
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدْ عـزَّ ديـنُ اللـه بالظَّاِهر
مَـوْلى الانـاِم البَاطِن الظَاِهرِ
نَجْـلُ الإمـامِ الحَاكِم المُجْتَبي
وابـنُ الإمـاِم الطَّيِّـب الطَّاهِر
شَمْسُ الضُّحى بحْرُ النُّهى والحِجا
شــَمْسٌ بَــدَتْ مِـنْ قَمَـرٍ زَاهِـرِ
أشــــرَقَت الأرْضُ بأنوَارِهـــا
وأصــْبَحتْ مَيْمونَــة الطَّــائِر
وأَبــرَزَتْ رايــات حَــقٍّ لهَـا
يَنْقَـاد صـَرْفُ الفَلـك الـدائِر
جَــاءَتْ سـُيُوفُ اللـه مَسـْلولة
مِــنْ غَرْبِهـا تَفْتِـكُ بالغَـادِر
تُجَــرِّعُ الأَعْــداءَ مـا جرَّعـوا
عَشــيرةَ الصــَّادِق والبَــاقِر
قــل لبنـي العبَّـاِس أَصـْبَحْتم
مــالكم فـي الأَرضِ مِـنْ ناِصـر
قــد انْقَضـَتْ دَوْلـة أوْثَـانِكم
وأصــْبَحَتْ مَقْطوعَــةَ الــدَّابِر
أيْبَســْتَمْ عُـود الهُـدَى بُرْهَـةً
فَعــادَ غَضــًّا نُزْهَـةَ النَّـاظِر
منَــابِرُ الإِســْلاِم قَــدْ طُهِّـرَتْ
مِــنَ سـِمَةِ الطَّـاِئع والقَـادر
فَليْــسَ يَعْلوُهــا لهُـمْ خـاِطبُ
مـن فَـاجِرٍ يَنْمـي إلـى فَـاجِر
عَــادَتْ إلــى آل أبـي طَـاِلب
تَســْتَبْدِلُ الغــامِرَ بالعَـامِر
مُــنَّ عَلــى مُسْتَضـْعِفي قَـوْمهِم
وحـاقَ سـُوءُ المَكْـرِ بالمَـاكِر
وأوْرثـوا الأرْضَ بِرَغْـمَ العِـدَى
فمـا لهُـمْ في النَّاس من قاِهر
قـد وضـح الصـُّبْحُ وجَلَّى الدُّجى
فهـلْ لضـَوْءِ الصـُّبْح مـن ساِتر
يـا بنَ رَسُول الله يا خَيْرَ مَنْ
أنشــئ مـن بـادٍ ومـن حاضـِرِ
مَـنْ ذا يُبَاريـك وَضـَوْءُ الضُّحى
مُقْتَبــسٌ مــن نـورِكَ البَـاهر
أمْ مَـنْ يُباِهيـك وعـز الـوَرى
مُكْتَســَبٌ مــن عِــزِّكَ الـوافِر
عِـــزٌّ ســنيٌّ مِــنْ لــدُن آدم
يــــــتركه الأَوَّلُ للآخـــــر
ماضـِيكُمُ أشـرَف مـن قـد مَضـى
كــذلك الغـابِرُ فـي الغـابر
يـا ظـاهرا وَجْـهُ التُّقى ناضر
مستبشــر مـن وجهـهِ الناضـر
يـا غيْـثَ رَاجيـه ويـا غَـوْثَهُ
وجَــارهُ مــن دهْـره الجَـائِر
يـا مَلجـأ الضـُّعَفا ومَنْجـاهُمُ
ويــا مُقِيلا عَثْــرةَ العَــاثر
أنْـتَ الـذي قـد قمت من أحمدٍ
حَقـاً مَقـام القَلـبِ والنَّـاظِر
ســَيْبُكَ عيــش للمـوالي كمـا
مَـوْتُ العِـدَى من سيْفكَ الباِتر
أنـتَ الثُّرِيَّـا والوَرَى كالثَّرَى
وأنــتَ قُصـْوَى مَفْخَـر الفَـاخِرِ
عِلمُــكَ بَحْــرٌ وعلـوُمُ الـوَرَى
كقطــرةٍ مِــنْ بَحْـرِكَ الزَّاخِـر
يـا صـَفْوةَ الأبرارِ يا خَيْرَ مَن
قَـدْ قَـام مِـنْ نَـاهٍ وَمـنْ آمرِ
يـا بَلـدَ اللـه الأميـن الذي
قــد زَاغَ عَنـه بَصـَرُ الكـافِر
يـا جـابرَ الحـقِّ الذي كسَّرُوا
ويــا مُــزيلاً دَولـةَ الكاِسـر
وكاســرا باطِـلَ مـا أبـدعُوا
نَفْسـي فِـدَاء الكاسـِرِ الجَابر
صــَلَّى عَليــكَ اللـه سـُبْحانه
مـا يُسـْمَع التغَّريـدُ مِنْ طاِئر
وابـنُ أبـي عمران إن كان في
مـدحك عَيْـنُ العَـاجِزِ القَاِصـرِ
غَيْــر مَلــوٍم إنمــا مَـدْحكم
تَضــيقُ عَنْــهُ ســِعَةُ الخـاطِر
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.