
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قفـة فـي الصـباح أوفـى الأصـيل
يتجلــى فيهــا جمــال النيـل
تـزع البـائس الحزيـن عـن البؤ
س وتنســى المحـب عـذل العـذول
رب ليـل قـد بـات فيـه لي الهم
م نــزيلا أبغــض بـه مـن نزيـل
شـرد النـوم عـن جفـوني وأذكـى
بيــن جنــبي نــار وجـد جزيـل
قمــت عـن مضـجعي ولا مـن سـمير
فيســـرّي عنــي ولا مــن خليــل
ســاعياً والأسـى ينهنـه مـن هـم
مــي ويغــرى عزيمـتي بـالقفول
سـرت والقلـب بيـن داجيـة اليأ
س وضــوء مــن الرجــاء ضــئيل
وإذا مــا تقســم المــرء يـأس
ورجـاء لـم يـدر قصـد السـبيل
ليــل أسـجح فقـد ملكـت وأصـبح
قـد سـئمنا مـن طولـك المـزدول
ظلــم الانجليــز مصـر فهـل جـا
ريتهـم أنـت في المقام الطويل
أجملـى نفـس إن فـي النيل للمح
زون ســـلوى ومشــتفى للغليــل
ســر إن فــي الجزيــرة ملهــى
بيـــن روض وبيــن ظــل ظليــل
فـإذا النيـل كاسـفا يلحظ اللي
ل علــى كرهــه بعينــي ملــول
هـادئ السـير خـافت الصوت لا تس
مــع منــه إلا أنيــن العليــل
ويـك يـا نيل أنت مثلي في الحز
ن لــو أنـي أمسـيت غيـر عجـول
ويـك يـا نيـل قـد غذوت بني مص
ر لــدن قــام كـل جيـل فجيـل
مـا عنـائي ومـا عنـاؤك يـا ني
ل لقــوم رضــوا حيـاة الـذليل
قنعـوا بالصغار واستعذبوا الضي
م فمــالوا اليــه كــل مميــل
كـــاتب نــائم وذو الشــعر لاه
وأديــب ســبته كــأس الشــمول
شـاعر النيـل لا عـدتك العـوادي
هـل لهـذا السـكوت مـن تـأويل؟
أسـلموها دارهـم وعقّـوك يـا ني
ل فمــا إن لهـم سـوى التنكيـل
فــض فــأغرقهمو فــأنت حليــم
غــض فــأهلكمو وغيــر بخيــل
ويـك يـا نيـل لـو تعلم منا ال
نـاس لـم تخـش عاديـات الجهـول
ويــك أرشــدهمو فلا مــن سـميع
ويــك وانصــحهمو ولا مـن قبـول
مـا يفيـد الارشـاد قومـا نياما
أصـبحوا عـن حقـوقهم فـي قفـول
خــبروني ومــا اخــال لــديكم
مــن جــواب الا حــديث الفضـول
مـا ثنـاكم عـن المعـالي وأنتم
أهــل عــز وأهــل مجـد أثيـل
يرتقـي غيركـم سـراعا الى المج
د وأنتــم عــن العلا فـي ذهـول
أولسـتم بنـي الأولى ابتنوا الاه
رام واســتأثروا بحــس القيــل
أولسـتم بنـي الأولـى ملكوا الأر
ض بحـــد المهنـــد المســـلول
نحن منهم لو لم يحل بيننا الدّه
ر وبيـــن المرجــو والمــأمول
ذاك عـذر الخمـول فـي كـل شـيء
لا شـفى اللـه نفـس كـل الخمـول
يتجنــى علــى الزمــان ومـاذا
يصـنع الـدهر بالجبـان الكسـول
ايـه يـا نيـل قـد صـدقت فللتض
ليــل فــي مصــر أيمـا تمثيـل
وإذا مــا نصـحت للخـائن الخـب
ب تـــولاك بالمقـــال الثقيــل
أمصــيبا إذا انتحلــت محــالا
ومحيلا إن فهــــت بـــالمعقول
صــنع اللــه للهــداة وللقــا
دة فــي مصـر بـالطريق الـذلول
نـال مـن نفسـنا الحـديث مكانا
فلهونــا عــن صـيفنا المملـول
نظـر النيـل نظـرة فـرأى اللـي
ل مـــدلا بســـتره المســـدول
ليـل مـا بالـك اسـتطلت علينـا
أفـــؤمّنت كـــل بيـــن مزيــل
ليـل أو نـال دورة الفلـك الدا
ئر بعــض الإيقــاف والتعطيــل
