
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــن أنــت بعـد أخيـك خيـر هلال
وأضــئ لمصــر ســبيل الاســتقلال
وابسـم بهـا بعـد العبـوس فربما
صـنع ابتسـامك بالرجـاء البـالي
كـن انـت ميمـون المطـالع مرسلا
للنيـــل بالإســـعاد والاقبـــال
أشــرق وحــدث مصـر عـن آمالهـا
مـــاذا صـــنعت بهــذه الآمــال
أمصــدّق فيــك الظنــون ونــاظر
للنيـــل نظـــرة مانــح وصــّال
ومبــدد عــن مصـر بعـض همومهـا
فلقــد أضـرّ بهـا أخـوك الخـالي
أغـرى الخطـوب بهـا وأمطر أهلها
مـــن ريبهـــن بوابــل هطّــال
مــا بيــن آونــةٍ تمـر وأختهـا
هــول يحيــق بهـم مـن الأهـوال
عســْفٌ تنــوء بـه النفـوس وشـدّةٌ
ســـوأى العــواقب جمّــة الإملال
مــاذا أقــصّ عليــك مـن آلامنـا
هيهـات هـل يتسـع الشـكاة مقالى
إن الشــكاة بمصــر جــرم مهلـكٌ
والنقــد مصــدر محنــة ونكــال
مــن يشـك أو يرفـع بـذلك صـوته
فهـو المهيّـج والسـفيه الغـالى
أخذوا على الصحف الطريق وأرهقوا
كتّابهـــــا بالضـــــّيم والاذلال
وعـدوا علـى التمثيل من غُلوائهم
عـــاد فـــآذن ظلـــه بـــزوال
نقمـوا مـن التمثيـل نطـق ممثـل
فيـــه بلفظـــة كامــل وكمــال
فاهتـاج هـائجهم عليـه وأغلقـوا
أبــوابه مــن غيـر مـا امهـال
ســل إن أردت النيـل عـن آلامنـا
تســمع لــديه جـواب كـل سـؤال
وانظـر فحـولي لـو بـدا لك معشر
ترمــي إلــىّ لحــاظهم بنبــال
يتلمّســـون بكـــل بيــت هفــوةً
ويؤولـــون برأيهـــم أقـــوالي
إنــي لأكتمــك الحــديث تحفظــاً
وأرى السـكوت علـى الأذى أولى لى
فلقــد تكــون قصــيدتي كوسـيلة
بينـــي وبيـــن الســجن والاغلال
هلا ســألت أخــاك فيــم نفــوره
منــا وفيــم جفــاؤه المتـوالي
وعلام خـــص الشــرق مــن أرزائه
بالجائحـــات وفـــادح الأثقــال
فــي البرتغـال لـه يـد مـذكورة
ولــه بــأرض الفـرس أسـوأ فـال
أشــلى كلاب الظــالمين عليهمــو
فغــدوا نهــاب خديعــة وضــلال
مــازال بالإســلام يعــرك أهلــه
وبلاده عـــرك الرّحـــى بثفـــال
حــتى لقــد أمسـى بسـوء مصـيره
لهــو الحــديث ومضــرب الأمثـال
مــالى ومــا للبــدر أطلـب رده
بــل مــا لأفلاك الســماء ومـالى
منــا بليتنــا وفينــا برؤهــا
لــولا اختلاف الــرأي والأميــال
إن الســعادة بالوفــاق رهينــة
لا يخـــــدعنكمو بريـــــق الآل
نرجــو الرقـى وكيـف ترقـى أمّـة
ســلكت ســبيل الــتيه والاضـلال
عبثــت بحــقّ الأمهــات وأغفلــت
أمــر الأمومــة أيّمــا اغفــال
لــم تربهــنّ فكــنّ مصـدر شـقوة
فيهـــا وداء للبنيـــن عضـــال
سـاد الـذين عنـوا بـأمر نسائهم
وســموا بهـن الـى مكـان عـالى
أنّـــى تكــون الصــالحات لأمــةٍ
رغــب الغنّـى بهـا عـن الافضـال
يجـبى بيمنـاه النضـار ولـم يكد
حـتى يجـود علـى الخنـا بشـمال
يمسـى ويصـبح فـي النعيـم وقومه
لــم يظفــروا مــن بحـره ببلال
فالجهــل منتشــر تعيــث شـروره
فينــا وتفتــك فتكــة الاغــوال
فــي كــل آونــةٍ تمــد حبالــة
فتصــيد صـرعى الفقـر والامحـال
مــا بيــن بائسـة تقسـم ضـعفها
نفـــس مفرّقـــة وجيـــب خــالي
فاسترسـلت فـي المنكـرات وحلّلـت
مــن نفسـها مـا لـم يكـن بحلال
وذوى عيـــال مرمليــن غلا بهــم
