
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَــالَ ذَا اللَّيْـلُ عَلَيْنَـا فَـاعْتَكَرْ
وَكَـــأَنِّي نـــاذِرُ الصــُّبْحِ ســَمَرْ
مِــنْ نَجِــيِّ الْهَــمِّ عِنْـدِي ثَاوِيـاً
بَيْــنَ مــا أُعْلِــنُ مِنْــهُ وَأُســِرّْ
وَكَـــأَنَّ اللَّيْـــلَ فِيـــهِ مِثْلُــهُ
وَلَقِــدْماً ظُــنَّ باللَّيْــلِ الْقِصــَرْ
لَــمْ أُغَمِّــضْ طُــولَهُ حتَّـى انْقَضـَى
أَتَمَنَّــى لَــوْ أَرَى الصــُّبْحَ جَشــَرْ
شـــَئِزٌ جَنْبِـــي كَـــأَنِّي مُهْـــدَأٌ
جَعَــلَ الْقَيْــنُ عَلــى الـدَّفِّ إِبَـرْ
غَيْــرَ مــا عِشــْقٍ وَلَكِــنْ طــارِقٌ
خَلَــسَ النَّــوْمَ وَأَجْــدانِي السـَّهَرْ
إِذْ أَتـــانِي نَبَـــأُ مِــنْ مُنْعِــمٍ
لَــمْ أَخُنْـهُ وَالَّـذِي أَعْطَـى الْخَبَـرْ
قِيـــلَ حتَّـــى جـــاءَني مَصــْدَقُهُ
وَلَقَــدْ يُلْفَـى مَـعَ الصـَّفْوِ الْكَـدَرْ
هَـــلْ تَــرَى مِــنْ ظُعُــنٍ بــاكِرَةٍ
يَتَطَلَّعْـــنَ مِـــنَ النَّجْـــدِ أُســَرْ
كَخَلاَفِ الْبَحْــــرِ تَعْلُـــو غَمْـــرَةً
إِذْ ســَجَا التَّيَّــارُ مِنْـهُ واسـْبَكَرّْ
وتَــرَى مِــنْ كُــلِّ شــَيْءٍ أَشــْبُهاً
كُــــلُّ رُوحٍ وَقِــــرامٍ مُخْتَــــدَرْ
وَعَلَــى الْأَحْــداجِ أَلْــوانُ الْقَنـا
وخُزَامَــى الــرَّوْضِ يَعْلُـوهُ الزَّهَـرْ
ســـَبَكَتْ فِــي كُــلِّ عــامٍ وَدْقَــهُ
فَظِبــاءُ الــرَّوْضِ يَقْرِمــنَ الثَّمَـرْ
أَبْلِــغِ النُّعْمــانَ عَنِّــي مَأْلُكــاً
قَـوْلَ مَـنْ خَـافَ اظْطِنانـاً فاعْتَـذَر
إِنَّنِــي واللـهِ فَاقْـبَــلْ حَلْفَـتِـي
لَأَبِــيــــلٌ كُـلَّمـــا صَــلَّى جَـأَرْ
مُـرْعَـــدٌ أَحْـشــاؤُهُ فـي هَـيْـكَـلٍ
حَــسَــــنٌ لِمَّتُــهُ وافِــي الشَّعَـرْ
مُـؤْمِـــنُ الصـَّدْرِ يُــرَجِّي عِـتْــقَهُ
يَـوْمَ لا يُكَـفْــرُ عَبْــدٌ مـا ادَّخَـرْ
مَـا حَمَـلْنَــا الْغِـلَّ مِـنْ أَعْدائِكُمْ
وَلَـدَى اللـهِ مِـنَ الْعُـذْرِ الْمُسَــرّْ
حَوْلَنـــا الْأَعْــداءُ مـا يَنْــصُرُنا
غَـيْـــرُ عَــوْنِ اللـهِ واللهُ نَصَـرْ
لا تَــكُـــونَــنَّ كَـآسِــي عَـظْــمِهِ
بِـأَسَــىً حتَّـى إذا الْعَظْــمُ جَبَــرْ
عـادَ بَعْــدَ الْجَبْــرِ يَبْغِـي وَهْيَـةً
يَنْـحُــوَنَّ الْمَشْــيَ مِنْــهُ فانْكَسـَرْ
واذْكُـرِ النُّعْمَـى الَّتِـي لَـمْ أَنْسَها
لَـكَ فِـي السـَّعْيِ إذا الْعَبْـدُ كَفَـرْ
إِذْ جَعَلنْـــاهُمْ تَبـــاذِيرَ كَمَـــا
فَـرَّقَ الْقـابِسُ فِـي اللَّيْـلِ الشـَّرَرْ
فــاكْتَنِتْ لا تَــكُ عَبْــداً طــائِراً
واحْــذَرِ الْأَقْتــالَ مِنَّــا والثَّـوَرْ
إِنَّمـــا قَـــدْ قَــدَّمَتْ مَســْعاتُنا
نَعَمــاً تَرْفَــعُ مِنَّــا مَــنْ عَثَــرْ
وَلَنَـــــا مَجْــــدٌ وَرَبٌّ مِفْضــــَلٌ
بِيَــدَيْهِ الْخَيْــرُ مــا شـاءَ أَمَـرْ
مِنْــــهُ فَضـــْلٌ ولَـــدَيْهِ ســـِعَةٌ
إِنَّمــا يُرجَــى لِمـا فـاتَ الْغِيَـرْ
وَشـــــَفِيعٍ مُنْجِــــحِ يَنْظُرُنــــا
بِيَــدَيْهِ الْيَــوْمَ تَيْســِيرُ الْعُسـُرْ
لَــمْ تَضــِقْ أَذْرُعُنــا فِــي خَلَّــةٍ
وعَلاَ ذُو الْخَصـــْمِ مِنَّـــا وظَهَـــرْ
إِذْ جَعَلْنــــاهُمْ بِضـــِيقٍ مَـــأْزِقٍ
ثُـمَّ نِلْنـا السـَّعْيَ مِنْهُـمْ والظَّفَـرْ
عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م.