
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـمْ أَرَ كَالْفِتْيَـانِ فِـي غَبَـنِ الْـ
أَيَّــامِ يَنْســَوْنَ مَــا عَوَاقِبُهَــا
مَـا يَغْفَلُـوا لَـمْ يَكُـنْ لَهَـمْ يَتَمٌ
فِــي كُــلِّ صــَرْفٍ تَسـْعَى مَآرِبُهَـا
يَـــرَوْنَ إِخْـــوَانَهُمْ وَمَصـــْرَعَهُمْ
وَكَيْـــفَ تَغْتَـــالُهُمْ مَخَالِبُهَـــا
مَـاذَا تُرَجِّـي النُّفُوسُ مِنْ طَلَبِ الْـ
خَيْــرِ وَحُــبُّ الْحَيَــاةِ كَاذِبُهَــا
تَظُـنُّ أَنْ لَـنْ يُصـِيبَهَا عَنَـتُ الــ
دَّهْــرِ وَرَيْــبُ الْمَنُــونِ كَارِبُهَـا
مَــا بَعْـدَ صـَنْعَاءَ كَـانَ يَعْمُرُهَـا
ســَادَاتُ مُلْــكٍ جَــزْلٌ مَوَاهِبُهَــا
يَرْفَعُهَــا مَــنْ بَنَــى لَـدَى قَـزَعِ
الْمُــزْنِ وَتَنْـدَى مِسـْكاً مَحَارِبُهَـا
مَحْفُوفَـةٌ بِالْجِبَـالِ دُونَ عُـرَى الْـ
كَيْــدِ فِيهَــا تَرْقَــى غَوَارِبُهَــا
يَــأْنَسُ فِيهَـا صـَوْتُ النُّهَـامِ إذَا
جَاوَبَهَـــا بِالْعَشـــِيِّ قَاصـــِبُهَا
سَاقَتْ إِلَيْهَا الْأَسْبَابُ جُنْدَ بَنِي الْـ
أَحْـــرَارِ فُرْســـَانُهَا مَوَاكِبُهَــا
وَفَــوَّزَتْ بِالْبِغَــالِ تُوسـَقُ بِالْــ
حَتْــفِ وَتَســْعَى بِهَــا تَوَالِبُهَــا
حَتَّـى رَآهَـا الْأَقْـوَالُ مِنْ طَرَفِ الْـ
مِنْقَــــلِ مُخْضــــَرَّةٌ كَتَائِبُهُـــا
يــومَ يَقولُــونَ يـالَ بَربَـرَ وأل
يَكســـُوَم لا يَفلِتـــنَ هارِبُهـــا
وكـانَ يومـاً بـاقي الحـديثِ وزا
لَـــت إمَّـــةٌ ثــابِتُ مَراتُبهــا
وبُــدِّلَ الفَيــحُ بالزُّرافَــةِ وأل
أيَّـــامُ خُـــونٌ جَــمٌّ عَجائُبهــا
بعـــدَ بنـــي تُبَّـــعٍ نَخَــاورةَ
قَــدِ أطَمــأَنًّت بهِــم مَرازِبُهــا
والَحضــرُ صــابَت عليــهِ آســَيةٌ
مـــن ثُغـــرَةٍ أَيِّــدٍ مَناكبُهــا
رَبيبَـــةٌ لَـــم تُــوَقِّ والــدَها
لِحُبِّهـــا إذ يُضـــاعُ راقبُهـــا
أَجَشـــمَها حُبُّهــا لِمَــا فَعَلَــت
إذ نــامَ عنهــا لِلغَـيِّ حاجِبُهـا
إذ غَبَّقَتـــهُ حَمـــراَء صـــافَيةَ
وألخَمــرَ وَهــلٌ يهيــمُ شـارِبُها
وأَســــلَمَت رَبَّهـــا بِلَيلَتِهـــا
تَظُـــنُّ أنَّ الرَّئيـــسَ خاطِبُهـــا
فكــانَ حَـظُّ العَـروسِ إذ بَـرقَ أل
صــُّبحُ دِمــاءً تَجــري ســَبائبُها
وحُــوِّرَ الَحضــرُ وأســتُبيحَ وقَـد
أُحــرِقَ فــي خِــدرِها مَشــاجبُها
لَــم يَبــقَ فيـه إلاَّ مَـراوِحُ طـا
يــاتٍ وَبُــورٌ تَضــغُو ثَعالِبُهــا
ولــم أَكُـن أَجهَـلُ ألَحـوادثَ وأل
أيَّــامَ مــا أن يَعِــفَّ راغِبُهــا
يكــونُ حَظِّــي مِــنَ ألَجمَـالِ فلا
أَغشــَى ســبيلاً وَعــراً مكاسـِبُها
وآلـــفُ ألخُطَّـــةَ ألُضـــمَّنَةَ أل
خَيـــرِ إذ بَعُضـــُهم مُجانِبُهـــا
وأَطلُــبُ ألُخطَّــةَ النَّبيلَـةَ بـال
قُــــوَّةِ إذ يُســـتَهَدُّ طالبُهـــا
يــا رُبَّ قَــومٍ أَبلَيتُهُــم نِعَمـاً
فَهَـل أَنَـا أليَـومَ عَمُـرو قالِبُها
مــا نَصــَحُوا إذ يَـرُومُ رائمُهـا
رَيبَتَـــهُ والفُـــؤادُ هايِبهُـــا
تَمنَعُنــي أُربَـةُ الوِثَـاقِ مِـنَ ال
جُهــدِ وبُقيَــا نَفــسٍ أُعاتُبِهــا
عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م.