
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طُـف بِالأَريكَـةِ ذاتِ العِـزِّ وَالشانِ
وَاِقـضِ المَناسِكِ عَن قاصٍ وَعَن داني
يـا عيـدُ لَيـتَ الَّذي أَولاكَ نِعمَتَهُ
بِقُــربِ صـاحِبِ مِصـرٍ كـانَ أَولانـي
صـُغتُ القَريـضَ فَمـا غادَرتُ لُؤلُؤَةً
فـي تـاجِ كِسرى وَلا في عِقدِ بورانِ
أَغرَيـتُ بِـالغَوصِ أَقلامي فَما تَرَكَت
فـي لُجَّـةِ البَحـرِ مِـن دُرٍّ وَمَرجانِ
شـَكا عُمـانُ وَضـَجَّ الغائِصـونَ بِـهِ
عَلـى اللَآلـي وَضَجَّ الحاسِدُ الشاني
كَـم رامَ شَأوي فَلَم يُدرِك سِوى صَدَفٍ
ســـامَحتُ فيـــهِ لِنَظّــامٍ وَوَزّانِ
عـابوا سـُكوتي وَلَولاهُ لَما نَطَقوا
وَلا جَــرَت خَيلُهُـم شـَوطاً بِمَيـدانِ
وَاليَـومَ أُنشـِدُهُم شِعراً يُعيدُ لَهُم
عَهــدَ النَواسـِيِّ أَو أَيّـامَ حَسـّانِ
أَزُفُّ فيــهِ إِلـى العَبّـاسِ غانِيَـةً
عَفيفَـةَ الخِـدرِ مِـن آيـاتِ عَدنانِ
مِــنَ الأَوانِـسِ حَلّاهـا يَـراعُ فَـتىً
صـافي القَريحَـةِ صـاحٍ غَيرِ نَشوانِ
مـا ضـاقَ أَصـغَرُهُ عَـن مَـدحِ سَيِّدِهِ
وَلا اِسـتَعانَ بِمَـدحِ الراحِ وَالبانِ
وَلا اِسـتَهَلَّ بِـذِكرِ الغيـدِ مِـدحَتَهُ
فــي مَــوطِنٍ بِجَلالِ المُلـكِ رَيّـانِ
أَغلَيـتَ بِالعَـدلِ مُلكاً أَنتَ حارِسُهُ
فَأَصــبَحَت أَرضــُهُ تُشـرى بِميـزانِ
جَـرى بِها الخِصبُ حَتّى أَنبَتَت ذَهَباً
فَلَيـتَ لـي فـي ثَـراهَ نِصـفَ فَدّانِ
نَظَــرتَ لِلنيـلِ فَـاِهتَزَّت جَـوانِبُهُ
وَفـاضَ بِـالخَيرِ فـي سـَهلٍ وَوِديانِ
يَجـري عَلـى قَـدَرٍ فـي كُـلِّ مُنحَدَرٍ
لَـم يَجـفُ أَرضاً وَلَم يَعمِد لِطُغيانِ
كَــأَنَّهُ وَرِجــالُ الــرِيِّ تَحرُســُهُ
مُمَلَّــكٌ ســارَ فـي جُنـدٍ وَأَعـوانِ
قَد كانَ يَشكو ضَياعاً مُذ جَرى طَلُقاً
حَتّــى أَقَمــتَ لَـهُ خَـزّانَ أَسـوانِ
كَـم مِن يَدٍ لَكَ في القُطرَينِ صالِحَةٍ
فاضـَت عَلَينـا بِجـودٍ مِنـكَ هَتّـانِ
رَدَدتَ مـا سَلَبَت أَيدي الزَمانِ لَنا
وَمــا تَقَلَّــصَ مِــن ظِـلٍّ وَسـُلطانِ
وَمـا قَعَدتَ عَنِ السودانِ إِذ قَعَدوا
لَكِـن أَمَـرتَ فَلَبّـى الأَمـرَ جَيشـانِ
هَـذا مِـنَ الغَربِ قَد سالَت مَراكِبُهُ
وَذا مِـنَ الشـَرقِ قَد أَوفى بِطوفانِ
وَلّاكَ رَبُّــكَ مُلكــاً فــي رِعـايَتِهِ
وَمَــدَّهُ لَــكَ فــي خِصـبٍ وَعُمـرانِ
مِـن كُردُفـانَ إِلـى مِصـرٍ إِلى جَبَلٍ
عَلَيــهِ كَلَّمَـهُ موسـى بـنُ عِمـرانِ
فَكُـن بِمُلكِـكَ بَنّـاءَ الرِجـالِ وَلا
تَجعَــل بِنــاءَكَ إِلّا كُــلَّ مِعـوانِ
وَاُنظُـر إِلـى أُمَّـةٍ لَولاكَ ما طَلَبَت
حَقّــاً وَلا شــَعَرَت حُبّــاً لِأَوطــانِ
لاذَت بِســُدَّتِكَ العَليـاءِ وَاِعتَصـَمَت
وَأَخلَصــَت لَــكَ فــي ســِرٍّ وَإِعلانِ
حَســبُ الأَريكَـةِ أَنَّ اللَـهَ شـَرَّفَها
فَأَصـبَحَت بِـكَ تَسـمو فَـوقَ كيـوانِ
تـاهَت بِعَهـدِ مَليـكٍ فَـوقَ مَفرِقِـهِ
لِمُلــكِ مِصــرٍ وَلِلسـودانِ تاجـانِ
هَـذا هُـوَ المُلـكُ فَليَهنَـئ مُمَلَّكُهُ
وَذا هُـوَ الشـِعرُ فَلتُنشِدهُ أَزماني
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.