
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرَوَاحٌ مُـــــــــــــــــوَدَّعٌ أَمْ بُكُــــــــــــــــورُ
لَــــــــكَ فَــــــــاعْلَمْ لِأَيِّ حَــــــــالٍ تَصـــــــِيرُ
إِنَّ شـــــــُغْلَ الْمُصـــــــَابِيَاتِ مِـــــــنَ الْأَسْـــــــ
ـــــــتَارِ طَــــــرْفٌ يُصــــــْبِي وَفِيـــــهِ فُتُـــــورُ
زَانَهُـــــــنَّ الشـــــــُّفُوفُ يَنْهَــــــزْنَ بِالصُّبْـــــــ
ـــــــــحِ وَعَيْــــــــشٌ مُفَــــــــانِقٌ وَحَرِيــــــــرُ
كَـــــدُمَى الْعَــــاجِ فِــــي الْمَحَــــارِيبِ أَوْ كَالْـــــ
بَيْــــــضِ فِــــــي الـــــرَّوْضِ زَهْـــــرُهُ مُســـــْتَنِيرُ
لَا تُؤَاتِيـــــــــكَ إِنْ صـــــــــَحَوْتَ وَإنْ أَشْــــــــــ
رَقَ فِـــــــي الْعَارِضـــــــَيْنِ مِنْــــــكِ الْقَتِيــــــرُ
وَابْيِضـــــَاضُ الســـــَّوَادِ مِـــــنْ نُـــــذُرِ الشـــــَّرْ
رِ وَهَــــــــلْ بَعْــــــــدَهُ لِأُنْــــــــسٍ نَــــــــذِيرُ
وَســـــــْطُهُ كَـــــــالْيَرَاعِ أَوْ ســــــُرُجِ الْمِجْـــــــ
ـــــــدَلِ حِينــــــاً يَخْبُـــــو وَحِينـــــاً يُنِيـــــرُ
مِثْـــــلُ نَـــــارِ الْحَـــــرَّاضِ يَجْلُــــو ذُرَى الْمُــــزْ
نِ لِمَــــــــــنْ شــــــــــَامَهُ إِذَا يَســــــــــْتَطِيرُ
زَجِـــــــــــلٌ عَجْـــــــــــزُهُ يُجَـــــــــــاوِبُهُ دَفْ
ـــــــــفٌ لِخُــــــــونٍ مَأْدُوبَــــــــةٍ وَزَمِيـــــــرُ
فَثَنَايَـــــا بِـــــالرَّيِّ بَعْـــــدُ وَفِـــــي الْحِنــــــْ
ـــــــوَيْنِ حَطَّــــــتْ بِــــــهِ هُنَالِــــــكَ عِيْــــــرُ
فَســـــــَقَى الْبَطْـــــــنَ فَالْبَســــــِيطَةَ فَــــــالْحِرْ
نَيْــــــــنِ يَهْــــــــدِي لِــــــــوَجْهِهِ وَيَحُـــــــورُ
فَاســـــْتَدَرَّتْ بِـــــهِ الْجَنُـــــوبُ عَلَـــــى الْحِـــــرْ
نَــــــــةِ فَــــــــالْحُنْوِ ســــــــَيْلُهُ مَقْصـــــــُورُ
لَـــــمْ أُغَمِّـــــضْ بِـــــهِ وَشـــــَأْيِي بِـــــهِ مَــــا
ذَاكَ أَنِّـــــــــــي بِصـــــــــــَوْبِهِ مَســــــــــْرُورُ
بَــــلْ عَنَــــانِي قَـــوْلُ امْـــرِئٍ لَـــمْ يُقَـــلْ فِيــــ
ـــــــــهِ صــــــــَوَابٌ بَــــــــدَا وَلَا تَقْـــــــدِيرُ
وَحَبِــــــــيٍّ بَعْــــــــدَ الْهُــــــــدُوِّ تُزَجِّيــــــــ
ـــــــهِ شــــــَمَالٌ كَمَــــــا يُزَجَّـــــى الْكَســـــِيرُ
مَــــــرِحٌ وَبْلُــــــهُ يَســــــُحُّ ســــــُيُولَ الْـــــــ
ـــــــــمَاءِ ســــــــَحّاً كَــــــــأَنَّهُ مَنْحُــــــــورُ
لَيْــــــتَ شــــــِعْرِي وَكَيْـــــفَ أَنْـــــتَ إِذَا مَـــــا
