
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تيمّمـوا غيـر وادي النيـل وانتجعوا
فليــس فــي مصــر للأطمــاع متّسـع
كفّــوا مطــامعكم عنــا أليـس لكـم
ممــا جنيتــم ومــا تجنـونه شـبع
تســع وخمســون كـم فيهـن مـن نشـب
لـو فيكمـو بـالكثير الجمـع مقتنـع
يــا للكنانــة مـن منكـود طالعهـا
مــاذا يجـر عليهـا النـوم والطمـع
مـن مثـل أبنائهـا فـي سـوء صفقتهم
منها إذا ما اجتنوا من غرسهم وزعوا
همـو الـذين ابتنوا بالأمس واحتفروا
فمــالهم إن أرادوا حقهــم دفعــوا
لا يصــنع اللــه للمســتعمرين فكـم
يلقـى بنـو النيل من جرّاء ما صنعوا
أكلمـــا جـــاع غربـــى تيممنـــا
حـتى إذا اكتـظ أغـراه بنـا الجشع
لا جــاد مصــر حيـا لا أخصـبت أبـدا
فحــظ أبنائهــا مـن خصـبها الضـّرع
يـا نيـل إن سـغت للمسـتعمرين ولـم
تطــــب لأبنـــائك العلاّت والجـــرع
فلا جريــــت ولا روّيــــت ذا ظمـــأ
ولا أمــــدك غيـــث واكـــف همـــع
بـل مـا جنـت مصـر أو ماذا جنى نهر
كالنيــل ينســاب لا يــدعو ولا يـزع
الــذّنب ذنــب بنــي مصــر فـإنهمو
همـو الـذين إذا ما استخضعوا خضعوا
همـوا الـذين اسـتبدت فـي حقوقهمـو
يــد الـدّخيل فمـا ذادوا ولا منعـوا
همــو الــذين يقـول النـاس انهمـو
إن صـادفوا ملهيـا عن جوعهم قنعوا
لا أكــذب اللـه كـم فينـا ذوو شـمم
إذا أريــدت بهــم مكروهــة فزعـوا
لكنهـــم هجـــع عــن حقهــم غفــل
وكيـــف يــدرك حقــا معشــر هجــع
لا أكـذب الله قد قاموا و قد أجهروا
بــالحق لــو أن صـوت الحـق يسـتمع
قــل للــوزارة إن الحــق أســمعكم
والحــق أفضــل مــا يقفـى ويتبـع
فــإن قصــدتم فكــم حمــدٍ نــردده
وإن تجـــوروا فــإن اللــه مطلــع
طه بن حسين بن علي بن سلامة، الدكتور في الأدب: من كبار المحاضرين. جدد مناهج، وأحدث ضجة في عالم الأدب العربي. ولد في قرية "الكيلو" بمغاغة من محافظة المنيا (بالصعيد المصري) وأصيب بالجدري في الثالثة من عمره، فكف بصره. وبدأ حياته في الأزهر (1902 - 1098م) ثم بالجامعة المصرية القديمة. وهو أول من نال شهادة "الدكتوراه" منها 1914 بكتاب (ذكرى أبي العلاء - ط) وسافر في بعثة إلى باريس فتخرج بالسوربون 1918 وعاد إلى مصر، فاتصل بالصحافة. وعين محاضراً في كلية الآدب بجامعة القاهرة. ثم كان عميدا لتلك الكلية فوزيرا للمعارف. وفي هذه البرهة تمكن من جعل التعليم الثانوي والفني مجانا. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي المراسلين بدمشق ثم رئيسا لمجمع اللغة بمصر. وأقبل الناس على كتبه. ومن المطبوع منها (في الأدب الجاهلي) و (في الشعر الجاهلي) و (حديث الأربعاء) ثلاثة مجلدات، و (قادة الفكر) و (على هامش السيرة) ثلاثة أجزاء، و (مع أبي العلاء في سجنه) و (مع المتنبي) جزآن و (أحاديث) و (الأيام) وكان قد شغف بالأدب اليوناني في صباه وترجم بعض آثاره ككتاب (نظام الاثينيين لأرسطو - ط) و (آلهة اليونان - ط) و (صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان - ط) وله (فلسفة ابن خلدون - ط) ووهو رسالة الدكتوراه بالفرنسية، إلى السوربون، ترجمها إلى العربية محمد عبد الله عنان، و (دروس التاريخ القديم - ط) و (مستقبل الثقافة في مصر - ط) جزآن و (عثمان - ط) و (علي وبنوه - ط) و (رحلة الربيع والصيف) وقد ترجم كثير من كتبه إلى عدة لغات وعينته جامعة الدول العربية رئيسا للجنتها الثقافية فأدارها مدة. وحاول البدء في عمل (دائرة معارف) عربية ولم ينجح. آخر أعماله الحكومية سنة 52 وتوفي بالقاهرة. (عن الأعلام للزركلي)