
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــالَ ســَلاهُ هَـلْ سـَلا لمَّـا رَحَـلْ
واسـْتَخْبِرَا عَمَّـا بِـهِ الـدَّهْرُ فعلْ
وَهــلْ تَخَلَّــى عَـنْ هوانـا قَلْبُـهُ
أمْ قَلْبُـهُ بـاقٍ عَلـى تِلْـكَ الجُمَلْ
تَـراهُ يـا صـاح صـَحَا عَـن الهَوَى
والصــَّبْرُ قـدْ واصـَلَهُ لمَّـا فَصـَلْ
أَمْ اسـتَجَارَ بـالنَّوى مـن الهَـوى
فَشــَفَّهُ هَــذا وهــذا لَــمْ يـزَلْ
مَـنْ ذَا أَسـَا الدَّاءَ بداءٍ فاْنَجلَى
أمْ عَالَـج الجُـرْحَ بِجُـرْحٍ فانـدملْ
هَــبْ الهَـوَى هَـوَى بـه فـي خُطَّـةٍ
كـمْ مِـنْ شـُجاعٍ بَطَـلٍ فيهـا بَطُـلَ
فَلِـمْ تَـوَخَّى البَيْـنَ يـذكى شـُعَلا
للشــَّوْق فـي أحْشـَائِهِ فَـوْقَ شـُعلْ
ولــم يكــن يَقْطَعُـه مَهْمـا وَصـَلْ
ولــم يَكُــنْ يَمْنَعُــهُ إذا ســَأل
فقلــت والعيــن تُفِيــضُ عَبْــرَةً
كَمِثْــل عَيْـنٍ ماؤُهـا قـد انهمـلْ
حَســِيُبكَ اللــه لقــد هيجْتَنِــى
بَعْـدَ مِشـيبٍ فَـوْق رَأسـِى قـد نَزَلْ
نَظمُـكَ ِلـى فـي ِسـلك حبِّيـك غـدا
مُعَلِّمِــى فـي كِـبرى نَظْـمَ الغَـزَل
ولـم أزَلْ في الرُّشدِ والتقوى معا
يُضـرَبُ بـي في ذى الأقاليم الَمثَلْ
مـا أنـا لـولاك وذا التشـيب في
فـي شـِعرى وذكـرْى رسْم دار وطَللْ
مِـنْ بَعْـدِ مَا قَد كان عِرْضِى طاهرا
لــم يَعْتَــرِضْ لـي خَطـأ ولا خَطَـل
وإننـــي فُقْــتُ الــوَرَى بِهِمَّــةٍ
حَلَّـــتْ مَحَلاَّ دونـــه حــلَّ زُحَــلْ
ونلْــتُ فــي مَعْلـوم ديِنِـي صـِحَةً
كــمَ جـدَّ فيـه طَـالبٌ فَلَـمْ يَنَـلْ
مَــاِلى نَكِــرْتُ كــلَّ مـا عَرَفتْـهُ
فاعْتَضـْتُ عَـنْ صـِحَّةِ جِسـم بالعلـلْ
كــذات حَمْـل اأسـِقَطتْ لمَّـا دَنَـا
نِفَاســُها فَضــَلَّ ســَعْيٌ واضــمحلْ
كـأنَّ أُذِنـى مـاوَعَتْ مـا قـدْ وَعتْ
أمْ جَهِـلَ الفُـؤادُ مِنِّـى مـا عَقَـلْ
كـأنني لـم أعْـرَف الـدًّنيا ولـمْ
أعْهـدْ وجـودَ السُّمِّ في جوفِ العسل
ولـــمْ أتِـــقْ بـــأنَّني مُــوَدَّعٌ
عمــا قليــلٍ أهلهــا ومُرْتَحِــلْ
ولايـــــتى لآل طــــه عِصــــْمَةٌ
تُنْعشـــُنِى بَعْــدَ عِثَــارٍ وَزَلــلْ
هَــمُ الأُولــى بهـم تجلـى ربُّنَـا
لِخَلْقِـــهِ ســـبحانه عــز وجــلْ
هــم الأولـى جَـدُّهم خيـرُ الرُّسـُل
هـم الأولـى مِلَّتهُـمْ خَيْـرُ المِلَـلْ
نَجْــلُ نــبى قـد تَـدَلَّى إذ دنـا
كقَــاب قوســين فَنِعْـمَ مَـا نَجَـل
بنــو وَصـِىِّ سـَلَّ روحَ الكُفْـر مـن
أحْشــائهِ بصــارميه حيــن ســَلْ
سـَلْ هَـلْ أتـى فيمن سواه هل أتى
أمْ حـلَّ خَلـقٌ في المعالى حَيْثُ حَلْ
قَـدْ حَـازَ غايـات العُلى حتى غَلا
قَـوْمٌ وضـَلُّوا فيـه مَرْضـىَّ السـُبُل
قـالوا هـو الله الذي يأتى كما
أخْبَرَنــا مـن الغَمـاِم فـي ظُلَـلْ
وقـدْ أتـى مِـنْ حيـث لم يحْتَسِبُوا
فيمـا مَضـَى مِـنْ منجيق في الوَهَلْ
يـا بُعْـدَ مـا تَقَوَّلـوا مِنَ الِحجَى
وقُـرْبَ مـا دانـوا بـه من الخَبَلْ
يظــن جَهْلا مَــنْ غلا أنْ قــد عَلا
وإنَّــه مــن سـَخْفِ رَأى قـد سـَفُلْ