ذُرَّ فِــــــــي حُــــــــرِّ وَجْهِـــــــكَ الْكَـــــــافُورُ
رَحِــــــمَ اللــــــهُ مَــــــنْ بَكَـــــى لِلْخَطَايَـــــا
كُـــــــــلُّ بَــــــــاكٍ فَــــــــذَنْبُهُ مَغْفُــــــــورُ
أَيُّهَـــــــا الشـــــــَّامِتُ الْمُعَيِّــــــرُ بِالدَّهْـــــــ
ـــــــــرِ أَأَنْـــــــتَ الْمُبَـــــــرَّأُ الْمَوْفُـــــــورُ
أَمْ لَـــــدَيْكَ الْعَهْـــــدُ الْوَثِيـــــقُ مِــــنَ الْأَيْـــــ
يَــــــامِ بَــــــلْ أَنْــــــتَ جَاهِــــــلٌ مَغْــــــرُورُ
مَــــــنْ رَأَيْـــــتَ الْمَنُـــــونَ خَلَّـــــدْنَ أَمْ مَـــــنْ
ذَا عَلَيْـــــــهِ مِـــــــنْ أَنْ يُضـــــــَامَ خَفِيـــــــرُ
أَيْــــــنَ كِســــــْرَى كِســـــْرَى الْمُلُـــــوكِ أَنُـــــو
شـــــــُرْوَانَ أَمْ أَيْـــــــنَ قَبْلَـــــــهُ ســـــــَابُورُ
وَبَنُـــــو الْأَصـــــْفَرِ الْمُلُـــــوكِ مُلُـــــوكُ الـــــرْ
رُومِ لَــــــــمْ يَبْــــــــقَ مِنْهُـــــــمُ مَـــــــذْكُورُ
وَأَخُـــــــو الْحَضــــــْرِ إِذْ بَنَــــــاهُ وَإِذْ دِجْـــــــ
لَــــــــةُ تُجْبَــــــــى إِلَيْـــــــهِ وَالْخَـــــــابُورُ
شــــــــَادَهُ مَرْمَــــــــراً وَخَلَّلَــــــــهُ كِلْــــــــ
ــــــــساً فَلِلطَّيْـــــــرِ فِـــــــي ذُرَاهُ وُكُـــــــورُ
لَــــمْ يَهَبْــــهُ رَيْــــبُ الْمَنُــــونِ فَبَــــادَ الْـــــ
ـــــــــمُلْكُ مِنْــــــــهُ فَبَــــــــابُهُ مَهْجُـــــــورُ
وَتَأَمَّــــــــــلْ رَبَّ الْخَوَرْنَـــــــــقِ إِذْ أَشْــــــــــ
ـــــــــرَفَ يَوْمــــــــاً وَلِلْهُـــــــدَى تَفْكِيـــــــرُ
ســــــَرَّهُ مَــــــالُهُ وَكَثْــــــرَةُ مَــــــا يَمْـــــــ
لِـــــــكُ وَالْبَحْـــــــرُ مُعْرِضـــــــاً وَالســـــــَّدِيرُ
فَــــــارْعَوَى قَلْبُــــــهُ وَقَـــــالَ وَمَـــــا غِبْــــــ
ـــــــطَةُ حَــــــيٍّ إِلَــــــى الْمَمَــــــاتِ يَصـــــِيرُ
ثُـــــــمَّ بَعْـــــــدَ الْفَلَاحِ وَالْمُلْـــــــكِ وَالْـــــــ
إمَّــــــــةِ وَارَتْهُـــــــمُ هُنَـــــــاكَ الْقُبُـــــــورُ
ثُــــــــمَّ أَضــــــــْحَوْا كَـــــــأَنَّهُمْ وَرَقٌ جَــــــــ
ـــــــفَّ فَـــــأَلْوَتْ بِـــــهِ الصـــــَّبَا وَالـــــدَّبُورُ
إِنْ يُصــــــــــــــِبْنِي بَعْـــــــــــــضُ الْأَذَاةِ فَلَا وَا
نٍ ضـــــــــــَعِيفٌ وَلَا أَكَـــــــــــبُّ عَثُـــــــــــورُ
غَيْـــــــرَ أَنَّ الْأَيَّـــــــامَ يَغْـــــــدُرْنَ بِــــــالْمَرْ
ءِ وَفِيهَـــــــــا الْمَيْســـــــــُورُ وَالْمَعْســـــــــُورُ
فَاصــــــــْبِرِ النَّفْـــــــسَ لِلْخُطُـــــــوبِ فَـــــــإِنَّ
