
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّهـا الطِفـلُ لا تَخَـف عَنَتَ الدَه
ر وَلا تَخــشَ عادِيــاتِ اللَيـالي
قَيَّــضَ اللَــهُ لِلضــَعيفِ نُفوسـاً
تَعشـَقُ البِـرَّ مِـن ذَواتِ الحِجـالِ
أَي ذَواتِ الحِجــالِ عِشـتُنَّ لِلبِـر
رِ وَدُمتُـــنَّ قُـــدوَةً لِلرِجـــالِ
لَم يَكونوا لِيُدرِكوا المَجدَ لَولا
كُـنَّ أَو يَسـلُكوا سـَبيلَ المَعالي
بَســمَةٌ تَجعَــلُ الجَبـانَ شـُجاعاً
وَتُعيــدُ البَخيــلَ أَكــرَمَ نـالِ
وَعِظــامُ الرِجـالِ مِـن كُـلِّ جِنـسٍ
فـي رِضـاكُنَّ أَرخَصـوا كُـلَّ غـالي
راعَنــي مِــن نُفوســِكُنَّ جَمــالٌ
يَتَجَلّــى فــي هالَــةٍ مِــن جَلالِ
وَجَمــالُ النُفـوسِ وَالشـِعرِ وَالأَخ
لاقِ عِنـدي أَسـمى مَجـالي الجَمالِ
قُمـنَ عَلِّمنَنـا المُـروءَةَ وَالعَـط
فَ عَلــى البائِســينَ وَالســُؤالِ
قُمـنَ عَلِّمنَنـا الحَنانَ عَلى الطِف
لِ شـــَريداً فَريســَةَ المُغتــالِ
قَــد أَجَبنــا نِــداءَكُنَّ وَجِئنـا
نَسـأَلُ القـادِرينَ بَعـضَ النَـوالِ
لَـو مَلَكنـا غَيـرَ المَقالِ لَجُدنا
إِنَّ جُهــدَ المُقِـلِّ حُسـنُ المَقـالِ
أَنقِذوا الطِفلَ إِنَّ في شَقوَةِ الطِف
لِ شــَقاءً لَنــا عَلـى كُـلِّ حـالِ
إِن يَعِـش بائِسـاً وَلَم يَطوِهِ البُؤ
سُ يَعِــش نَكبَــةً عَلــى الأَجيـالِ
رُبَّ بُــؤسٍ يُخَبِّــثُ النَفــسَ حَتّـى
يَطـرَحُ المَـرءَ فـي مَهاوي الضَلالِ
أَنقِــذوهُ فَرُبَّمــا كــانَ فيــهِ
مُصـــلِحٌ أَو مُغــامِرٌ لا يُبــالي
رُبَّمــا كـانَ تَحـتَ طِمرَيـهِ عَـزمٌ
ذو مَضــاءٍ يَــدُكُّ شــُمَّ الجِبـالِ
رُبَّ ســِرٍّ قَــد حَــلَّ جِسـمَ صـَغيرٍ
وَتَــأَبّى عَلــى شــَديدِ المِحـالِ
فَخِفــافُ الأَفيــالِ أَرفَـقُ وَقعـاً
لَـو تَبَيَّنـتَ مِـن دَبيـبِ النِمـالِ
شـاعَ بُـؤسُ الأَطفـالِ وَالبُؤسُ داءٌ
لَـو أُتيـحَ الطَـبيبُ غَيـرُ عُضـالِ
أَيِّــدوا كُـلَّ مَجمَـعٍ قـامَ لِلبِـر
رِ بِجـــاهٍ يُظِلُّـــهُ أَو بِمـــالِ
كَــم يَــتيمٍ كــادَت بِـهِ البَـأ
ســاءُ لَــولا رِعايَــةُ الأَطفــالِ
وَرِجــالُ الإِســعافِ أَنبَـلُ لَـولا
شـَهوَةُ الحَـربِ مِـن رِجالِ القِتالِ
يَســهَرونَ الـدُجى لِتَخفيـفِ وَيـلٍ
أَو بَلاءٍ مُصـــــَوَّبٍ أَو نَكــــالِ
كَــم جَريـحٍ لَـولاهُمُ مـاتَ نَزفـاً
فـي يَـدِ الجَهـلِ أَو يَـدِ الإِهمالِ
كَـم صـَريعٍ مِـن صـَدمَةٍ أَو صـَريعٍ
مِـــن ســُمومٍ مُخَــدَّرِ الأَوصــالِ
كَـم حَريـقٍ قَـد أَحجَمَ الناسُ فيهِ
عَــن ضــَحايا تَئِنُّ تَحــتَ التِلالِ
يَتَرامَــونَ فـي اللَهيـبِ سـِراعاً
كَتَرامــي القَطـا لِـوِردِ الـزُلالِ
لا لِشــَيءٍ سـِوى المُـروءَةِ يَحلـو
طَعمُهـا فـي فَمِ المَريءِ المُوالي
فَاِصـنَعوا البِـرَّ مُنعِمينَ وَجودوا
أَيُّهـا القـادِرونَ قَبـلَ السـُؤالِ
لِاِنتِشـارِ العُلـومِ أَو لِاِنطِواءِ ال
بُــؤسِ وَالشـَرِّ أَو لِتَرفيـهِ حـالِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.