جهـــل وأعيـــاهم طلاب المــال
فاسـتفتحوا بـاب السرور وأرقلوا
نحـــو المــآثم أيمــا إرقــال
لا درّ در المــال إن لــم يــدّخر
لبنــاء مكرمــة وحســن فعــال
لا در در المــال إن لــم يــدخر
إلا لـــذات الطــوق والخلخــال
لا در در المــال إن لــم يــدخر
إلا لنيــــــل مراتـــــب الاجلال
مــاذا يفيـد وسـام صـاحبنا إذا
سـبقت الـى الحسـنى يـد الجمـال
أيجــود تلميــذ بــدرهم يــومه
عــن طيــب نفــس غيــر ذات ملال
والأغنيــاء علــى الملاهــي عكـف
صـرعى الملاحـظ والهـوى الختـال
إنــي لأخشــى أن تصــير أمورنـا
إن دام بخلهمـــو لأســـوأ حــال
شــبان مصــر لكــم أزف تحيــتي
والــى حميتكــم أســوق مقــالي
يـا ويـح مصـر مـن الزمان وصرفه
إن لــم تهمــوا همــة الأبطــال
أحيــوا العلــوم فلا حيـاة لأمـة
ألقــت أزمتهــا الــى الجهــال
رقــوا النســاء فلا حيــاة لأمـة
أمـر النسـاء بهـا الـى الإهمال
كونـوا لمصـر كمـا تؤمـل فيكمـو
ذخــر الزمــان وبهجــة الآمــال
أزهــار نهضــتها وأنجـم سـعدها
وجمالهــا المــزري بكـل جمـال
الرافعيــن منــار مصـر ومجـدها
والخافضــين عــدوها المتعــالى
والقـائمين لهـا علـى رغم العدى
بالمكرمـــات وصـــالح الاعمــال
والفــارعين لمصــر إذ تـدعوهمو
فــي غيــر مــا وأرٍ ولا إجفـال
لا زال جيلكمــو لمصــر بهاءهــا
و علاءهـا البـاقي علـى الأجيـال
طه بن حسين بن علي بن سلامة، الدكتور في الأدب: من كبار المحاضرين. جدد مناهج، وأحدث ضجة في عالم الأدب العربي. ولد في قرية "الكيلو" بمغاغة من محافظة المنيا (بالصعيد المصري) وأصيب بالجدري في الثالثة من عمره، فكف بصره. وبدأ حياته في الأزهر (1902 - 1098م) ثم بالجامعة المصرية القديمة. وهو أول من نال شهادة "الدكتوراه" منها 1914 بكتاب (ذكرى أبي العلاء - ط) وسافر في بعثة إلى باريس فتخرج بالسوربون 1918 وعاد إلى مصر، فاتصل بالصحافة. وعين محاضراً في كلية الآدب بجامعة القاهرة. ثم كان عميدا لتلك الكلية فوزيرا للمعارف. وفي هذه البرهة تمكن من جعل التعليم الثانوي والفني مجانا. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي المراسلين بدمشق ثم رئيسا لمجمع اللغة بمصر. وأقبل الناس على كتبه. ومن المطبوع منها (في الأدب الجاهلي) و (في الشعر الجاهلي) و (حديث الأربعاء) ثلاثة مجلدات، و (قادة الفكر) و (على هامش السيرة) ثلاثة أجزاء، و (مع أبي العلاء في سجنه) و (مع المتنبي) جزآن و (أحاديث) و (الأيام) وكان قد شغف بالأدب اليوناني في صباه وترجم بعض آثاره ككتاب (نظام الاثينيين لأرسطو - ط) و (آلهة اليونان - ط) و (صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان - ط) وله (فلسفة ابن خلدون - ط) ووهو رسالة الدكتوراه بالفرنسية، إلى السوربون، ترجمها إلى العربية محمد عبد الله عنان، و (دروس التاريخ القديم - ط) و (مستقبل الثقافة في مصر - ط) جزآن و (عثمان - ط) و (علي وبنوه - ط) و (رحلة الربيع والصيف) وقد ترجم كثير من كتبه إلى عدة لغات وعينته جامعة الدول العربية رئيسا للجنتها الثقافية فأدارها مدة. وحاول البدء في عمل (دائرة معارف) عربية ولم ينجح. آخر أعماله الحكومية سنة 52 وتوفي بالقاهرة. (عن الأعلام للزركلي)