
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـم مسـاء فقـد أتـاك السميرُ
لا يروعنّـــك الظلام المغيــرُ
لا يروعنـــك الفـــراق فللأ ف
لاك يـــا نيــل دورة ســتدور
تولـج الليل في النهار ويأتي
مــن ذكـاء الـى الظلام نـذير
قـرّ عينـا فـأنت أنعـم بـالا
مــن حــبيب صــفاؤه تكــدير
إن قضـى اللـه بانفرادك حينا
فهــو الــدهر مبعــد مهجـور
لسـت أدرى وليتنـي كنـت أدرى
كيـف أبقـت علـى هواك الدهور
كيـف أمِّنتمـا الوشاة وهذا ال
ليــل يـا نيـل ثـائر موتـور
خـل عنـك المجـون واطلب الجد
د فللجــد يســتريح الضــمير
إنمـا السـيئات مـن خلـق الإن
ســان لــو أنــه بهـن خـبير
نيـل مـا هـذه الكآبـة والحز
ن ألـم يعـدك الأسـى الموفـور
قـال مـا راعنـي الفراق ولكن
قلـت إنـي بمـا أطّبـاك خـبير
غــادة أســفرت فغـابت ذكـاء
وتولتــــك لوعـــة وزفيـــر
أمهـا مـن بنيـك أخـدان لهـو
كلهــم مــدنف الفـؤاد أسـير
لـم تـزل بينهـا وبينهـم الاز
هـار تسـعى حـتى تقضـت أمـور
كـان مـا كـان والفضيلة تدعو
أين منى المعين؟ أين النصير؟
لـم يُجبهـا سـواي لكـن سـيفي
دون هـذا اللسـان عنهـم قصير
ظلـم القائمون بالأمر في النا
س وأغواهمــــو ضــــلال وزور
زعمـوا أن شـرعهم يكفـل الخي
ر وللـــه ســنّة قــد تجــور
وهــم ســاقه الغـرور إليهـم
ومــن النــاس جاهـل مغـرور
تــدع الكـافرين بـالله لكـن
هـل لـدى المسلمين منا عذير
أيهـا الناس أين علمكمو القا
صـر مـن عـالم عـداه القصـور
عـالم الغيـب والشـهادة لا يع
زب عنــه قبـل الصـغير كـبير
قـد أنحتـم لنا الخنا وحظرتم
كيــف هـذا المسـوّغ المحظـور
أهملوا الناس يحكم الله فيهم
فهـو الغـالب القـوي القـدير
أنفـذوا حكمـه علـى كـل جـان
لا ينلكـم مـن دون هـذا فتـور
ارجمـوا وارحموا كما أمر الل
ه يجـانبكمو الخنـا والفجـور
إن مـن يهـدر الفضـيلة يهـدر
ليــس كفـأ لـذنبه التعزيـر
طـرب النيـل ثم قال لعمر الل
ه قـد كـاد يزدهينـي السـرور
أمحــب للـدين مـن اهـل مصـر
أنـت واللـه بالنجـاة بشـير
نســيت مصــر دينهـا فعـداها
كــل خيــر وجللتّهـا الشـرور
أهملـت فيكمو الفضيلة مذ أُه ْ
مِــلَ فيكـم كتابهـا المسـطور
لـن تـرى بيـن أهـل مصر وفيا
يقتضــيه الوفـاء إلا النـزور
عهـدنا بالوفـاء أيام كان ال
ديـن غضـا تليـن منـه الصدور
عهـدنا بالإبـاء أيـام كان ال
مـوت حلـوا يـزار ليـس يـزور
عهــدنا بالسـلام أيـام لا يـع
تســف النـاس مالـك أو أميـر
ذاك عصــر قـد انقضـى وتـولى
ذهبــت أعصــر وجــاءت عصـور
حسـبكم في الآداب ما قاله فول
تيـر أو مـا أتـي بـه فكتـور
نعـم ما قال ذا وما قال هذا
ونعمّـا قـال العليـم الخـبير
فخــذوا مــن كليهمـا بنصـيب
وتوّخــوا هــداهما تسـتنيروا
كـثر المـدعون فـي مصـر حـتى
كـاد يقضـي على البلاد الغرور
حسـبكم يـا بني الكنانة عُجبا
كســـل مخجــل وفخــر كــثير
ليكـن قـولكم أقـلّ مـن الفـع
ل فلــن يبلـغ العلاء الفجـور
يـا بنـي اسمعوا النصيحة مني
فهــي إلا تنفعكمــو لا تضــير
أخلصـوا تصـدق الامـاني وتنجح
إن مصــرا بالمخلصــين نـزور
أجمعـوا إن أردتم السير للسؤ
دد والمجـد أمركـم ثـم سيروا
كنت أرجو لكم من المجد والسؤ
