
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّهـا الطِفـلُ لَكَ البُشرى فَقَد
قَــدَّرَ اللَـهُ لَنـا أَن نُنشـَرا
قَـــدَّرَ اللَــهُ حَيــاةً حُــرَّةً
وَأَبــى ســُبحانَهُ أَن تُقبَــرا
لا تَخَــف جوعـاً وَلا عُريـاً وَلا
تَبــكِ عَينـاكَ إِذا خَطـبٌ عَـرا
لَــكَ عِنــدَ البِـرِّ فـي مَلجَئِهِ
حَيـثُ تَـأوي خـاطِرٌ لَـن يُكسَرا
حَيـثُ تَلقـى فيـهِ حَـدباً وَتَرى
بَيــنَ أَترابِـكَ عَيشـاً أَنضـَرا
لا تُســِئ ظَنّـاً بِمُثرينـا فَقَـد
تــابَ عَـن آثـامِهِ وَاِسـتَغفَرا
كــانَ بِــالأَمسِ وَأَقصــى هَمِّـهِ
إِن أَتــى عارِفَــةً أَن يَظهَـرا
فَغَــدا اليَـومَ يُواسـي شـَعبَهُ
وَهـوَ لا يَرغَـبُ فـي أَن يُشـكَرا
نَبَّهَــت عاطِفَــةَ البِــرِّ بِــهِ
مِحنَــةٌ عَمَّــت وَمِقــدارٌ جَـرى
جَمَعَتنــا فــي صــَعيدٍ واحِـدٍ
وَأَرادَتنــا عَلــى أَن نُقهَـرا
فَتَعاهَــدنا عَلــى دَفـعِ الأَذى
بِرُكــوبِ الحَـزمِ حَتّـى نَظفَـرا
وَتَواصـــَينا بِصــَبرٍ بَينَنــا
فَغَـــدَونا قُـــوَّةً لا تُــزدَرى
أَنَشـَرَت فـي مِصـرَ شَعباً صالِحاً
كـانَ قَبـلَ اليَومِ مُنفَكَّ العُرا
كَــم مُحِــبٍّ هـائِمٍ فـي حُبِّهـا
ذادَ عَـن أَجفـانِهِ سـَرحَ الكَرى
وَشـــَبابٍ وَكُهـــولٍ أَقســَموا
أَن يَشـيدوا مَجدَها فَوقَ الذُرا
يـا رِجـالَ الجِـدِّ هَـذا وَقتُـهُ
آنَ أَن يَعمَــلَ كُــلٌّ مـا يَـرى
مَلجَــأً أَو مَصـرِفاً أَو مَصـنَعاً
أَو نِقابــاتٍ لِــزُرّاعِ القُـرى
أَنـا لا أَعـذِرُ مِنكُـم مَـن وَنى
وَهــوَ ذو مَقــدِرَةٍ أَو قَصــَّرا
فَاِبـدَؤوا بِالمَلجَإِ الحُرِّ الَّذي
جِئتُ لِلأَيــدي لَــهُ مُســتَمطِرا
وَاِكفُلوا الأَيتامَ فيهِ وَاِعلَموا
أَنَّ كُـلَّ الصـَيدِ في جَوفِ الفَرا
أَيُّهـا المُـثري أَلا تَكفُـلُ مَـن
بـاتَ مَحرومـاً يَتيمـاً مُعسـِرا
أَنـتَ مـا يُـدريكَ لَـو أَنبَتَّـهُ
رُبَّمــا أَطلَعــتَ بَـدراً نَيِّـرا
رُبَّمــا أَطلَعــتَ سـَعداً آخَـراً
يُحكِـمُ القَـولَ وَيَرقى المِنبَرا
رُبَّمــا أَطلَعــتَ مِنــهُ عَبـدَهُ
مَـن حَمـى الدينَ وَزانَ الأَزهَرا
رُبَّمــا أَطلَعــتَ مِنـهُ شـاعِراً
مِثـلَ شـَوقي نابِهاً بَينَ الوَرى
رُبَّمــا أَطلَعــتَ مِنـهُ فارِسـاً
يَـدخُلُ الغيـلَ عَلى أُسدِ الشَرى
كَـم طَوى البُؤسُ نُفوساً لَو رَعَت
مَنبِتـاً خِصـباً لَكـانَت جَـوهَرا
كَـم قَضـى العُـدمُ عَلـى مَوهِبَةٍ
فَتَـوارَت تَحـتَ أَطبـاقِ الثَـرى
كُـلُّ مَـن أَحيـا يَتيمـاً ضائِعاً
حَســبُهُ مِــن رَبِّـهِ أَن يُـؤجَرا
إِنَّمــا تُحمَــدُ عُقــبى أَمـرِهِ
مَــن لِأُخـراهُ بِـدُنياهُ اِشـتَرى
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.