وإنمــا النَّاصـِبُ والغَـالي مَعـاً
كلاُهمـــا بَغْيــر هَــادٍ يَســتَدِلْ
لـم يجـدوا مـن أمْـر ربِّى عاِصما
إذ تركـوا الفُلْـك ولاذُوا بالَجبَلْ
يَغْشــَاهُمُ للغــىِّ مَــوْجٌ كالظَــلْ
وكلُّهُــمْ حقًّــاً عـن السـمع عـزل
لـو أنهـم بـالثَّقَليْن استمسـكوا
إذ تَركــا خَـفَّ عليهـم مـا ثَقُـل
لكنهــــم أبُوْهُمــــا جهالـــة
فحـاد منهـم كـل حِـزْبٍ عـن ثِقـل
فــذا أبـى حُكْـمَ الكتِـابِ جُمْلـة
مُنْســَلِخاً عَــنْ طاعـة وعـن عَمَـلْ
وذا أبــى العــترةَ وَهْـوَ حَاِمـلٌ
فيمـا أتـى ظُلمـاً يخيـب من حَمَلْ
عاملـــةً ناصــبةً تَصــْلى غــداً
نـاراً لأمِّ مَـنْ ثـوى فيهـا الهُبَلْ
فُــديتَ خَيْــرَ أمَّــةٍ قَـدْ أخْرجـتْ
للنـاس تَنْفِـى الرَّيْبَ عَنَّا والخَللْ
الراكعـون السـاجدون فـي الدُّجى
والطَّيبِّــون الطَّــاِهرون والنّبُـلْ
الفــاطميُّون الصــناديد الأولـى
هُمْ مِنْ جبال الفَضْل والفخر القلل
قـد أوْرثـوا مَجْدَهم المولى الذي
مــا وضــعَتْ مِثْلاً لــه ذاتُ حَبَـلْ
مَـوًلى تَرى منه الأولى فَوقَ الثرَى
والـدِّينَ الـدُّنيا جميعـاً في رَجُلْ
الظـاهر بن الحاكم الزاكي الذي
حَكّمَـــهُ اللــه تَعَــالى فَعَــدلْ
علـــى الثــاني فــي عليــائه
علـى القمقـام والليـث والبطـل
يـا خَيْـرَ شـَمْسٍ طَلعَـتْ مـن غَربها
ومَــنْ بِــهِ بَشـَّرَنا خَيَـرُ الرُّسـلْ
ويــا أميــرَ المــؤمنين عُـدَّتي
فـي ِشـدَّتي والأمـنَ لي عند الوَجلْ
بـك اعْتَلـى فـي الأفق نَجْمٌ للهدى
ومنــك حقًّـا نـاجمُ الكُفْـر أفَـلْ
يـاِ قبْلـةَ الأرْواح يـا مـنْ نَحْوَهُ
تَـوجَّهتْ فـي الشرقِ والغَرْب القبَل
يـا أملي إذ خابَ في الناس الأمل
أجَـلْ ويـا فَـوزْي إذا جـاء الأَجَلْ
لــولاك مـا مُيِّـزْتُ عَـنْ قَـوْمٍ هُـمُ
فـي الجْهلِ كالأَنعاِم لا بل همْ أضَلْ
أنــتَ الــذي أنطَقْـتَ كـلَّ صـامت
فـي كشـَفِ سـَتْرٍ للدُّجى كان انسدلْ
حــتى بَــدَا الَحـقُّ بـوَجهٍ ضـَاحك
ولَّـى لَـهُ الَباِطـلُ ظَهْـراً وانْخَزَلْ
إنَّ الـذين انحَرَفـوا مِنْكـم إلـى
أعْـدَائِكم قـدْ خُـذِلوا فِيمـنْ خُذِل
وَبَــدلوا النِّعْمَـة كفُـرْاً وَيْلهُـمْ
وبئسَ ذَا للظَّــالمينَ مِــنْ بَــدَل
يَفــديكَ مَـوْلًى لـم يَـزَلْ آبـاؤه
ناِشـينَ فـي نُعْمـاِئكم ولـم يَـزَلْ
ولــم يَحولـوا سـَاعةً عـن طَاعـةٍ
مَحْمُـــودَةٍ لأمركــم ولــم يَحُــلْ
أَفْـدِي مَعْـداً نَجْلـكَ الطُّهـرَ الذي
بِســعّدِهِ نَبْلُــغُ غَايَــاتِ الأَمَــلْ
أبَــا تَمِيــم نَجْـم سـَعْدٍ لاحَ مـن
عَــالَم قُــدْسٍ أو هِلالٍ قَــدْ أَهـلْ
متعكـــم ربـــي بمــا أولاكــم
مِــنْ دَوْلـة تَعَبَّـدَها كـلُّ الـدّوَلْ
وخصـــكم بالصـــلوات دائبـــا
هــداه مـن زكـى وصـلى وابتهـلْ
لابــن أبــي عمـران فيكـم مِـدَحٌ
غَــرَّاءُ تَـزْرِي بـالُحليِّ وباُلحلَـلْ
والعجْـزُ والتَّقْصـيرُ قُصـْراهُ سـوى
أنَّ الــذي يَقُــوله جَهْـدُ المُقِـلْ
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.