
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللــه يَنُصــرُ راَيـة المسْتنصـِر
بــالله مولاَنــا الإمـاِم الأطهَـر
ويُتــمُّ نـورَ أبـي تميـم جَاِليـاً
بِســَناهُ أغســاقَ الظَلام الأَكــدَر
وَيُــديمُ دَوْلتَــه ويَجْـبرُ كسـْرَنا
فـي الظاهر الغصن الرَّطيب الأَخضر
السَّيدِ الَمولىَ الموارَى في الثَّرى
غَــضُّ الشـباب بنـور وجـهٍ أقْمَـرِ
غصـنٌ مِـنَ القَلـم الُمِمـدِّ وصـِنْوه
ومــن النَّــبي الأبَطحــى وَحيْـدَر
غصـنٌ أصـول المَجْـد فـي أوراقِـه
والخلـق قطـرٌ منـه في المثْعَنجَر
عـافَ الِحصـار الضَّيِّق الَحِرجَ الذي
زُحــلٌ يَلــي تَــدبِيَرهُ المشـتَري
وسـَمَا إلى العليا مِنَ الأَفق الذي
هُـوَ نجْلهـا وشـَبيهُها في الجوْهَر
قـد كـان مَحْمـولا فأصـَبحَ حـاملا
ومــؤثِّرا فــي جِــرْم كـل مُـؤَثَّر
لكــن تحَرقَّــت القلــوب لفَقـدِه
وتَخَرَّقــتْ شــجوا ثيــابُ تصـبُّري
وتصـاعدَت نحـوَ الجفُـون دِماؤنـا
فهَمَـــتْ بِفــرط تنــزلٍ وتحــدُّر
صــَّلى الإلــهُ عَلـى مُقـدَّس رُوحِـه
أبــداً وجِســم فـي ثَـراهُ مطهَّـر
وأعــاشَ مَولانــا مَعَــداً خَاِلـداً
حتَّــى يــوَرَّث عَمــرَ كــلِّ مُعَمَّـر
أهلا بِطيــبِ زمـانِ مولانـا الـذي
واَفــي بــوجهٍ بالسـَّعادة مُسـْفر
زَمـــنٌ يَبشــِّرنا بِخَيــر مُقْبِــل
تَــترَي وشــرٍّ لا مَحَالــة مُــدْبِر
أمعـــدُّ عُــدَّةُ عبــدِه وعِمَــاده
وعتـــادِه والمرْتجَــى للمحْشــر
أشـْبهْتَ عِيسـَى فـي الـذي أوتيتَه
طِفْلا مِــنَ النُّعْمــا ولمَّـا تُقصـر
إنْ أثمـرَ الِجـذْعُ اليَـبيسُ بِفَضلهِ
رُطَبـاً فـأحرى بـه المسيح وأجْدَر
فَكَمثلـهِ الـدنيا تُنيلـكَ مُلكهـا
ثمَــراً فلا تَعجَـل فَـدَيتُك واصـبر
للــه شــأنٌ فيــك جــدّ مُعَظَّــم
قـــامت بـــهِ الأعلامُ للمُتــدَبر
أن يُنْجِــزَ الرحمـنُ صـادقَ وعـدِه
بــكَ للنــبي أبيـك خَيْـر مُبَشـر
أنـت الـذي يَعْنـو الزَّمانُ لِبأسه
صــِغَراً فتُلبســه لِبــاس مُســَخَّر
فتجــذ دابــرَ كــل غِــرِّ كاِشـح
بمهنــد ماضــي الغِـرارِ وأسـْمَر
وتخــوض أوْديـة الـدماء خُيـولهُ
بِجَيادهــا مــن أدُهـم أو أشـْقُر
وتـؤم مـا بيـن الـدُّجَيْلِ ودجلـة
للفتــك بالــدجال ذاك الأعْــوَر
حــتى تُوشــَّحَ أرْضــَه مـن نَحْـره
وبنـى الزنـاء معـاً بِثَـوْبِ أحمَر
وتُريـح مـن ذِكـر اللعيـن ورجْسِه
محــرابَ مَسـْجِدنا وعُـودَ المْنبَـر
وتزيــل لبْــسِ الشـافعي ومالـكٍ
ببيــان زيـنِ العابـدين وجَعْفَـر
وقيــاسَ قيَّــاسٍ غَــدَي مُتَبَرِّجًــا
بـــالاعِتزْال وترهــات الُمجْبِــر
يــابن النـبي المصـطفى وَوَصـيِّه
وبَتـولهِ وابـن الصـَّفَا والمشـْعَر
إنَّ لـذي بـكَ أرْجـفَ الأرجـافَ عـن
كُفْــر وعــن إملاء صــَدْر مــوغَر
هـو أبـترٌ حقـاً كنَـي عنْـه بـذا
ربُّ العُلَــى سـُحْقا لشـأن الأبـتر
هــو أبــترٌ حقــاً وإنـك كـوثر
نسـلا وأشـرفُ نسـلِ سـَاقي الكوثر
برهـانُ علمِـك فـوقَ بُرْهانُ العَصا
فــي كــلِّ حيــن غــالبٌ لمسـَحّر
ومفجـرٌ مـاء الحيـاة ولـم يكـن
مـن وقعِهـا الحيـوان بـالُمتَفَجِّر
وعيــانُ عَقــلٍ لا حــديثُ خُرافـةٍ
يُــرْوي وليــس مشـاهد كـاَلمْخَبر
لـوْ كـانَت الأشـجارُ أقلامـا وفـي
إحــدَى بَنَــاني فَضـلُ كـلِّ مُسـَطّر
والبَحْــرُ فــي مَـدْحي عُلاكُ يمُـدُّه
مـن بعـدِ هـذا البَحر سبْعة أبحُر
فــاقتْ مَمَــادِحُه مَــديحي كلــه
فَــوَقفتُ وْقفــة قَاِصــرٍ ومقصــَّر
صـلى عليـك اللـه مـا كشَفَ لدُّجَى
عـن وجهـه ضـوءُ الصـباح الأزْهَـر
إنـي ابـن موسى عبدك القنُّ الذي
بـك فـي الأنـام أجُـرُّ ذيْلَ تَبَختُر
العلــم سـَيْفي والرَّشـاد مَطِيَّـتي
والسـِّتْر دِرْعـي والأمانـة مِغفَـري
أنـا آدمـي فـي الـرُّواءِ حَقيقتي
مَلَـــكٌ تَعيَّـــن ذاك للمُسَتبصــِر
جســمي حَمُــولٌ للنــوائب كلِّهـا
لكـن لـي فـي الجسـم قلبَ غَضَنفَر
مـا راعنـي مـن صـَائلٍ صـولٌ ولا
ضـَعُفتْ قـوي جَلَـدي لبـأس مُسـيطر
يَعْمــي عُـدَاة بنـي علـىٍّ مَنْظَـري
ويصــمهم فــي كـل صـُقْع مَخْـبري
فَلقَـدْ تَطيَّـر بـي النَّواصـبُ كلُّهم
أنَّــي أقمــتُ وســِرتُ أيَّ تَطَيــرُّ
فَتَخــالُني إمــا مــررَتُ بمْعشـَر
مِـنْ بَغِضـهم لـي حَتْفَ ذاك المعشر
قد طاب لي في الله أنْ أوذَي وأن
أجْفَـي فمـا أنـا بـالأذى بِمُفَكـرِّ
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.