
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَــالَ والرَّحْـلُ لِلسـُرَى مَحْمـولُ
حُـقَّ مِنْـكَ النَّـوَى وَجَـدَّ الرَّحيلُ
وَعَـدَا الهَـزلُ في القَطيعَة جدَّا
مـا كَـذا كان مِنْكَ لي المأمولُ
قُلْــتَ والقَلْــبَ حَسـْرَةَ يَتقَّلـى
وعلـى الَخـدِّ دَمْـعُ عَينـي يَسيلُ
بأبي أنتَ ما اقتضَى البَيْن إلا
قَــدَرٌ ثــم عَهْــدُكَ المُسـتَحيلُ
كـم وكـم قلـت خَلنِّي يا خليلي
مِـنْ جَفَـاءٍ مِنْـهُ الِجبـالُ تزولُ
إنمــا أمــرُه لــدَيْكَ خَفيــفٌ
وهَـوْ َثِقْـلٌ عَلـى فـؤادي ثَقيـلُ
إنَّــك السـَّالِمُ الصـَّحيحُ وإنـي
مـن غـراٍم بـكَ الوقيذُ العَليلُ
قـال قَـدْ مَـرَّ ذَا فهَلْ مِنْ مقاٍم
عِنْـدَنا قلـتُ مـا إليْـهِ سـَبيلُ
قــال إنـي لـدَى مُـرَادِكَ بـاقٍ
قلـت مـا إنْ تَفِي بمَا قدْ تقولُ
قـال أضْرَمْتَ في الَحشى نار شوق
حَــرُّ أَنْفَاســِهَا عَليْهـا دَلِيـل
قلـت حسـبي الـذي لَقيتُ هَوانَا
فلَقِــاءُ الهَـواَنِ عنـدي يَهُـول
فقَبيــحٌ بــيَ التَّصـابي وهـذا
عَسـْكرُ الشـَّيْب فَـوْقَ رأسي نَزول
إنَّ أمــرَ المَعَـادِ أكْـبرُ هَمِّـي
فاهْتمــامي بمَـا عَـدَاهُ فُضـُولُ
كـــثرَ الَخائضــونَ بَحْــرَ ظَلاٍم
فِيـه والمُؤنسـو الضـِّياءَ قَليلُ
قـال قوْمٌ قُصْرَي الجميعُ التَلاشي
فِئةٌ مُنْتَهــــاهمُ التَّعْطيــــلُ
وادَّعـى الآخَـرُون نسـْخاً وفَسـْخاً
وَلهُــمْ غَيْــرُ ذاك حَشـْوٌ طويـلُ
وأبَـوْا بَعْـدَ هَـذِه الدَّارِ داراً
نَحْوَهَــا كـلُّ مَـنْ يَـؤوُلُ يَـؤولُ
لـم يَـرَوْا بَعْـدَها مَقَـامَ ثَوابٍ
وَعِقــابٍ لهُــمْ إليْــه وُصــولُ
فالمُثَــابُونَ عِنْـدَهم مُتْرَفـوُهمْ
ولـذِى الفَاقَـةِ العذَابُ الوبيلُ
قـال قـوْمُ وَهْم ذَوو العَدَدِ الَج
مِّ لنَـا الزَّنْجَبيـلُ والسَّلْسـَبيلُ
ولَنَــا بَعْـدَ هـذهِ الـدَّارِ دَارٌ
طَـابَ فِيهَـا المشْروبُ والمأكولُ
ولِكُــلّ مِــنَ المقَــالاتِ ســُوقُ
وإمــــامٌ ورَايَـــةٌ ورَعيـــل
مَــالهُمْ فِــي قَبيـل عقْـلٍ كلامُ
لا ولا فـي حِمَـى الرَّشـادِ قَبُـولُ
أمَّــةٌ ضــَيَّعَ الأمانَــةَ فِيهَــا
شـَيْخُها الخَامِل الظَّلومُ الجَهولُ
بئس ذاك الإنسـانُ في زُمَر الإنس
وشــَيطانُهُ الخَــدُوعُ الخَــذُولُ
فهُـمُ التَّـائهُونَ فِي الأرض هلكاَ
عِقـدُ دِيـن الهُـدَى بهِـمْ مَحْلولُ
نَكَســوا ويْلَهُـمْ بِباِبـلَ جَهْـراً
جُمَـــلٌ ذَا وَرَاءَهـــا تَفْصــيلُ
مُنِعُــوا صــَفْوَ شـَرْبَةٍ مِـنْ زُلالٍ
ليـسَ إلا بـذاكَ يَشـْفَى الغَليـلُ
مَلَّكُـوا الـدَّين كلَّ أُنْثَى وخُنثى
وضــَعيفٍ بِغَيْــرِ بــاسٍ يَصــولُ
صـَرَّفوا فِيـهِ منْ عَلا جِيدَهُ الغَل
وأنَّــــي يَصــــرَّفُ المغْـــولُ
أيُّهَـا المـدَّعي التَلاشـي حُمقـاً
ذَا الــذي تَـدَّعى عَليْـكَ وَكيـلُ
أَتُــرَى هَــذِهِ الصــَّنَائعَ طُـرّاً
عَبَثــاً مــا لِصــَانع مَحْصــُولُ
حركـاتُ الأَجَـرام قُـل ِلي لماذا
ولِمَـــاذَا طُلوعُهــا والافُــولُ
أَلهـا في مَجَالها الفعْلُ أمْ لا
فَبغْيـــرٍ إذاً يَجُـــوزُ تَجُــولُ