ليـل بِـنْ لا رجعـت واغـرُبْ فإنـا
قــد ســئمناك مـن مـدلٍّ مطيـل
لـــو أراد الالـــه أجلاك عنــا
فــانجلت غمـرة العـدو الـدخيل
صــــامت لا يجيبنـــا بجـــواب
شـــقِيَ الســـائلان بالمســـئول
كلــف النهــر بالنهـار فـأدلى
لـــذكاء مـــن عنــده برســول
لمحـــة ثـــم بشـــرت بقــدوم
وتـــداعى أعـــداؤها للأفـــول
أنجــم أدبــرت تهــاوى سـراعا
ودجـى صـيح بينـه وبيـن الرحيل
قـد جلـى اللـه غمرة الليل عنا
وســيجلى العــدو بعــد قليــل
تلــك أمينــتي لــو أن بقـومي
صـيد الصـيد أو نبـال النبيـل
فتــدانت طليعــة الصـبح تنسـل
ل مـن الليـل كالحسـام الصقيل
عنـدها ثـار ثـائر النيل واهتا
ج بــأمواجه اضــطرابَ الجَـذُول
يتنافســن مســقط الضــوء حـتى
عمهـــن النهـــار بالتنويـــل
ضـحك النيـل حيـن أشـرقت الشـم
س وأهــدى لهــا ســلام الخليـل
وكســـته رداءهـــا الارجــواني
ي فنـــالته هـــزة المشـــمول
كـدت لـولا التقـى أغـبر وجهـي
بركــــوع فســــجدة للنيــــل
منظـــر يســـتخف كـــل حليــم
طربــا حيــن يغتلــى بـالعقول
شـغل النيـل بالحبيبـة عـن ذي
حاجــة ليــس عنــه بالمشـغول
ثـــم نـــادى تحيـــة وســلاما
ســنتم الحــديث بعــد الأصــيل
طه بن حسين بن علي بن سلامة، الدكتور في الأدب: من كبار المحاضرين. جدد مناهج، وأحدث ضجة في عالم الأدب العربي. ولد في قرية "الكيلو" بمغاغة من محافظة المنيا (بالصعيد المصري) وأصيب بالجدري في الثالثة من عمره، فكف بصره. وبدأ حياته في الأزهر (1902 - 1098م) ثم بالجامعة المصرية القديمة. وهو أول من نال شهادة "الدكتوراه" منها 1914 بكتاب (ذكرى أبي العلاء - ط) وسافر في بعثة إلى باريس فتخرج بالسوربون 1918 وعاد إلى مصر، فاتصل بالصحافة. وعين محاضراً في كلية الآدب بجامعة القاهرة. ثم كان عميدا لتلك الكلية فوزيرا للمعارف. وفي هذه البرهة تمكن من جعل التعليم الثانوي والفني مجانا. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي المراسلين بدمشق ثم رئيسا لمجمع اللغة بمصر. وأقبل الناس على كتبه. ومن المطبوع منها (في الأدب الجاهلي) و (في الشعر الجاهلي) و (حديث الأربعاء) ثلاثة مجلدات، و (قادة الفكر) و (على هامش السيرة) ثلاثة أجزاء، و (مع أبي العلاء في سجنه) و (مع المتنبي) جزآن و (أحاديث) و (الأيام) وكان قد شغف بالأدب اليوناني في صباه وترجم بعض آثاره ككتاب (نظام الاثينيين لأرسطو - ط) و (آلهة اليونان - ط) و (صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان - ط) وله (فلسفة ابن خلدون - ط) ووهو رسالة الدكتوراه بالفرنسية، إلى السوربون، ترجمها إلى العربية محمد عبد الله عنان، و (دروس التاريخ القديم - ط) و (مستقبل الثقافة في مصر - ط) جزآن و (عثمان - ط) و (علي وبنوه - ط) و (رحلة الربيع والصيف) وقد ترجم كثير من كتبه إلى عدة لغات وعينته جامعة الدول العربية رئيسا للجنتها الثقافية فأدارها مدة. وحاول البدء في عمل (دائرة معارف) عربية ولم ينجح. آخر أعماله الحكومية سنة 52 وتوفي بالقاهرة. (عن الأعلام للزركلي)