الـــــدَّهْرَ يَـــــدْجُو حِينـــــاً وَحِينـــــاً يُنِيـــــرُ
وَأَنَــــــا النَّاصــــــِرُ الْحَقِيقَــــــةَ إِذْ أَظَلَـــــــ
ـــــــمَ يَــــــوْمٌ تَضــــــِيقُ فِيــــــهِ الصـــــُّدُورُ
يَــــــــــوْمَ لَا يَنْفَــــــــــعُ الــــــــــرَّوَاغُ وَلَا
يَنْفَــــــــــعُ إِلاَّ الْمُشــــــــــَيَّعُ النِّحْرِيـــــــــرُ
وَاشـــــــــْتَرَيْتُ الْجَمَـــــــــالَ بِالْحَمْـــــــــدِ إِنَّ
الســـــــَّعْيَ فِيـــــــهِ الْإِمْضــــــَاءُ وَالتَّقْــــــدِيرُ
شــــــــَيَّعَتْنِي نُعْمَـــــــى عَلَـــــــيَّ لِمَـــــــا وَا
ثَقْــــــــتُ رَبِّــــــــي إِنَّ التَّقِـــــــيَّ شـــــــَكُورُ
كَقَصــــــِيرٍ إِذْ لَـــــمْ يَجِـــــدْ غَيْـــــرَ أَنْ جَـــــدَّ
عَ أَشـــــــــــْرَافَهُ لِشـــــــــــُكْرٍ قَصـــــــــــِيرُ
أَنْــــــتَ مِمَّــــــا لَاقَيْــــــتَ يُبِطْـــــرُكَ الْأَغْــــــ
ـــــــــرَابُ بِـــــــالطَّيْشِ مُعْجَـــــــبٌ مَحْبُـــــــورُ
وَتَمَهَّلْــــــــتَ فَــــــــوْزَةً أَحْــــــــرَزَتْ عِـــــــرْ
ضــــــِي مِــــــنَ الشـــــَّتْمِ وَالشـــــُّهُودُ كَثِيـــــرُ
لَــــــوْ تَحَمَّلْــــــتَ مِثْلَهَــــــا كَظَّـــــكَ الْأَمْــــــ
ـــــــرُ وَحَــــــارَتْ بــــــهِ لَــــــدَيْكَ الْأُمُـــــورُ
وَتَقُــــــــــولُ الْعُــــــــــدَاةُ أَوْدَى عَــــــــــدِيٌّ
وَعَــــــــــــدِيٌّ بِســـــــــــُخْطِ رَبٍّ أَســـــــــــِيرُ
لَا بِســـــُخْطِ الْمَلِيـــــكِ مَـــــا شـــــَيَّعَ الْعَبْــــــ
ـــــــــدُ وَلَا فِــــــــي عِقَــــــــابِهِ تَنْكِيـــــــرُ
ظُنَّــــــــهٌ شـــــــُبِّهَتْ فَأَمْلَكَهَـــــــا الْقَسْــــــــ
ـــــــــمُ فَعَــــــــدَّاهُ وَالْخَبِيـــــــرُ خَبِيـــــــرُ
وَكِلَانَـــــــــا بَــــــــرٌّ يُســــــــَاعِدُهُ بَــــــــرٌّ
وَرَبِّـــــــــي لِمَــــــــا أَتَــــــــى مَعْــــــــذُورُ
إنَّ رَبِّـــــــي لَـــــــوْ لَا تَـــــــدَارُكَهُ الْمُلـــــــ
ـــــــكَ بِأَهْـــــلِ الْعِـــــرَاقِ ســـــَاءَ الْعَـــــذِيرُ
خَصــــــَّهُ اللــــــهُ وَارْتَضــــــَاهُ لِمَـــــا قَـــــدْ
...................................................
مَلِـــــــكٌ يَقْســـــــِمُ الْخَـــــــزَائِنَ وَالذِّمَّــــــــ
ـــــــةَ قَــــــدْ رَدَّهَــــــا وَكَــــــادَتْ تَبُــــــورُ
عَــــــالِمٌ بِالَّــــــذِي يُرِيـــــدُ نَقِـــــيُّ الصَّــــــ
ــــــــدْرِ عَــــــفٌّ عَلَــــــى جُثَــــــاهُ نَحُــــــورُ
عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م.