إن تَقُـل ذاكَ فِعْلهـا باخْتِيـارٍ
أنْكَـرتْ مِنْـكَ ما ادَّعيْتَ العقولُ
إنَّ فِيمـا دَنا مِنَ الماءِ والنَّا
رِ عَلَـى مَـا علا لَنَـا التَّمْثيـلُ
ولِئنْ قلــتَ ذاكَ غيْـرُ اختِيـار
قُلـــتُ كـــلٌ مُــدَبَّرٌ مَحْمُــولُ
فـإذا كـانَ هَكـذَا ثَبَـتَ الحـا
مِـلُ والفَاِعـلُ اللَّطيـفُ الَجليلُ
وإذا كـانَ فَاِعـلٌ مُتْقِـنُ الفـع
لِ وَمَــا دُونَــهُ لــهُ مفْعُــولُ
فالتَّلاشـــي لفعْلــهِ مُســْتَحيلٌ
جَــلَّ عمَّــا بِــهِ عَليْـهِ تَحيـلُ
والـذي قـالَ إنَّهُ النَّسْخُ والفَسْ
خُ وَمــاذَا بِغَيْـرِ دُنْيَـا حُلـولُ
فهـو عن جوْهَرِ النُّفُوس البَسيطا
تِ وَمِــنْ حَيْــثُ بَـدْئِها مَسـئولُ
فَلِئنْ كـانَ يُثْبـتُ الأَصـْلَ مِنهـا
فَكــذَا نَحْــوَهُ يكـونُ القُفـولُ
وَلِئنْ كــانَ نافيـاً قيـلَ مَهْلاً
فلهـــذى المُشــَاهَدَاتِ أصــُولُ
فَثَــوابُ يكـونُ بالأكـلِ والشـُّرْ
بِ فَــذَاكَ العــذَابُ والتَّنْكيـلُ
إنمــا التَـذَّ بالمآكـل دفْعًـا
لِمَضـــَرَّاتِهِ الشــَّرُوبُ الأَكــولُ
وَثـــوابُ الإلــه أمــرٌ خَفِــيٌّ
مَـا لـهُ فـي الُمشـاهدَات عَديلُ
والـذي قـال في الكتابِ تعالى
مثَـــلٌ ذاكَ تَحْتَـــهُ مَمْثـــولُ
لو أرادُوا حَقيقَةَ الدِّين كانوا
تَبَعــاً للــذي أقـامَ الرَّسـُولُ
وأَتَــتْ فيـه آيـةُ النَّـصِّ بَلِّـغْ
يَــوم خُــمٍّ لمَّـا أَتـى جِبْزيـلُ
ذَاكُــمُ المُرتَضــَى عَلِــىٌّ بِحَـقٍ
فَبِعُليْـــاهُ يَنْطِــقُ التَّنْزيــلُ
ذاكَ بُرْهـانُ ربِّـه فِـي البَرَايا
ذاَكَ فـي الأرْضِ سـَيْفُهُ الَمسـلولُ
فأطيعوا جَهْدًا أولى الأمر منهم
فَلهُــمْ فــي الخَلاِئقِ التَّفْضـيلُ
أَهْـلُ بيْـتٍ عَلَيهِـمُ نَـزلَ الـذِّك
رُ وفيــه التَّحْريـمُ والتَّحْليـلُ
هُـمْ أَمـانٌ مِـنَ العَمَـى وصـِرَاطٌ
مُســْتَقيمٌ لنــا وَظِــلٌ ظَليــلُ
هَــاكُمُ مِنْهُــمُ بِمِصــْرَ إمامـاً
هُــوَ بِــالنَفْي للشـُّكُوكُ كفَيـلُ
جَــدُّهُ الُمصــْطَفَى أبــوهُ عَلِـيٌّ
أُمُّــهُ صـَفْوَةُ النِّسـاءِ البتَـولُ
بَـــاذخٌ ســَعْدُهُ ســَنيَ أَصــيلُ
شـــَامخٌ مَجْــدُهُ علــيٌّ أَثيــلُ
فَاِتــحٌ عِلْمُــه مَغــاِليقَ جَهْـلٍ
مَاِنــحٌ مَاجــدٌ كريــمٌ بَــذُولٌ
الإمَـامُ الـذي لـهُ دَعْـوَةُ الَـح
قِّ ومـــا دُونَ عِلْمِــهِ تَعْليــلُ
دَعْـوَةٌ قَـدْ دَعـا بها الأرضُ طُرًّا
فأجَــابَتْ حُزُونَهــا والســُّهُولُ
فَلـهُ فـي الهُنَـودِ نـاسٌ وَجيـلُ
ولـهُ بَيْـنَ عَرْصـَةِ اللـرُّوِم جِيلُ
فَعَليْــهِ الســَّلامُ مَـا دامَ لـل
ه من النَّاس التَّسبيحُ والتَّهْليلُ
وابنُ مُوَسى بهِ عَلَى الزَّمنِ الجا
ئِرِ فــي كــلِّ حَالــةٍ يَسـْتَطيلُ
ولِئنْ سـَبَّهُ العِـدَى فيـه لا بـأ
س فإحســـَانه لـــدَيْهِ جَزيــلُ
ولئِنْ قِيـــلَ رَافِضــيُّ فَلا نَــك
رَ فـإنَّ الفَتَـى الَحليـم حَمُـول
إنمـا العِـزُّ بالرَّشـاد فَمَن عَزَّ
زَ وَلا رَشــْدَ فِيــه فَهْـوَ ذَليـلُ
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.