِكمَـــةً بالِغَـــةً
أَعجَـزَت أَطـواقَ أَهـلِ المَغـرِبِ
سـائِلوا الطَيرَ إِذا ما هاجَكُم
شـَدوُها بَيـنَ الهَـوى وَالطَـرَبِ
هَــل تَغَنَّــت أَو أَرَنَّـت بِسـِوى
شـِعرِ هوغـو بَعـدَ عَهـدِ العَرَبِ
كانَ مُرَّ النَفسِ أَو تَرضى العُلا
تَظمَــأُ الأَفلاكُ إِن لَــم يَشـرَبِ
عـافَ فـي مَنفـاهُ أَن يَدنو بِهِ
عَفــوُ ذاكَ القـاهِرِ المُغتَصـِبِ
بَشــَّروهُ بِالتَــداني وَنَســوا
أَنَّــهُ ذاكَ العِصــامِيُّ الأَبــي
كَتَــبَ المَنفِــيُّ سـَطراً لِلَّـذي
جـاءَهُ بِـالعَفوِ فَـاِقرَأ وَاِعجَبِ
أَبَريــءٌ عَنــهُ يَعفــو مُـذنِبٌ
كَيـفَ تُسـدي العَفوَ كَفُّ المُذنِبِ
جــاءَ وَالأَحلامُ فــي أَصـفادِها
مـا لَهـا فـي سِجنِها مِن مَذهَبِ
طَبَــعَ الظُلـمُ عَلـى أَقفالِهـا
بِلَظــاهُ خاتَمــاً مِــن رَهَــبِ
أَمعَـنَ التَقليـدُ فيهـا فَغَـدَت
لا تَـــرى إِلّا بِعَيــنِ الكُتُــبِ
أَمَــرَ التَقليـدُ فيهـا وَنَهـى
بِجُيـــوشٍ مِـــن ظَلامِ الحُجُــبِ
جاءَهــا هوغــو بِعَـزمٍ دونَـهُ
عِــزَّةُ التـاجِ وَزَهـوُ المَـوكِبِ
وَاِنبَــرى يَصـدَعُ مِـن أَغلالِهـا
بِــاليَراعِ الحُــرِّ لا بِالقُضـُبِ
هـــالَهُ أَلّا يَراهـــا حُـــرَّةً
تَمتَطـي في البَحثِ مَتنَ الكَوكَبِ
ســاءَهُ أَلّا يَــرى فــي قَـومِهِ
سـيرَةَ الإِسـلامِ فـي عَهدِ النَبي
قُلـتَ عَـن نَفسـِكَ قَـولاً صـادِقاً
لَــم تَشــُبهُ شـائِباتُ الكَـذِبِ
أَنــا كَــالمَنجَمِ تِـبرٌ وَثَـرىً
فَـاِطرَحوا تُربـي وَصونوا ذَهَبي
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.