
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَي رِجـالَ الدُنيا الجَديدَةِ مَهلاً
قَـد شـَأَوتُم بِالمُعجِزاتِ الرِجالا
وَفَهِمتُـم مَعنـى الحَيـاةِ فَأَرصـَد
تُــم عَلَيهـا لِكُـلِّ نَقـصٍ كَمـالا
وَحَرَصــتُم عَلــى العُقـولِ فَحَـزَّم
تُــم عَصــيراً يَـراهُ قَـومٌ حَلالا
وَقَــدَرتُم دَقيقَـةَ العُمـرِ حِرصـاً
وَســـِواكُم لا يَقــدُرُ الأَجيــالا
كَـم أَحـالوا عَلـى غَـدٍ كُـلَّ أَمرٍ
وَمُحيـلُ الأُمـورِ يَبغـي المُحـالا
قَــد تَحَــدَّيتُمُ المَنِيَّــةَ حَتّــى
هَـمَّ أَن يَغلِـبَ البَقـاءُ الزَوالا
وَطَـــوَيتُم فَراســِخَ الأَرضِ طَيّــاً
وَمَشـَيتُم عَلـى الهَـواءِ اِختِيالا
ثُــمَّ ســَخَّرتُمُ الرِيــاحَ فَسُسـتُم
حَيـثُ شـِئتُم جَنوبَهـا وَالشـَمالا
تُسـرِجونَ الهَـواءَ إِن رُمتُمُ السَي
رَ وَفـي الأَرضِ مَـن يَشـُدُّ الرِحالا
وَتَخِــذتُم مَــوجَ الأَثيـرِ بَريـداً
حيـنَ خِلتُـم أَنَّ البُـروقَ كُسـالى
ثُــمَّ حـاوَلتُمُ الكَلامَ مَـعَ النَـج
مِ فَحَمَّلتُـــمُ الشــُعاعَ مَقــالا
وَمَحـا فـوردُ آيَـةَ المَشـيِ حَتّـى
شـَرَعَ النـاسُ يَنبِـذونَ النِعـالا
وَاِنتَزَعتُـم مِـن كُلِّ شِبرٍ بِظَهرِ ال
أَرضِ أَو بَطنِهــا المُحَجَّـبِ مـالا
وَأَقَمتُــم فــي كُـلِّ أَرضٍ صـُروحاً
تَنطَــحُ السـُحبَ شـامِخاتٍ طِـوالا
وَغَرَســتُم لِلعِلـمِ رَوضـاً أَنيقـاً
فَـوقَ دُنيـا الـوَرى يَمُدُّ الظِلالا
وَحَلَلتُـــم بِأَرضـــِنا فَعَرَفنــا
كَيــفَ تُنمـونَ بَينَنـا الأَطفـالا
وَرَأَينــا البَنــاتِ كَيـفَ يُثَقَّـف
نَ بِعِلـــمٍ يَزيـــدُهُنَّ جَمـــالا
لَيـتَ شـِعري مَـتى أَرى أَرضَ مِصـرٍ
فـي حِمـى اللَـهِ تُنبِـتُ الأَبطالا
وَأَرى أَهلَهــا يُبــارونَكُم عِــل
مـاً وَوَثبـاً إِلـى العُلا وَنِضـالا
قَـد نَفَضنا عَنّا الكَرى وَاِبتَدَرنا
فُـرَصَ العَيـشِ وَاِنتَقَلنا اِنتِقالا
وَعَلِمنـــا بِــأَنَّ غَفلَــةَ يَــومٍ
تَحــرِمُ المَــرءَ سـَعيَهُ أَحـوالا
فَشــَقَقنا إِلـى الحَيـاةِ طَريقـاً
وَأَصــَبنا عَلـى الزِحـامِ مَجـالا
وَنَهَضــنا فــي ظِـلِّ عَـرشِ فُـؤادٍ
وَرَفَعنـــا لِعَهـــدِهِ تِمثـــالا
قَد أَبى اللَهُ أَن نَعيشَ عَلى النا
سِ وَإِن ضــاقَتِ الوُجــوهَ عِيـالا
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.