دد لــو أن عزمكــم لا يخـور
ســكت النيـل ثـم قـال كلامـا
لـم تسـعه مـن القريـض بحـور
قـرّض هذا الشاعر النيل لو ين
طـــق لكنـــه فــتى محصــور
لـم يطـل ليلنـا وليل الاماني
حيـن يلهـو الفـتى بهـن قصير
مـا ألـذ المنـى وأعـذب لولا
أن حبــل المنـى بنـا موتـور
هــن جلّيـن غمـرة الهـم عنـي
وتــــألّين أنــــي مغمـــور
هـن وكلـن بـي الهنـاء وبؤسا
ففــــؤادي مـــروع مســـرور
ليت شعري وليس يجدي على المر
ء بكـــاء ولوعـــة وســعير
مـا لهذا الزمان عند بني الإن
ســان يعــدو عليهمـو ويغيـر
يوسـع الكائنـات صفحا وجد ال
نــاس مـن دون ذاك جـدٌ عثـور
أنـت يـا نيل قد أمنت الأماني
وعـــداك الضــلال والتغريــر
طــاهر أنـت مـن كـواذب أخلا
ق وللمعتفيـــن عــذب طهــور
ليس بدعا أن يجني الخيّر الخي
ر ويشـــقى بشـــره الشــرير
بسـم النيل بسمة الحزن فاستق
بلهـا مـن طوالـع الصـبح نور
فــرح خــالط الهمـوم فبـادت
هكـذا يطـرد الهمـوم السـرور
وزهتنـا النسـيم فـاهتزت الأغ
صــان تيهــا وغـرد العصـفور
منظــرٌ ثــم مســمعٌ تركــاني
فــي ذهــول كــأنني مخمــور
والـذي يغتلـي بـي الحـب فيه
بسـمة الحزن يقتضيها البشير
ليـت شـعري أكـان قدّرها الني
ل فلـم يعـد مـا بـه التقدير
أم سـها عنهمـا الزمان فجاءت
ســقطة وهــو بالأمـاني نـزور
لا علـى العاشقين من بخل الده
ر فهــذا نصــيبنا المقــدور
طه بن حسين بن علي بن سلامة، الدكتور في الأدب: من كبار المحاضرين. جدد مناهج، وأحدث ضجة في عالم الأدب العربي. ولد في قرية "الكيلو" بمغاغة من محافظة المنيا (بالصعيد المصري) وأصيب بالجدري في الثالثة من عمره، فكف بصره. وبدأ حياته في الأزهر (1902 - 1098م) ثم بالجامعة المصرية القديمة. وهو أول من نال شهادة "الدكتوراه" منها 1914 بكتاب (ذكرى أبي العلاء - ط) وسافر في بعثة إلى باريس فتخرج بالسوربون 1918 وعاد إلى مصر، فاتصل بالصحافة. وعين محاضراً في كلية الآدب بجامعة القاهرة. ثم كان عميدا لتلك الكلية فوزيرا للمعارف. وفي هذه البرهة تمكن من جعل التعليم الثانوي والفني مجانا. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي المراسلين بدمشق ثم رئيسا لمجمع اللغة بمصر. وأقبل الناس على كتبه. ومن المطبوع منها (في الأدب الجاهلي) و (في الشعر الجاهلي) و (حديث الأربعاء) ثلاثة مجلدات، و (قادة الفكر) و (على هامش السيرة) ثلاثة أجزاء، و (مع أبي العلاء في سجنه) و (مع المتنبي) جزآن و (أحاديث) و (الأيام) وكان قد شغف بالأدب اليوناني في صباه وترجم بعض آثاره ككتاب (نظام الاثينيين لأرسطو - ط) و (آلهة اليونان - ط) و (صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان - ط) وله (فلسفة ابن خلدون - ط) ووهو رسالة الدكتوراه بالفرنسية، إلى السوربون، ترجمها إلى العربية محمد عبد الله عنان، و (دروس التاريخ القديم - ط) و (مستقبل الثقافة في مصر - ط) جزآن و (عثمان - ط) و (علي وبنوه - ط) و (رحلة الربيع والصيف) وقد ترجم كثير من كتبه إلى عدة لغات وعينته جامعة الدول العربية رئيسا للجنتها الثقافية فأدارها مدة. وحاول البدء في عمل (دائرة معارف) عربية ولم ينجح. آخر أعماله الحكومية سنة 52 وتوفي بالقاهرة. (عن الأعلام للزركلي)