
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدْ جَـرَتْ بالسـُّعُودِ لـي الأقْلامُ
وقَضـــَتْ بالمَســـاعد الأيَّــامُ
وتَنَبَّهْــتُ فــي مَرَاشــد دينِـي
لأُمُـورٍ قَـدْ نَـامَ عنْهَـا الأَنـامُ
فَــرُوائِي جِسـْمٌ ومَحْصـولُ جسـمي
مَلَــكٌ دُونَـهُ الخُطُـوبُ الِجسـامُ
وفُــؤَادِي بِنُــورِ ربِّــي مُضـِيءٌ
حيــن يَغْشــى نَفُـوسَ قَـوْم ظَلامُ
ومقَـــالِي مُهَـــذَّبٌ وفِعـــالى
مـنْ مُعِيـبٍ لَفِـي حِمًـى لا يُـرامُ
مَطْمَعِـــي ميِّــتٌ فعَزْمــي حَــيٌّ
قَــاِئم مِنْــهُ واللِّسـانُ حُسـَامُ
وغِنـي النَّفْـسِ عُدَّتِي وغِنَى الدِّي
نِ فَمَــا أنْ يَضــُرَّني الإِعْــدَام
فـإذا مـا اسـتَمرَّ طَعْـمَ حِمَـام
خَــاِئفُ بَأسـَه حَلا لِـي الِحمَـام
عَارِفــاً أنَّـه لَسـَعْدِي افْتِتَـاحُ
ولأســْبَابِ مَنْحَســاتِي اخْتِتَــام
مـا بَنَـانِي للِهَـدْم بَـانيَّ حشا
هُ وبعْــضٌ لِمَــا بَنَــى هَــدَّام
ففسـَادٌ في الآخر النقْضُ وإن كا
نَ صــلاحاً فــي الأوَّل الإبــرَام
فُــضَّ بَـابُ الخَـرَابِ دُونَ بِنَـاء
حُــبّ آلِ النَّـبيِّ مِنْـه القِـوَام
آل طـه الـذين هُـمْ صـَفْوَةُ الل
ه وَقــــومٌ بِـــدِيِنه قُـــوَّام
بَلَـــدٌ آمِــنٌ لبــاغي نجــاة
وَجَنــابٌ رَحْــبٌ وشــَهْرٌ حَــراَمُ
نِعَـمٌ قَـدْ أفاضـَهَا في البَرَايا
فَتَخَلَّــتْ عَــنْ شــكْرِها أنْعَـامُ
هُـمْ نَهَايـاتُ كـل مَنْ بَرَأَ الله
وغايـــاتُ خَلْقِـــهِ والســـَّلامُ
فـإِليْهِمْ تَنْمـيَ النُّفُوسُ إذا را
حَـتْ إلـى الأَرض تَنتَمـي الأجْسام
قَدْ ثَوَوْا من مراتب الدين مثْوى
قَصــُرَتْ عَــنْ بُلــوِغهِ الأَوهـام
هُـمْ نِظَـام السـُّعود للناس طُرَّا
ومَعـــدٌّ قِـــوامُهمْ والنِّظــام
هُــمْ جَمِيعــاً أَئِمَّــةٌ ومَــوَالٍ
وَمعَــدُّ لَهُــمْ جَميعــاً إمــام
عَـزَّ دِيـنُ الإِلـه بالظَّاهِرِ الطُّه
ر وذَلَّـــتْ بِســـَيْفِه الأصــْنام
عَلَـمُ الـدِّين عَلَـمُ العِلْمِ مَوْلى
فيــه مِــنْ نُــورِ رَبِّــه أعْلام
شـَمْسُ آلِ النَّبي والحَرَام الأَكْبَرُ
والرُّكْــنُ والصــَّفَا والمقَــام
فـاِلقُ الصـُبْح فـي حَقـائق دينٍ
وَجْــهُ ديِـنِ الهُـدَى بِـهِ بَسـَّامُ
وبـه فـي القران قد أقسْم الل
ه وحَـــقٌ بِمثْلـــه الإقْســـامُ
إن معنـى مواقـع الأَنْجُم الزُّهرِ
هُـمُ العِتْـرَةُ الهُـداةُ الكـرَام
وبهــم عَظَّــم الإلــه ومـا إنْ
لنِجِــوم مِــنْ رَبِّهَــا إعْظــامُ
يـا إمَامـاً كـلُّ الفَخَـارِ وَرَاءُ
فِــي قِيـاسٍ إليْـه وَهْـوَ أمَـامُ
أنْــتَ ممــا بــهِ تَقَـدَّمَتْ الأَق
دَامُ فــي كــل مُعْجِــزٍ قُــدَّامُ
فَمُلـوكُ الـوَرَى المَمالِيـكُ طُرًّا
لكُـــــمُ والمَلائِكُ الخُــــدَّام
بِكُـــمُ آدَمُ اســـْتَجارَ بَــديًّا
واسـْتَفاد الفَخَـارَ نـوحٌ وسـامُ
وكِليــمُ الإلــه بَعْــدَ خَليــلٍ
وَمَســـيحٌ قُـــوَّامُه الصـــَّوَّامُ
ويُبَــاهِي النـبيُّ جَـدُّكم الطُّـهْ
ر الهُمــامُ المؤَيَّـدُ القَمْقَـامُ
رَحْمَـةُ الله في البَرَايا وَمَوْلى
مَــنْ حَــوتْهُ الأَصـلابُ والأَرحـامُ
وَعلــيٌّ وصــِيُّه قاِصــمُ الكُــفْ
ر وَليْــثُ الَهَيــاجِ والضـِّرْغام
يـا وَلـيَّ إلالـه يَا مَنْ بِه تُقْبَ
لُ مِنَّـــا صـــَلاتُنَا والصــِّيامُ
لــي فِــي هِجْــرة إليْـكَ تَمَـنِّ
قَـــدْ تَمَنيَّتْهُـــا وإنــيِّ غُلامُ
وَتَـدَاني مِـنَ أربعيـن لِـيَ الس
نُّ وَلَــمْ يُقْــضَ للتَّمَنِّـي ذمِـام
فلئن فُــزْتُ فـي مُـرادِي بـإِذن
هَطَلـتْ لـي بمسـعداتي الغَمـام
يـا ولـيَّ الإلـه صلى عليك الل
ه مــا غَــرَّدَتْ بِشــَجْوِ حَمَــام
وَتَجلَّــى صــُبْحٌ وأظْلَــمَ ليْــلٌ
وتَقَضــَّى عَــامٌ وأقْبــلَ عَــامُ
هِبَـة اللـه فـي بُحُـور نَـدَاكُم
لا غريــــقٌ لكنــــه عَـــوَّامُ
فَلِســـاني لِمَـــدْحِكُمْ نَظَّـــامُ
وفُـــؤَادِي بِــذكْركُمْ مُســْتَهَامُ
كـمْ كَلَـوٍم مـن النَّوَاصـِبِ مِنـيِّ
فــي حَشـَاُهمْ يَفْتكْـنَ وهـي كلام
آل طـه العِمَـادُ لـي في مَعادي
فبِهِــم قــدْ كفَـاني الاعْتصـَامُ
طَابَ شَتْمي فيهمُ ولوْ ِمي فقولوا
لِيَجِـــدَّ الشـــُّتَّامُ واللُّــوَامُ
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.